طالبان تخطف أكبر مسؤول حكومي في وادي سوات الباكستاني

أول اختراق لاتفاق الهدنة الدائمة

TT

قالت حركة طالبان ومسؤولون باكستانيون، إن مقاتلي الحركة خطفوا أكبر مسؤول حكومي بوادي سوات بجنوب غربي باكستان إلى جانب ستة من حراسه أمس موجهين ضربة لجهود عودة الهدوء الى الإقليم المضطرب. وقال سيد محمد جواد مفوض مقاطعة مالانكاند التي تشمل سوات لـ(رويترز) إن خوشال خان كان مستقلا سيارته في طريقه الى مينجورا البلدة الرئيسية بسوات عندما خطفه «اوغاد». وأبرمت السلطات الباكستانية اتفاقا مع اسلاميين لاستعادة العمل بالشريعة الاسلامية في مسعى لتهدئة الاوضاع في سوات، حيث يجاهد الجيش الباكستاني لإخماد انتفاضة لطالبان. وأعلن مسلم خان وهو متحدث باسم طالبان في سوات مسؤولية الحركة عن خطف المسؤول الاداري. وقال لـ (رويترز) «هو ضيفنا. يتعين علينا بحث بعض القضايا معه. سنقدم له الشاي ثم نفرج عنه». وأعطى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني تعليماته للسلطات بضمان الافراج عن المسؤول وحراسه بشكل سريع وآمن.

وخطف صحافي يعمل لصالح قناة تلفزيون محلية وصحيفة وقتل يوم الاربعاء بينما كان يغطي مسيرة سلمية، قادها رجل الدين الأصولي مولانا صوفي الذي افرجت عنه الحكومة للتفاوض من اجل احلال السلام في الاقليم. وأعلن متشددون إسلاميون يوم الأحد الماضي وقفا لإطلاق النار مدته عشرة ايام في الوادي كبادرة حسن نية، تجاه محادثات السلام. وقالت باكستان أمس، إن الحكومة والمتشددين اتفقوا على هدنة دائمة، لكن قائدا بطالبان قال إن وقف الحركة لإطلاق النار سيخضع للمراجعة عندما ينتهي يوم الاربعاء. وكانت الحركة قد نددت بمقتل الصحافي ونفت تورطها في الحادث. وانزعجت حكومات غربية وليبراليون باكستانيون من اتفاق وادي سوات الذي يقولون انه سيقوي المتشددين وقد يؤدي الى ظهور معقل جديد لمتشددي طالبان والقاعدة في باكستان يمكن ان يتنقلوا فيه بحرية. ويدافع مسؤولون باكستانيون على الاتفاق الذي يقولون إنه أفضل خيار لوقف مد تمرد متشددين يتدفقون من منطقة الحدود الافغانية الى بلدات ومدن باكستانية. وحذر مسؤول في طالبان من أن الهدنة ستكون رهنا بتطبيق الاتفاق الذي نشر نصه في 16 فبراير (شباط)، لكنه لا يزال موضع مفاوضات. وقال مولانا فضل الله زعيم متمردي طالبان في وادي سوات لإذاعة سرية «يمكننا تطبيق وقف دائم لإطلاق النار إذا أعطت الحكومة ضمانات بشأن نواياها».

وينص الاتفاق على تطبيق الشريعة في مقابل سلام دائم مع متمردي طالبان في سوات الذين يزرعون الرعب فيه عبر تدمير مدارس البنات وقطع رأس كل من يشتبه في تعاونه مع السلطات. ولا يزال تطبيق الاتفاق المثير للجدل موضع مفاوضات بين السلطات المحلية والأصوليين.