لندن ستمنح معتقلا في غوانتانامو حق الإقامة مؤقتا

إسقاط تهم الإرهاب الموجهة إلى بنيام محمد

TT

اعلنت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث امس ان بلادها ستمنح بنيام محمد المقيم في بريطانيا سابقا، الذي سيفرج عنه من غوانتانامو هذا الاسبوع، حق الاقامة مؤقتا في بريطانيا. وقد وصل محمد بنيام الاثيوبي الجنسية الى بريطانيا في 1994 حيث حصل على اللجوء. واتفقت بريطانيا والولايات المتحدة الجمعة على نقل محمد بنيام المتهم بالارهاب والمعتقل في غوانتانامو في كوبا منذ 2004، الى بريطانيا، وتوقعت صحيفة واشنطن بوست ان يعود السجين الى بريطانيا اليوم.

واوضحت سميث في حديث لقناة بي بي سي انه «عندما يعود سيستفيد من اقامة مؤقتة في البلاد وسيعاد النظر في وضعه كمهاجر». واكدت ان قرارا سيتخذ بشأن وضعه استنادا الى ما كان عليه الوضع قبل اعتقاله في غوانتانامو وسيعامل بإنصاف. وسيكون الافراج عن بنيام من معتقل غوانتانامو في حال حصوله، الاول منذ تولي الرئيس باراك اوباما السلطة، وهو الذي اعلن عزمه على اغلاق هذا المعتقل المثير للجدل. واعلنت وزارة الخارجية الجمعة في بيان ان «عودة محمد ليست وعدا بأنه سيبقى باستمرار في المملكة المتحدة». واعتقل بنيام محمد المتهم بالارهاب في باكستان في 2002 قبل نقله الى المغرب ثم افغانستان، حيث تعرض للتعذيب حسب محاميه. وتم التخلي عن كافة تهم الارهاب الموجهة اليه.

الى ذلك ذكرت جريدة الأوبزرفر في عددها الصادر امس أن دراسة حديثة ستصدر الشهر المقبل عن منظمة هيومان رايتس واتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم تشير إلى أن ما لا يقل عن 10 بريطانيين كانوا قد تعرضوا للتعذيب في باكستان، قد تم استجوابهم من قبل عملاء بريطانيين. ويحذر التقرير من أن عددا آخر من الحالات قد ينكشف أخيرا وأن قضية المشتبه بهم في الإرهاب بباكستان الذين خضعوا للتحقيق من قبل عملاء بريطانيين «قد تأخذ أبعادا عميقة». وتتوقع الاوبزرفر أن يمثل التقرير الجديد احراجا اضافيا لوزير الخارجية البريطاني ديفيد ماليباند الذي قال تكرارا أن بلاده لا تقبل التعذيب. وكان ماليباند قد تعرض للانتقاد على خلفية رفضه الكشف عن وثائق تتعلق بمعاملة المعتقل بغونتانامو المقيم السابق في بريطانيا بنيام محمد، لا سيما أنه يعتقد أن الوثائق تحتوي على أدلة عن تعذيبه وتواطؤ بريطاني في إساءة معاملته. وكشفت مصاد باكستانية إن مصادر في وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية (آي إس إس) ومكتب المخابرات وأجهزة الأمن العسكرية قدمت معلومات وتأكيدات تتعلق بالتواطؤ البريطاني في التحقيق مع المشتبه بهم في الإرهاب. وأضافت أن الأدلة التي جمعت من مسؤولين في المخابرات الباكستانية أشارت إلى الطريقة البريطانية الممنهجة، حيث إن عملاء مختلفين توجهوا لمقابلة مشتبه بهم خضعوا للتعذيب قبل ذلك على أيدي عملاء باكستانيين. ومن بين الحالات التي تطرق إليها تقرير المنظمة الحقوقية رشيد رؤوف من برمنغهام الذي اعتقل في باكستان وخضع للتحقيق بشأن الاشتباه بتورطه في نشاطات «إرهابية» عام 2006، وقد قيل إنه قتل في غارة أميركية في المناطق القبلية بباكستان رغم أنه لم يتم العثور على جثمانه.