عريقات: أبو مازن أبلغ الأوروبيين رسميا برفضه التعامل مع حكومة لا تقبل بحل الدولتين ووقف الاستيطان

قال لـ«الشرق الأوسط»: إن الوحدة شأن فلسطيني لا يخضع لضوء أخضر أو أحمر من أحد

فلسطينية تستعين بخشبة لدق بعض من بهارها مع غياب مطبخها الذي هدمته الحرب الاسرائيلية على غزة، (ا ف ب)
TT

قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن أبلغ الاتحاد الأوروبي رسميا، انه لن يكون شريكا في المفاوضات لحكومة لا تقبل مبدأ حل الدولتين ولا تقبل بالاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية».

وأضاف عريقات الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة التشيكية براغ، حيث يرافق أبو مازن في زيارة إلى جمهورية التشيك التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، «إن الرئيس أبو مازن طلب من وزير خارجية التشيك أن ينقل إلى وزراء الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم غدا، أنه لن يكون شريكا مع أي حكومة إسرائيلية من هذا القبيل، وطالب الاتحاد الأوروبي باعتبارها غير شريكة». وحسب عريقات فإن الوزير التشيكي لم يعلق على ما قاله أبو مازن. واستطرد عريقات قائلا «إن الأوروبيين أمام وضع صعب، وأنهم إذا ما مارسوا المعايير المزدوجة فإنهم سيدفعون المنطقة إلى مزيد من العنف والفوضى والتطرف».

وأردف عريقات قائلا، إن هذا هو الموقف الذي يجب أن ينقل إلى الأميركيين والأوروبيين. وتابع القول «يجب أن يسألوا عن موقفهم في حال تشكيل حكومة إسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو وهو الاحتمال المؤكد، لا تقبل بحل الدولتين وترفض الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والمنظمة وتواصل النشاط والبناء الاستيطاني.. وهل سيعتبرونها حكومة غير شريكة كما اعتبروا حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتها غير شريكة واشترطوا أن تعترف الحكومة بالدولتين والاتفاقات السابقة؟».

واعتبر عريقات أن ما نشرته صحيفة «جيروساليم بوست» الإسرائيلية نقلا عن مصادر فلسطينية لم تسمها، أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أعطت السلطة الضوء الأخضر لتشكيل حكومة وحدة تشارك فيها حماس، «انه كلام غير صحيح على الإطلاق». وقال «إن السلطة والوحدة الوطنية شأن فلسطيني داخلي والمصالحة هي مصلحة فلسطينية عليا.. وتشكيل حكومة الوحدة هي مصلحة فلسطينية عليا، وهي شأن فلسطيني داخلي لا نأخذ في تحقيقها إذنا من احد ولن يمنعنا عنها احد.. ولا نسير فيها وفق ضوء اخضر من احد ولا نتوقف فيها على ضوء احمر من احد». وقال عريقات في تصريحات «لم نتحدث إلى الأميركيين في موضوع حكومة الوحدة». وأضاف «قلنا لجورج ميتشل، مبعوث السلام الأميركي في زيارته الأولى للمنطقة، إننا وتحت مظلة أشقائنا في مصر نبذل كل جهد ممكن من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.. ولكنه لم يتدخل ولم يحك شيئا».

واعتبر عريقات أن ما نقل على لسان ميتشل من تصريحات أمام زعماء منظمات يهودية أميركية من أن إدارة الرئيس باراك أوباما ستؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حكومة حماس، «تصريحات غير بطالة» وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» قد قالت إن إدارة أوباما أعطت السلطة الضوء الأخضر من أجل التحدث مع حماس بخصوص تشكيل حكومة وحدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تسمه في السلطة في رام الله قوله: «إن واشنطن أعطت أيضاً الضوء الأخضر للإدارة المصرية كي تقوم بمواصلة مجهوداتها بغية تحقيق المصالحة بين فتح وحماس».

وأضاف المسؤول «تتمتع الإدارة الأميركية الجديدة بسياسة مختلفة عن سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فإدارة أوباما تعتقد أن تشكيل حكومة وحدة بين فتح وحماس هو أمر جيد بالنسبة لنشر الاستقرار».