جورجيا تشن هجوما «غنائيا» ضد روسيا في عقر دارها: لا نريد.. بوتين

الأغنية ستقدم في موسكو في مسابقة يوروفيجن وتهدد بأزمة دبلوماسية

TT

بعد معاناتها من هجوم روسي عليها في أغسطس(آب) الماضي، تنقل جورجيا ميدان القتال مع جارتها الشمالية إلى صالة الديسكو، حيث من المخطط أن تقدم جورجيا أغنية تمثل طعنة لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين، خلال مسابقة الغناء الرئيسة في أوروبا. وعنوان الأغنية، التي تقدم باللغة الإنجليزية، هو «We Don"t Wanna Put In» وتعني (لا نريد أن نتدخل). وهناك تلاعب في عنوان الأغنية باللغة الإنجليزية، حيث تنطق «Put In» بصورة مطابقة تقريبا لاسم «بوتين»، كما أن اسمه يكتب بالإنجليزية بالطريقة نفسها تقريبا «Putin». غنّت هذه الأغنية فرقة جورجية يطلق عليها اسم «ستيفان آند ثري جي»، وقد اختيرت الأغنية في تصويت شعبي لتكون الأغنية التي تشارك بها جورجيا في سباق «يوروفيجن»، سباق الغناء الأوروبي الكبير الذي سوف تستضيفه موسكو في مايو(أيار). وكانت جورجيا تخطط لمقاطعة سباق العام الحالي احتجاجا على قيام روسيا بالاستيلاء على منطقتين انفصاليتين في جورجيا في أعقاب حرب أغسطس، لكن يبدو أنها استقرت على توجيه ضربة غنائية لرئيس الوزراء بوتين داخل العاصمة الروسية. وقد بدأت الأخبار في استثارة العواطف الوطنية في روسيا، حيث تسود مشاعر معادية لجورجيا منذ الحرب، التي يعتقد الكثيرون في روسيا أن جورجيا هي من بدأتها. وقال يانا رودكوفسكاي، المنتج الروسي لأغنية «ديما بليلان» التي فازت العام الماضي في سباق «يوروفيجن» في حديث مع المحطة الإذاعية «إكو موسكفي»: «في رأيي، هذا ليس أخلاقيا، أعتقد أنه يجب على مجلس «يوروفيجن» ورؤساء القناة الأولى أن يمنعوا هذه الأغنية لأنها تهين بلدنا». ومن المقرر أن تذيع القناة الأولى، التي تشرف عليها الدولة، السباق مباشرة. ولم يتضح بعد كيف سوف تتعامل المحطة مع هذه الإهانة الموجهة لبوتين إذا ما تمكنت جورجيا من الوصول إلى الجولة النهائية، مع الإشارة إلى أن بوتين لا يحصل سوى على تغطية متملقة من التلفزيون الفيدرالي الروسي. ويقول ستيفاني مجبريشفيلي، الرجل الرئيس في الفرقة الغنائية الجورجية، إنه مع ثلاث زميلات في الفرقة كانوا يأملون في هذا الصدى عندما بدأوا الأغنية، التي أشار إليها على أنها «خدعة تسويقية». وقال مجبريشفيلي، الذي يبلغ من العمر 29 عاما والذي يغني الأغنية على إيقاع ديسكو: «الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو الوصول إلى الشيء الذي أردنا منه أن يجذب أكبر قدر ممكن من الانتباه». وشارك مجبريشفيلي، في احتجاجات ضد روسيا في العاصمة الجورجية تبليسي خلال حرب أغسطس، ويقول إن الفرقة حظيت بـ«دعم معنوي» من بعض الوزراء الحكوميين. ووصف دميتري بسكوف، وهو متحدث باسم بوتين، الأغنية بأنها «إثارة للشغب» وقال في حديث لوكالة «ريا نوفوستي» الإخبارية إنه يعتقد أنه من غير الجيد أن تستخدم جورجيا سباق الأغاني من أجل «ترويج طموحات سياسية كاذبة». وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق باستخدام سباق الأغاني من أجل شن الهجوم على روسيا. وكانت النجمة الأوكرانية فركا سردوتشكا قد أغضبت الكثيرين في روسيا باستعراضها في سباق 2007 لأغنية «دانسينغ لاشا تومباي»، حيث كانت تقول عبارة غير واضحة، فسرها الكثيرون بأنها تعني «وداعا لروسيا»، وكان ذلك مفاجئا للفنانة.

* خدمة «نيويورك تايمز»