حملة لتجميل صورة ليبرمان في العالم وإظهاره «إسرائيليا على الطريقة الأميركية»

ردا على الحملة العربية في أوروبا والولايات المتحدة

TT

«أنا لست عنصريا ولا متعصبا، بل اسرائيلي على الطريقة الأميركية وعلى الطريقة الروسية»، بهذه الرسالة يتوجه رئيس حزب «اسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، الى العالم الغربي هذه الأيام، محاولا تجميل صورته وتغيير الانطباعات القاسية حوله. وحسب أحد المقربين منه، فإن «مكينة الدعاية العربية بدأت تعمل لتشويه حقيقة ليبرمان، وأصبحت هناك حاجة لوقفها وصدها. لكن مراقبين يرون ان هدف هذه الحملة الحقيقي هو رغبة ليبرمان في تسلم منصب وزير الخارجية في حالة فشل المفاوضات بين حزبي «كديما» و«الليكود» واضطرار بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة يمين متطرف ضيقة في اسرائيل.

وعين ليبرمان النائب داني أيلون، السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن، الذي انتخب عضوا في الكنيست في الانتخابات الأخيرة عن هذا الحزب، لتركيز هذه الحملة وقيادتها فعليا. وقد استهل حملته بلقاءات مع عدد من السفراء الأجانب في تل أبيب، وبينهم سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا. لكنه ينوي القيام بجولة في عدة دول غربية، سيرافقه فيها نائبان مميزان، أحدهما عوزي لاندو من الليكود سابقا، والثاني هو النائب العربي الجديد في هذا الحزب، حمد عامر. وفي اطار هذه الحملة، كان ليبرمان الاسرائيلي قد اجتمع مع السنتور الأميركي، جو ليبرمان، أول من أمس، وخفف أمامه من خطورة أفكاره اليمينية العنصرية.

يذكر ان ليبرمان أدار حملته الانتخابية في الأسابيع الأخيرة تحت عنوان «العداء للمواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) وقيادتهم السياسية» بوصفهم بالطابور الخامس الذي يأتي بالدرجة الثانية من الخطر الأمني على اسرائيل بعد التسلح النووي الايراني، وقبل حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية. وصرح بأن لديه سلسلة قوانين ضد هؤلاء الفلسطينيين للحد من خطرهم وفرض القيود عليهم، منها اداء قسم الولاء للدولة كشرط للحصول على الجنسية وحق التصويت والترشيح. وزاد هذا الموقف من العداء لليبرمان، القائم أصلا في العالم العربي بسبب غطرسته العنصرية وكراهيته الحاقدة وتهديداته بتدمير طهران وسد اسوان وغيرها. ومما رشح عن جلسات أيلون مع الدبلوماسيين الغربيين، يتضح انه وبقية رجال ليبرمان ينوون تجميل وجه ليبرمان بالقول ان ما يقترحه حول اداء قسم الولاء لن يقتصر على المواطنين العرب انما على جميع المواطنين في اسرائيل، بمن في ذلك اليهود. كما يوضح أيلون ان الاقتراح المعروف باسم ليبرمان، الذي يقضي باستغلال التسوية الدائمة لقضية الشرق الأوسط لتقليص عدد العرب من سكان اسرائيل، وذلك بواسطة ضم المناطق العربية المجاورة للضفة الغربية الى تخوم السلطة الفلسطينية مقابل الكتل الاستيطانية اليهودية، هو اقتراح نزيه كونه يتحدث عن تبادل أراض من دون المساس بالسكان وعن قيام دولة فلسطينية. وتجدر الاشارة الى ان ليبرمان مكروه في الأوساط الدينية اليهودية أيضا، بسبب تصريحاته ضد المؤسسة الدينية الأورثوذكسية المتزمتة. وقد بادر الليلة قبل الأخيرة للاجتماع بشخصية دينية منهم ليخفف من العداء له عندهم.