فلسطيني اعتقل خلال الحرب: القوا بي معصوب العينين بحفرة وأجبروني على النوم فيها رغم البرد القارس والأمطار الغزيرة

قال له أن يعترف بكل التهم الموجه إليه رغما عن أنفه

TT

أكد فلسطيني اختطفه الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب على غزة في يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه تعرض على مدى شهر لتعذيب قاس على أيدي محققي جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» وجنود الجيش الإسرائيلي. وفي شهادة أدلى بها لمحامي نادي الأسير الفلسطيني في مركز التحقيق في سجن عسقلان، قال صبحي محمد العطار، إن قوة إسرائيلية اعتقلته مع والده وأخيه الأصغر في 3 يناير الماضي، واقتادتهم إلى منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، حيث وضعوا في حفرة كبيرة إلى جانب معتقلين آخرين، بينما كان المطر ينهمر على رؤوسهم.

وبعد ذلك- حسب العطار- فإنهم نقلوا إلى مركز تحقيق متنقل على شاطئ البحر على الحدود مع غزة، حيث توالى عدد من المحققين على تعذيبه بشكل وحشي وهو معصوب العينين، وقاموا بضربه بأعقاب البنادق وركله في كافة أنحاء جسمه، ونتف شعر رقبته. وأضاف العطار في الشهادة التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، أنه عندما احتج على التعذيب، بطحه احد الجنود على الأرض ووضع سلاحه على رأسه موهماً إياه بأنه سيطلق الرصاص عليه، وأعاد تكرار هذا الأمر. وأشار العطار إلى أنه بعد أن خرج من مركز التحقيق تم تقييده ورميه في حفرة كبيرة بداخلها حجارة كبيرة، وأمر هو ومن معه من المعتقلين بالنوم فيها حتى الصباح تحت المطر الشديد والبرد القارس، موضحا أنه تم في صباح اليوم التالي نقله مع مجموعة من المعتقلين إلى منطقة «زيكيم» العسكرية، حيث اجبروا على خلع ملابسهم والبقاء في القاعدة عدة ساعات كما ولدتهم أمهاتهم.

وأشار العطار إلى أنه اخضع للتحقيق معه وهو على هذه الحالة، وتحت ضرب الجنود له بالبنادق ونتف شعره. وكان التحقيق يدور وفق الشهادة، حول انتمائه لحركة حماس، وإن كان منتمياً لـ«كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة، وإن كان متورطا في عمليات إطلاق الصواريخ على المستوطنات،نافيا بشدة هذه الاتهامات مؤكداً أنه شبه ضرير، إذ فقد القدرة على الإبصار في إحدى العينين، في حين كفاءة العين الأخرى متدنية جداً. وقال العطار إنه مكث 3 أيام بلياليها في غرفة التحقيق وهو مشبوح على كرسي صغير ومقيد اليدين والرجلين، ومحروم من الطعام والشراب. وأضاف أن المحقق أمره في اليوم الثالث بالوقوف لينهال عليه بالضرب على كل أجزاء جسمه بما فيها وجهه مما أدى إلى تكسر أسنانه وفقدانه للوعي ولم يستيقظ إلا في غرفة الطبيب، حيث تلقى علاجا أوليا هناك. وتابع القول انه وبعد إعادته إلى غرف التحقيق المتنقلة، رشه أحد الجنود ومن معه من معتقلين آخرين، بالغاز المسيل للدموع. وأوضح أنه بعد ذلك تم نقلهم إلى سجن عسقلان. وهناك ابلغه المحقق أنه سيعترف رغماً عن أنفه بكل التهم الموجهة إليه، وعندما واصل الإنكار انهال عليه المحقق بالضرب مجدداً، فضلاً عن الشتم والإساءات اللفظية. ومن سجن عسقلان نقل العطار حسب قوله، إلى سجن بئر السبع، حيث يوجد «العصافون» (وهم العملاء الذين تزرعهم المخابرات الإسرائيلية لاستدراج المعتقلين الصعبين للإدلاء باعترافات)، إلا أنهم كما يقول فشلوا في الحصول على أي اعتراف منه بصلته بحماس، فاعتدوا عليه بشكل مبرح. من ناحيته قال قدوره فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن السلطات الإسرائيلية اعتمدت قبل أيام من شن الحرب جهازا قضائيا خاصا مهمته الرئيسية محاكمة الأسرى الذين يتم اختطافهم خلال الحرب، إذ تم اعتبار كل المعتقلين المختطفين «مقاتلين غير شرعيين»، يجوز مواصلة اعتقالهم من دون محاكمة إلى أمد بعيد، ومن دون منحهم الحق في الدفاع عن أنفسهم.