نتنياهو وليفني يقرران الالتقاء ثانية لبحث إمكانية تشكيل حكومة مشتركة رغم تشاؤم «كاديما»

أنباء عن مفاوضات سرية بينهما يجريها مقربون من الطرفين

نتنياهو وباراك قبل اجتماعهما لبحث امكانية مشاركة حزب العمل في حكومة يشكلها نتنياهو امس (إ ب أ)
TT

رغم التشاؤم الذي ساد في حزب «كاديما»، إثر لقاء رئيسته تسيبي ليفني مع رئيس الحكومة المكلف في إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وإعلان رئيس حزب العمل، ايهود باراك، أمس، انه يتجه بشكل نهائي إلى المعارضة، ما زال قادة حزب الليكود متفائلين إزاء إمكانية إقناع «كاديما» بالمشاركة في حكومة ائتلافية. ويعتبرون قرار ليفني ونتنياهو الالتقاء مرة ثانية لمواصلة الحوار، خطوة ايجابية قد تصبح ذات مضمون وتفضي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة مشتركة، خصوصا أن أنباء رشحت عن مقربين منهما تفيد بأن هناك مفاوضات سرية بينهما يديرها سياسيان مقربان من الطرفين. وكانت الجولة الأولى من محادثات نتنياهو وليفني قد جرت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، في الفندق الذي اعتادت ليفني على أن تستضيف فيه رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات، أحمد قريع (أبو العلاء). واستغرق ساعة ونصف الساعة، أكثر بنصف ساعة من المدة المقررة له. وتناولا خلاله الساندويتشات، بغرض إضفاء طابع ايجابي عليه. وفي ختامه أعلنت ليفني أن الحديث دار بالأساس حول البرنامج السياسي للحكومة المزمع تشكيلها، وأنها لم تسمع جديدا مشجعا من نتنياهو، يجعلها تغير رأيها السلبي تجاه التحالف بينهما. ولذلك فإنها تعتقد أن الاحتمال الأكبر هو أن تتجه للمعارضة.

وأما نتنياهو فقال إن خلافات كبيرة ظهرت خلال اللقاء، ولكن هناك أمورا كثيرة أيضا كانت متشابهة. ولذلك فإنه ما زال يرى أن هناك إمكانية لجسر الهوة بينهما. وأعرب عن ارتياحه من اتفاقهما على عدم إغلاق باب الحوار والعودة إلى الاجتماع خلال الأيام المقبلة.

وفي لقاء ليفني مع رفاقها في قيادة حزب «كاديما»، أمس وأول من أمس، نُقل على لسانها أنها طلبت من نتنياهو أن يعطي رأيه في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول تسوية تقوم على مبدأ دولتين للشعبين وسألته رأيه في إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. فرفض إعطاء جواب واضح وقال لها إن هناك إمكانية لتسوية جيدة مع الفلسطينيين على أسس أخرى. وخرجت من اللقاء بالاستنتاج انه لا يوجد أساس ثابت لتشكيل حكومة وحدة بين الحزبين. وان حزبها يستطيع خدمة الشعب في إسرائيل من خلال صفوف المعارضة.

ولكن نتنياهو سارع إلى التصريح بأنه لا يعارض مفاوضات سلام مع الفلسطينيين وانه يحمل في جعبته أفكارا عديدة قابلة للبحث الجدي مع الفلسطينيين وغيرهم من العرب. وقال نتنياهو، أمس، إن إسرائيل تعيش وضعا حساسا وخطيرا لا يختلف جوهريا عن أوضاعها في سنة 1948. فهناك تحديات خطيرة تواجهها إسرائيل اليوم، في مقدمتها التسلح النووي الإيراني وكيفية تجنيد العالم الغربي ليفهم خطورته بنفس مقدار الفهم الإسرائيلي، والأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت تترك آثارها القاسية على الاقتصاد الإسرائيلي. وأضاف أن هذه التحديات وغيرها تستدعي تشكيل حكومة قوية موسعة لمجابهة تلك التحديات، بوحدة صف وطنية. وكان رئيس حزب العمل، ايهود باراك، قد التقى نتنياهو، صباح أمس، فسمع منه اقتراحا لضم حزبه إلى حكومة وحدة. ولكن باراك رفض وقال له إن الجمهور أرسل حزب العمل إلى المعارضة وانه ينوي إعادة ترميم الحزب من هناك، واعدا بأن يكون «حزب معارضة مسؤولا لا يتردد في دعم الحكومة في كل قرار سليم».

وأكد نتنياهو في أعقاب اللقاء مع باراك انه مُصر على مواصلة الجهود لتشكيل حكومة موسعة «فهذا أمر مبدئي لن أتنازل عنه بسهولة». ووعد بأن يبحث عن مزيد من الأدوات المغرية لحزبي «كاديما» و«العمل» حتى يغيرا موقفيهما السلبي من الوحدة. وقال: «سيدركان في القريب أن المصلحة الوطنية تتغلب على كل حساباتهما الحزبية».

وبدا نتنياهو يخاطب في تصريحاته المتفائلة، تلك القوى في «كاديما»، التي تؤيد الانضمام إلى حكومة وحدة، مثل نائب رئيس الحكومة حاييم رامون، ورئيسة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) داليا ايتسيك، ووزير الداخلية مئير شطريت، ووزير المواصلات شاؤول موفاز، ووزير الإسكان زئيف بويم. فهؤلاء جميعا يحاولون إقناع ليفني بضرورة اتخاذ موقف مرن تجاه الوحدة. وأعرب رامون عن قناعته بأن الوحدة ستتم في نهاية المطاف. وذكرت مصادر مقربة منه انه (أي رامون)، يدير مفاوضات جانبية مع أحد السياسيين المقربين من نتنياهو بمعرفة ليفني حول الموضوع. جدير بالذكر أن الكنيست المنتخب سيعقد جلسته الافتتاحية الاحتفالية، اليوم، بحضور الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، حيث سيقسم جميع النواب الجدد، يمين الولاء، القائل: «أتعهد بالإخلاص لدولة إسرائيل وأداء واجبي في الكنيست بأمانة». وبما انه لا يوجد ائتلاف حكومي ولم تنتخب هيئات الكنيست بعد، فإن أكبر النواب سنا، ميخائيل ايتان من الليكود، سيرأس الكنيست ابتداء من اليوم، وطيلة الأسابيع المقبلة.