كرزاي ونائبه يتهمان بعضهما بعضاً «بالفساد» في اجتماع حكومي

وزير الإعلام الأفغاني الأسبق لـ«الشرق الأوسط» : أكثر من اسم مرشح للمنافسة في الانتخابات الرئاسية

سيارة تابعة للجيش الأفغاني تجوب منطقة رانجوي في قندهار عقب اعتداء نفذته عناصر من طالبان بوسط المدينة (ا.ب)
TT

كشفت مصادر أفغانية مطلعة عن فجوة حادة بين الرئيس كرزاي ونائبه احمد شاه ضياء شقيق زعيم التحالف الشمالي الراحل احمد شاه مسعود الذي اغتالته القاعدة قبل يومين من هجمات سبتمبر 2001. وأضافت المصادر أن الرئيس الأفغاني ونائبه اتهما بعضهما بعضا باتهامات تصل الى حدود الفساد وانهما ألعوبة في يد اميركا وذلك خلال اجتماع  لمجلس الوزراء الأفغاني. من جهته قال محمد صديق تشكري وزير الاعلام الافغاني الأسبق في اتصال هاتفي أجرته معه « الشرق الأوسط » إنه تدخل شخصيا والبرفسور برهان الدين رباني ثاني رئيس لدولة المجاهدين في كابل لعقد جلسة صلح بين كرزاي ونائبه احمد ضياء. واشار الى ان شقيق مسعود انتقد بحدة الرئيس كرزاي في احتفالات ذكرى الانسحاب الروسي من افغانستان يوم 15 فبراير «شباط » الجاري خلال تجمع في وادي بانشير مسقط رأس قائد التحالف الشمالي، مما اصاب كرزاي باستياء شديد، فوجه إليه اللوم علنا في اجتماع الحكومة يوم الاثنين الماضي، إلا أن نائبه برأ ذمته من الحكومة الحالية. وأكد كرزاي ان :«نائبه احمد ضياء هو الآخر شريك في الحكم ويتحمل المسؤولية معه». وقال تشكري: إن الاتهامات بين الرجلين باتت حديث النخب السياسية في العاصمة كابل. وكشف تشكري عن اكثر من اسم ستترشح في الانتخابات المقبلة منها أنورالحق وزير المالية واحمد ضياء نائب كرزاي وعبد الله عبد الله وزير الخارجية الاسبق والدكتور جلالي وزير الداخلية السابق، الا انه اشار الى غول اغا محافظ ننجرهار وهو بشتوني من قرية كرزاي في قندهار يتمتع بنصيب وافر من الشعبية. وذكرت أن المشادة العنيفة بين الرجلين تعكس انهيارا للدعم الذي تمتع به كرزاي وسط التحالف الأفغاني الذي سانده منذ انتخابه رئيسا عام 2004 وكذلك وسط مسانديه في بريطانيا والولايات المتحدة. وتسلط المشادة بين الرئيس ونائبه الضوء على الانتخابات الرئاسية اغسطس آب المقبل. وكانت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية الصادرة امس قالت: إن مشادة بين كرزاي ونائبه بينت مدى ضعف الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن المشادة بدأت بعد أن أدلى مسعود بحديث اتهم فيه إدارة كرازاي بالفساد والأنانية اللذين أديا إلى الفقر والجوع في البلاد، وقال أيضا إن تخطيط كرزاي لتأجيل الانتخابات المقررة في مايو أيار المقبل حتى 20 أغسطس آب الآتي وتمديد ولاية رئاسته حتى ذلك التاريخ، مخالف للدستور.

واستمرت المشادة لمدة عشر دقائق حتى تمكن بعض الوزراء من إنهائها ودفع الرجلين للعودة إلى المحاضر المقررة لاجتماع المجلس.

وبهذا الهجوم ينضم مسعود إلى مجموعة من كبار المسؤولين الأفغان وكذلك نواب المعارضة الذين يعتقدون أن كرزاي يسعى بتأجيله موعد الانتخابات إلى تمديد مدة ولايته الرئاسية التي من المقرر أن تنتهي رسميا في مايو أيار المقبل.

الى ذلك صرح مسؤولون في أفغانستان امس ان تسعة عشر من مقاتلي طالبان، قتلوا في هجمات جوية واشتباكات مع القوات الأمنية الأفغانية المتمركزة في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد. وقال داود أحمدى متحدث باسم حاكم الإقليم:إن ثمانية أشخاص يعتقد أنهم مسلحون قتلوا حين دمرت طائرة حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي (الناتو)السيارة التي كانوا يستقلونها في منطقة نايا جنوب إقليم هلمند. وقال أحمدي: إن رجال المخابرات الأفغانية حددوا مكان المسلحين الذين كانوا يستقلون السيارة، ثم بعد ذلك طلبوا اسنادا جويا من الناتو للقضاء علي المتمردين. وفي واقعة منفصلة أعلن عبد الله خان نائب رئيس شرطة إقليم قندهار أن ستة مسلحين على الأقل قتلوا عقب أن هاجموا دورية للشرطة الأفغانية في منطقة داند الواقعة في إقليم قندهار في جنوب البلاد.