ليبرمان أقام علاقات اقتصادية مع رجال السلطة.. بينما كان يدعو لإسقاطها

شركة «مسار إلى الشرق» التي يملكها عقدت صفقات كبيرة لبيع الأخشاب مع مسؤولين فلسطينيين

TT

ربما يمكن القول إن افيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، اليميني المتطرف، الأكثر إثارة للدهشة فيما يتعلق بالتناقض الكبير بين مواقفه المعلنة من العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، وحقيقة كيف يتصرف هذا الرجل، الذي منحته انتخابات الكنيست الأخيرة القوة الثالثة بعد حزبي الليكود وكاديما، فحسم هو المسألة لصالح الأول.

وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن شركة «مسار إلى الشرق»، التي أقامها ليبرمان، في نهاية التسعينات، عقدت صفقات كبيرة لبيع الأخشاب وصلت قيمتها إلى أكثر من مليون شيكل ( 250 ألف دولار أميركي) مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية، في السنوات ما بين 2000 و2001، وذلك في الوقت الذي كان فيه ليبرمان يصرح بضرورة دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق السلطة، وإنزال ضربة قاصمة بالسلطة، وتحقيق السيطرة الكاملة عليها. وكان ليبرمان آنذاك يشغل منصب عضو كنيست، وقيل انه نقل عقود الشركة، لكن الشرطة الإسرائيلية تحقق بشبهة استمرار ليبرمان في العمل لصالح الشركة المذكورة حتى بعدما أصبح وزيرا. ومثلا في سبتمبر (أيلول) 2001 طالب ليبرمان بدفن اتفاقيات أوسلو، كما طالب رئيس الحكومة في حينه، أرئيل شارون، بملاحقة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، ياسر عرفات، «مثلما تفعل الولايات المتحدة حيال أسامة بن لادن».

وبالإضافة إلى صفقات أخرى قد أبرمت في الوقت الذي كان فيه ليبرمان يتقلد مناصب رسمية، فقد تبين في عام 1999 أن الشركة، التي أسسها ليبرمان، تحولت إلى ما يعتبر الفرع الاقتصادي الأساسي الذي أقيمت خلاله علاقات اقتصادية مع رجال السلطة الفلسطينية.

وتأتي هذه القصة بعد أيام من كشف قصة أخرى، تبين خلالها أن المرافق الشخصي للزعيم المتطرف ليبرمان، هو بدوي عربي إسرائيلي اسمه، فريد. وأعربت صحيفة يديعوت احرنوت التي نشرت النبأ، عن دهشتها الشديدة بسبب التصريحات التي يُطلقها ليبرمان ضد عرب إسرائيل، مبينة أن مسؤول خلية حراسته هو عربي إسرائيلي من ضمن أربعة رجال يتحركون معه، لافتة إلى أن «فريد» يبقى طوال الوقت مع ليبرمان.

وقالت صحيفة يديعوت احرنوت آنذاك، «حين يصل ليبرمان إلى مكان معين يرافقه حارسه الشخصي (فريد) الذي بدوره يقوم بفحص الغرف والأماكن قبل أن يدخلها ليبرمان، ثم يقترب منه ويتأكد من عدم وجود أي خطر على سلامته أو أي محاولات اغتيال ضده».

يشار إلى أن فريد هو واحد من ثمانية حراس تنفيذيين تابعين لقسم حراسة أعضاء الكنيست، ويطلق عليهم اسم «قوة الجرأة» ويعمل في القسم نخبة من حراس الكنيست ممن اجتازوا دورة محارب ودورة حراسة شخصيات ويتمتعون بأهلية ولياقة عالية جداً. ورفض حزب إسرائيل بيتنا التعليق على هذا الموضوع وهو «أن الحارس الشخصي لزعيمهم هو بدوي من عرب الداخل».

وليبرمان، طالب دوما بالقضاء على حركة حماس، واتهم عرب الداخل لديه بأنهم صورة من هذه الحركة وخطيرين على إسرائيل ويدعو إلى ترحيلهم. أراد مهاجمة إيران، وتبرع بمهاجمة السد العالي، ويعتبر مصر دولة خطيرة. لا يؤمن بأي قائد فلسطيني بمن فيهم الرئيس الحالي أبو مازن بل يعتبره خطيرا كذلك.