البحث عن حياة يمتد إلى أقمار المجموعة الشمسية

مشاكل بيروقراطية تؤجل استكشاف القمرين أوروبا وتيتان

TT

«أوروبا» في مقابل «تيتان». هذان قمران من بين أقمار المجموعة الشمسية الخارجية، ويدوران حول عملاقين غازيين، لكنهما على الرغم من ذلك مختلفان عن بعضهما تمام الاختلاف. فالأول، الذي يتكون من كرة ثلجية صلدة بها دلائل على وجود محيطات تحت سطحية عميقة، يدور حول المشترى. بينما الآخر، الذي يتميز بغلافه الجوي السميك وطقسه السيئ وبحيرات السوائل الهيدروكربونية وأمطار الميثان والكثبان الرملية للمواد العضوية للتربة التي تشبه لون القهوة، يدور حول زحل. كان القمران محل احتفاء وذكر دائم في الأفلام السينمائية أو قصص الخيال العلمي. وقد كان لقمر أوروبا دور رئيس في فيلم «2010»، الذي جاء على غرار فيلم «أوديسا الفضاء». أما قمر تيتان فقد برز في فيلم كيرت فوجوي «وحوش تيتان» كمنزل لمسافر هارب عبر الفضاء من كوكب ترالفامادور.

يأتي القمران الآن كهدفين للبحث عن حياة خارج الأرض، لكن المشكلة أن إرسال مسبار إلى هذه العوالم البعيدة لن يكون أمرا هينا أو قليل التكلفة. وقد واجهت ناسا مشكلة بيروقراطية حول أي القمرين يجب أن تكون له أولوية الاستكشاف؟

قام فريقان من العلماء، على مدار شهور وسنوات بتحسين مقترحاتهما طمعا في أن يحظى قمرهما بالموافقة الرسمية بأن تكون له الأولوية في رحلة ناسا القادمة إلى المجرة الشمسية الخارجية. وفي نهاية المطاف وصلت الإجابة الأسبوع الماضي لتعلن أن أوربا والنظام الشمسي للمشترى سيكون في الأولوية بالنسبة لناسا. لا تزال الرحلة في خطواتها التمهيدية الأولى، إذ إن الرحلة لن تنطلق قبل عام 2020 لتصل إلى المشترى في عام 2025. وقد سارعت ناسا إلى القول إن ذلك ليس تراجعا عن تيتان والنظام الشمسي لزحل الذي سيظل يحظى بأولوية على قائمة الرحلات المستقبلية للوكالة.

* خدمة «واشنطن بوست». خاص بـ«الشرق الأوسط»