الرئيس الصومالي: نريد دعم الدول العربية والخليجية للحكومة الجديدة

نوسط علماء الدين وشيوخ القبائل لتنحية البندقية واختيار الحوار بدل الحرب

الرئيس الصومالي شريف أحمد خلال مؤتمر صحافي بعد وصوله لمقديشو أمس (إ. ب. أ)
TT

عقب اجتماعه بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذي جرى في أحد أجنحة القصر الرئاسي في جيبوتي، دعا الرئيس الصومالي الجديد الشيخ شريف أحمد الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص إلى توفير الدعم لحكومته. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» في جيبوتي بدا الرئيس الصومالي «متفائلا» بحل المشكلات المزمنة التي يواجها الصومال الذي يعيش حربا أهلية منذ عام 1991 .. وفي ما يلي نص الحديث:

* ما الذي تغير منذ انتخابكم لرئاسة الجمهورية الصومالية؟

- ما شهده الصومال في السنوات الماضية كان مؤلما، لكن مؤخرا نجحت جهود الوفاق والسلام، وتمثل ذلك في انتخاب رئيس جديد، وتم تعيين رئيس للوزراء وحكومة جديدة نالت ثقة البرلمان والشعب الصومالي والمجموعة الدولية .وأتوقع أن تقف الأسرة الدولية والدول العربية خصوصا، عمليا وبقوة، إلى جانبنا، لأن هذا الدعم سيساعدنا كثيرا لإنجاح مساعي الحكومة.

* هل تواصلتم مع الدول العربية والخليجية، وما الذي تطلبونه عمليا؟

- هناك اتصالات مكثفة مع الدول العربية، والخليجية بشكل خاص، وكلها تبارك الخطوات التي قطعناها وأبدت استعدادها للوقوف إلى جانبنا وإلى جانب الشعب.

* متى ستعودون إلى مقديشو؟

- سنعود قريبا جدا إن شاء الله.

* قيل لنا إنكم ستعودون اليوم (الثلاثاء). هل هذا هو الموعد الصحيح؟

- سنرجع في أقرب وقت.

* هل لديكم خطة ما لتطبيع الوضع في الصومال مع استمرار العنف، وأعمال القرصنة التي تنطلق من شواطئكم مستمرة؟

- بدأنا بخطوات جريئة داخل الصومال، إذ عمدنا إلى تشكيل لجان أمنية للعاصمة، حيث بدأ الهدوء يعود إلى أحيائها وإلى مناطق كثيرة. وخطة الحكومة هي إيلاء الموضوع الأمني الأولوية المطلقة، وتوفير المساعدة الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الحروب والجفاف أيضا. وفي سياق مواز، نريد أن يتصف عمل الحكومة بالشفافية، وأن تكون على تواصل مع الأطراف الأخرى في الداخل ومع العالم الخارجي كذلك، وأن تركز على علاقاتنا العربية.

* ولكن كيف ستتحركون داخل الصومال في وقت لا توجد أي إدارة أو دولة مركزية ولا أمن، ومناطق شاسعة من البلاد لا تتواجد فيها أية سلطة حكومية؟

- غياب الإدارة وانهيار الدولة مشاكل سنحلها من خلال أدائنا، إذ إن الحكومة الجديدة تتضمن كوادر قيمة، وأعتقد أنها ستدفع باتجاه هيكلة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها. ومن جهة أخرى، سيكون لنا داخل الحكومة فريق أمني مهمته العمل على إحلال السلام في الصومال. وقد بدأ العمل الحكومي في الاتجاهات التي ذكرتها. أما في ما يخص الأطراف الصومالية التي لم توافق على تشكيل الحكومة، فردنا أننا سنكون منفتحين على الحوار وهناك جهود ووساطات تبذل من قبل علماء الدين في الصومال وشيوخ القبائل والوجهاء وعلماء العالم الإسلامي لغرض واحد: تنحية البندقية وتفضيل خيار التفاوض والإقناع.

* يقال الكثير عن انتشار القاعدة في الصومال.. فما الحقيقة حول هذا الموضوع؟

- لا أستطيع أن أؤكد وأجزم لك أن القاعدة موجودة في الصومال، على الرغم من القناعة العامة أنها موجودة فيه. ما أعرفه هو أن الفكر الجهادي قد انتشر عندنا. ونحن لا نرفضه إنما نقول :لا بد من أن ينضبط بضوابط شرعية.

* المشكلة الصومالية الأخرى هي القرصنة وتكاثرها وعجز التدابير الدولية التي بدأ العمل بها في الشهور الأخيرة عن وضع حد لها.. ماذا أنتم فاعلون في هذا الميدان؟

- أعمال القرصنة انعكاس للغياب الأمني داخل الصومال، وحلها هو عودة الأمن إلى الصومال وتشكيل قوة بحرية صومالية قادرة على مكافحة هذه الظاهرة.

* أنتم تسعون بدعم الاتحاد الإفريقي إلى تشكيل قوة أمنية من 10 آلاف رجل.. كيف ستعملون لتحقيق هذا الهدف، ومن أين سيأتي هذا العدد الكبير؟

- هذه القوة التي نسعى إليها ستكون نواة للقوات الأمنية الصومالية التي ستتولى فرض الأمن والاستقرار. والقوة سنشكلها من عناصر مختارة من الشرطة الموجودة ومن بعض عناصر المقاومة، وسنفتحها في وجه كل من هو مستعد للعمل من أجل بلده وتأدية دوره.

* فرنسا أبدت استعدادها للمساهمة في تدريب هذه القوة على أن يتم ذلك على الأراضي الجيبوتية؟

- هذا بالضبط ما نحتاجه: التأهيل والتدريب.. والوزير الفرنسي وعدنا ببذل ما يستطيعه من أجل مساعدة الصومال وحث الاتحاد الأوروبي على ذلك.