الصومال: الحكومة والبرلمان يبدآن بالانتقال التدريجي إلى مقديشو

مجلس الوزراء يبحث برنامج الـ 100 يوم الأولى للحكومة

TT

عاد الرئيس الصومالي شريف شيخ إلى مقديشو أمس قادما من جيبوتي التي شهدت تشكيل الحكومة الصومالية، ومن المقرر أن ينتقل أعضاء الحكومة والبرلمان إلى مقديشو خلال أيام. وتأتي عودة الرئيس الصومالي إلى مقديشو بعد أسابيع من التحركات السياسية في جيبوتي التي شهدت توسيع البرلمان الصومالي وضم ممثلي المعارضة إليه وانتخاب الرئيس وتعيين رئيس للوزراء وأخيرا تشكيل الحكومة الانتقالية. ويرافق الرئيس الصومالي في هذه الرحلة عدد من الوزراء، وانتقل مع الرئيس الطاقم الذي يعمل في مكتبه أيضا. وقد عقد مجلس الوزراء الصومالي الجديد أول جلسة له في جيبوتي أمس لبحث برنامج الـ 100 يوم الأولى من عمر الحكومة، وإمكانية العودة إلى البلاد، والعاصمة مقديشو وقضايا مهمة أخرى حسبما ذكر وزير الإعلام في الحكومة الجديدة «فرحان علي محمود»، وأضاف أن مجلس الوزراء اتفق على تشكيل عدة لجان لدراسة تلك المواضيع، كما ناقش الوزراء أيضا برنامج الحكومة الجديدة خلال الـ100 يوم المقبلة، وذكر وزير الإعلام أن الحكومة قررت عقد جلستها التالية في العاصمة مقديشو، ولم يتم حتى الآن تحديد موعد زمني لعودة الحكومة والبرلمان إلي البلاد.

وأفاد مصدر في الرئاسة الصومالية «الـشرق الأوسط» بأن مجلس الوزراء وأعضاء البرلمان سينتقلون تباعا إلى مقديشو ابتداء من اليوم، ويباشرون مهامهم من داخل العاصمة، ويجري حاليا في العاصمة تجهيز الفنادق والفلل التي سيقيم فيها النواب، ونشر المئات من مقاتلي المحاكم في الشوارع تحسبا لوقوع هجمات تستهدف المسؤولين الحكوميين، وكان هناك مقترح بإرسال البرلمان إلى إجازة لمدة شهر أو شهرين ريثما يتم تجهيز مقر البرلمان المدمر والسكن للنواب لكن لم يتم تبني الفكرة حتى الآن. وهذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها أجهزة السلطة الصومالية في العاصمة منذ سنوات. وفي مؤتمر صحافي مقتضب ندد الرئيس الصومالي بالهجمات التي استهدفت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي والتي قتل فيها 11 جنديا برونديا، وقال إن ذلك عمل غير مقبول فالقوات الإفريقية جاءت لتساعد الصوماليين على تحقيق الأمن واستهدافها أمر غير مبرر. وكان الرئيس الصومالي قد التقي قبل عودته إلى العاصمة مع وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الذي يزور جيبوتي، وقال للصحافيين بعد لقائه مع الرئيس شريف إنه ناقش مع الرئيس الصومالي قضايا تتعلق بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، والقضاء على القرصنة البحرية المتنامية في المياه الصومالية، وأكد الوزير الفرنسي أن فرنسا ستلعب دورا فعالا في تدريب حوالي 10 آلاف شرطي صومالي بالتعاون مع الدول الصديقة ومع حكومة جيبوتي، وأثنى كوشنير على جهود جيبوتي الرامية لإحلال السلام في الصومال، كما حث الرئيس شريف بمواصلة جهوده من أجل تحقيق المصالحة الشاملة في الصومال لإنقاذ الصومال من الوضع الذي تعيش فيه، ويكون كوشنير أرفع مسؤول أوروبي يلتقي به الرئيس حتى الآن.

ومن جهة أخرى قال نيكولاس بواكيرا مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى الصومال «إن الهجمات التي تعرضت لها قوات الاتحاد الإفريقي في مقديشو - التي قتل فيها 11 جنديا برونديا وأصيب فيها نحو 20 آخرين - لن تؤثر على استمرار تواجد قواته في الصومال لأنها ذهبت إلى هناك لمساعدة الحكومة الصومالية».

على صعيد آخر رفض تنظيم الشباب دعوة «هيئة علماء الصومال» بعدم مهاجمة القوات الإفريقية، وقال الشيخ مختار روبو (أبو منصور) المتحدث باسم تنظيم الشباب «نحن طرف من المجاهدين ولم يتم التشاور معنا حول القرارات التي أصدروها، ولذلك نعتبرها قرارات أحادية لا تعني مقاتلي تنظيم الشباب»، وكان بيان علماء الصومال قد دعا الحكومة إلى العمل على سحب القوات الإفريقية من البلاد خلال 3 أشهر داعية الفصائل المسلحة المعارضة إلى عدم مهاجمة هذه القوات خلال تلك الفترة.