نتنياهو يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة وسط خيارات صعبة.. وخلافات في حزب ليفني حول الانضمام

ليبرمان المرشح الأبرز لتولي الخارجية إذا تغيب «كاديما»

تسبي ليفني تتحدث الى نصريها في «كديما» وزير الداخلية مئير شطريت قبل جلسة الحكومة امس (ا ب)
TT

بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، زعيم الليكود اليميني، بنيامين نتنياهو، أمس، مشاوراته، رسميا، لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، برئاسته، واختار البدء، بلقاء رئيسة حزب «كاديما» تسيبي ليفني. وقال نتنياهو إنه سيلتقي ليفني من دون شروط أو قيود. ويشهد حزب «كاديما» انقساما في الرأي بشأن المشاركة في حكومة بقيادة الليكود. فهناك معسكر يقوده الرجل الثاني في الحزب يدعو إلى المشاركة، مقابل طرف ثان بقيادة ليفني ويدعو إلى الجلوس في المعارضة. وحمل نتنياهو لليفني، «عرضا سخيا»، من أجل تعزيز الثقة لدى «كاديما»، أعلن نتنياهو انه سيعلق كل مفاوضات مع الأحزاب اليمينية والمتدينة، حلفائه الطبيعيين، لحين الانتهاء من المفاوضات مع «كاديما». ومن المفترض أن نتنياهو سيعرض على ليفني توزيع الحقائب الوزارية بصورة متكافئة، على أن يتولى «كاديما» حقيبتين سياديتين، من الوزارات السيادية الثلاث، الخارجية والدفاع والمالية. وسيعرض نتنياهو على ليفني التساوي كذلك في عدد أعضاء المجلس الوزاري المصغر، وفوق كل ذلك منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء. غير أن تلك العروض حسب مصادر مطلعة في حزب «كاديما»، لن تكون كافية لإقناع ليفني، التي تشترط مطالب أخرى، منها التناوب على رئاسة الوزراء، ومطالب سياسية تتعلق ببرنامج الحكومة، وفي مقدمتها القبول بمبدأ «دولتين للشعبين» والاستمرار في عملية أنابوليس وخريطة الطريق، وألا ينضم شاس إلى الحكومة.

وأوضح بعض قياديي الليكود، انه سيكون من الصعوبة بمكان الاستجابة لمطالب ليفني، وأن نتنياهو سيرفض مسألة التناوب، كما سيرفض ذكر «دولة فلسطينية» في برنامج حكومته، في ظل معارضة شركائه الطبيعيين، بالإضافة إلى أن اتفاقا جرى بين الليكود وشاس على أن يكون شاس أول المنضمين لحكومة نتنياهو. وان كان زعيم شاس قال، بالأمس، إنه سيبدأ مفاوضاته مع نتنياهو من الصفر.

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أن عدداً كبيراً من قادة وكوادر حزب «كاديما» يضغطون على ليفني للموافقة على الانضمام لحكومة نتنياهو. وأشارت الإذاعة إلى أن هناك حالة استياء كبيرة في صفوف الحزب من إعلان ليفني أنه في حال لم يوافق نتنياهو على التناوب معها على رئاسة الحكومة، فإنها ستقود الحزب للمعارضة. ونقلت الإذاعة عن عدد من كوادر الحزب قولهم إن الذهاب للمعارضة يجب أن يكون خياراً وليس إستراتيجية، مستهجنين عدم موافقة ليفني على الانضمام لحكومة نتنياهو بعدما وافقت على 90% من مطالب افيغدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا». وأعربت رئيسة الكنيست داليا إيتسيك، عن تأييدها للانضمام، يشاركها الرأي الرجل الثاني في الحزب، شاؤول موفاز. ويمارس هؤلاء، ضغوطا منذ عدة أيام على ليفني للانضمام. ووجه هؤلاء الأعضاء انتقادا إلى ليفني على خلفية ما قالته في نهاية الأسبوع الماضي من أنها تستبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الليكود وكاديما وتفضيلها الذهاب إلى مقاعد المعارضة. في المقابل هاجم وزير الداخلية مئير شطريت القيادي في «كاديما» فكرة الانضمام لحكومة برئاسة الليكود، معتبراً أن هذه الفكرة ستؤدي إلى اختفاء الحزب عن الحلبة السياسية. ونقلت «يديعوت أحرنوت» عن شطريت قوله إن نتنياهو أعطى وعوداً مسبقة لحزب شاس بتلبية مطالبه، محذراً من أن انضمام «كاديما» سيضفي شرعية على وجود حكومة «يمينية متطرفة». وتأتي هذه التصريحات عشية اللقاء المفترض، أن يكون قد جمع الليلة الماضية ليفني مع نتنياهو، في محاولة أخيرة للتوافق على صيغة تضمن ضم «كاديما» للحكومة الجديدة. وفي حال عدم انضمام «كاديما»، فإن الحكومة ستضم إضافة لليكود، «إسرائيل بيتنا»، وحركة شاس وحزب «يهدوت هتوراة»، و«الاتحاد الوطني»، و«البيت اليهودي». وذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في توزيع الحقائب الوزارية على قادة حزبه وعلى شركائه في الائتلاف. وحسب هذه المصادر فإن التحدي الأكبر الذي يقف أمامه هو طبيعة الحقائب التي سيحصل عليها «إسرائيل بيتنا». وأشارت المصادر إلى أن زعيم الحزب افيغدور ليبرمان بوصفه زعيم ثاني أكبر حزب في الائتلاف سيحصل على واحدة من أهم ثلاث حقائب وزارية، وهي الدفاع والخارجية والمالية، مشيرة إلى أن نتنياهو يفضل منح ليبرمان حقيبة المالية على اعتبار أن هذه أفضل وصفة لتجنيب إسرائيل المواجهة مع العالم الخارجي. واستدركت المصادر أن ليبرمان لا يبدي حماساً لتبوء هذا المنصب، فضلاً عن أن هناك احتمال أن يرفض المدعي العام الإسرائيلي منحه هذه الحقيبة بسبب ملفات الفساد المفتوحة ضده. وأكدت المصادر أنه في حكم المؤكد أن نتنياهو لن يمنح ليبرمان حقيبة الدفاع رغم حرص على توليها، على اعتبار أن أحد العبر من حرب لبنان الثانية هي أن يتم إسناد وزارة الدفاع إلى شخصية ذات خلفية عسكرية، وهي ما يفتقر إليها ليبرمان.

وأشارت المصادر إلى أن الخيار الوحيد المتاح أمام نتنياهو هو منح ليبرمان حقيبة الخارجية، كأهون الشرين. وحذرت المصادر من مضاعفات إدارة ليبرمان لهذه الحقيبة، سيما على صعيد العلاقات بالعالم العربي. وأعادت المصادر للأذهان أن ليبرمان لا يخفي رفضه للتطبيع مع العالم العربي، ويرفض زيارات المسؤولين الإسرائيليين للدول العربية، ناهيك عن مواقفه تجاه مصر. وأشارت إلى مطالبته بقصف السد العالي من أجل إغراق شعب مصر، ودعوته لتدمير القصر الرئاسي في دمشق، إلى جانب مطالبته بفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الصلاة فيه، ونزع الشرعية عن وجود فلسطينيي 48 فوق أرضهم، إلى جانب مطالبته بإلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة.