أولمرت يأسف لبث القناة العاشرة برنامجا مسيئا للمسيح بعد احتجاجات واسعة

قال إنه لا داعي لإفساد العلاقة مع العالم المسيحي

TT

عبر رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت، عن أسفه لبث القناة التلفزيونية العاشرة أخيرا برنامجا تضمن مقاطع ساخرة مسيئة للدين المسيحي، ونبيه عيسى عليه السلام. وقال أولمرت انه«لو وجهت أقوال من هذا القبيل ضد الشعب اليهودي في دولة أخرى لأثار ذلك استنكارا عارما». وأوضح انه لا ينوي الحد من حرية التعبير، إلا انه يجب التحلي بضبط النفس حتى عندما يتعلق الأمر بالنقد الساخر. واعتبر أولمرت «أن علاقات إسرائيل مع حاضرة الفاتيكان والعالم المسيحي جيدة جدا ولا داعي لإفسادها».

وتأتي أقوال أولمرت بعد أيام من الغضب الكبير في أوساط المسيحيين في إسرائيل وفلسطين والعالم، اثر بث القناة الإسرائيلية العاشرة في 17 من فبراير (شباط) برنامجا عرض مقاطع مضحكة وساخرة حول المسيح وأمه. ونفى البرنامج، عذرية السيدة مريم أم المسيح، واتهمها بقضايا شتى. كما قال إن المسيح لم يمش على مياه طبريا وكان سمينا جدا، وأكثر ما كان يهمه هو العشاء الأخير، وان شرابه المفضل هو عصير الكريبفروت. أما يوم الأحد فهو مقدس لدى المسيحيين باعتبار أن المسيح يستخدم حمية في هذا اليوم».

وأثار ذلك موجة غاضبة في أوساط المسيحيين في العالم. وتظاهر أول من أمس مسيحيون في إسرائيل احتجاجا. وطالبوا القناة العاشرة بإقالة مقدم البرنامج «ليؤر شلايين». وعدم إذاعة برنامجه الأسبوع المقبل، كما رفض المتظاهرون اعتذار المذيع، وطالبوا باعتذار مباشر من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس.

وكان مجلس رؤساء الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، قد أدان باستياء كبير التهجم على شخص السيد المسيح، وقال بيان للمجلس «إن القناة العاشرة استخدمت هذا الموقف لانتهاك قدسيّة أقدس الرموز المسيحية، والإساءة إلى مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين المسيحيين، وملايين المسيحيين في أنحاء العالم كذلك»، معتبرا البرنامج،«ظاهرة خطيرة كبرى تفرق المجتمع وتشتت شمله، وتبعده عن روح التسامح وقبول الآخر واحترامه وتولّد الكراهية». وقال رؤساء الكنائس «هذا الحدث الأخير، وفي مضمونه الأشمل، يعتبر مثلاً آخر لهجمات متواصلة ضد المسيحيين في دولة إسرائيل عبر السنوات الماضية».

وكان الفاتيكان قد وجه احتجاجاً شديد اللهجة على ما عرضته القناة العاشرة، وأوضح أن السلطات الرسمية الإسرائيلية، ما أن أُخطرت بالواقعة عبر القاصد الرسولي حتى سارعت إلى ضمان تدخلها لوقف برامج مماثلة والحصول على اعتذار رسمي.

يذكر أن البرنامج الإسرائيلي بث باللغة العبرية، وخصص للرد على التصريحات التي صدرت عن احد رجال الدين المسيحيين بشأن إنكار المحرقة بحق اليهود. علما بأن بابا الفاتيكان كان قد اعتذر من اليهود شخصياً بعد تصريحات المطران ريتشارد دليمون الذي أنكر فيها المحرقة التي تعرض لها اليهود من النازيين.