إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل يواجه بردود تصفه بـ «العمل المشبوه»

حزب الله يؤكد أنه ليس معنياً بـ«الصواريخ المرتجلة»

TT

لا يكاد اللبنانيون ينامون على همٍّ أمني حتى يستفيقوا على همٍّ آخر أشد خطورة وتعقيداً. فمن الحوادث الداخلية المقلقة المتمثلة بالاختطاف والقتل الغامض والقنابل المتنقلة ما بين الطرق العامة والمراكز الحزبية، انشدت الأنظار نحو الخطر الجنوبي المتمثل بإطلاق الصواريخ المشبوهة من المنطقة الحدودية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية. الأمر الذي ضاعف القلق السياسي والشعبي من نجاح جهات مجهولة في توفير مبرر لإسرائيل لشن حرب مدمرة جديدة على لبنان.

وقوبل إطلاق الصواريخ إلى الداخل الإسرائيلي بموجة ردود فعل سياسية شاجبة ومحذرة من خطورة ما يخطَط للبنان. فرأى وزير العدل إبراهيم نجار أن «إطلاق الصواريخ وخلال المرات الثلاث التي تمت، جرى بطريقة بدائية» لافتاً إلى «أن الفاعلين أرادوا أن يبرهنوا أنهم غير محترفين ولا ينتمون إلى أي جهة سياسية أو أن هناك جهة جديدة دخلت على الخط».

أما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، فقال: «إن الصواريخ المرتجلة التي تطلق بين مرحلة وأخرى لا تخيفنا». ووصف عضو الكتلة نفسها، النائب أيوب حميد، إطلاق الصواريخ بأنه «عمل مشبوه في توقيته ومساره... كما أنها محاولة لتغطية الخروقات اليومية التي تعتمدها إسرائيل تجاه القرار 1701 الذي احترمه لبنان وأوفى بجميع التزاماته ومضامينه ».

واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني أن «للصواريخ المجهولة تفسيرات متعددة. فهناك من يعتقد أن المقصود هو التأكيد على أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، وبالتالي فهناك صعوبة في إجراء الانتخابات. ومن جهتي، لا أعتقد أن من الصعب إجراء الانتخابات مهما حاولوا. وهناك، من جهة أخرى، من يراها رسائل متعددة الاتجاهات. البعض يرى أنها إلى الدولة. والبعض الآخر يعتبرها موجهة إلى سورية. ولا يوجد حتى الآن أي استنتاج واضح حول من يقوم بإطلاق هذه الصواريخ أو يرمي هذه القنابل المتجولة المجهولة».

واستغرب نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان «كيف أن الوضع الأمني تعكر في كل مكان وبسحر ساحر بدءاً من خطف المهندس جوزيف صادر، مروراً باغتيال الطيار غسان المقداد والمواطن لطفي زين الدين، والتفجيرات هنا وهناك على مراكز حزبية أو في أماكن عامة لخلق أجواء من البلبلة وعدم الاستقرار». وفي سياق متصل تطرق البطريرك الماروني نصر الله صفير، في عظة الأحد التي ألقاها أمس في بكركي، إلى حادثة اختطاف المهندس صادر، فقال: «منذ أكثر من أسبوع، غاب أحد المواطنين يوسف صادر، وهو في طريقه إلى مقر عمله في العاصمة. ولم يعثر له على أثر بعد. وهذا أمر يدعو إلى القلق. إن واجب القوى الأمنية يقضي بالعثور عليه مهما كلف الأمر لئلا تُتَّهم بالتعاون. وهذا مضر بأمن البلد على وجه الإجمال».