ليبيا: قرار بعودة الصحف العالمية والعربية للمرة الأولى منذ ربع قرن

تشمل 90 مطبوعة بينها صحف غربية.. وصحف عربية من لندن

TT

أحاط الغموض أمس قرارا مفاجئا بشأن إعلان شركة الغد الليبية المحسوبة على المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافى، أنها بدأت اعتبارا من أمس بتوزيع الصحف العالمية والعربية في ليبيا بعد غياب دام أكثر من ربع قرن.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد السلام المشري، مدير الشركة أنها ستقوم بتوزيع 90 مطبوعة من صحف ومجلات عالمية وعربية من بينها ابرز الصحف الفرنسية والأميركية والبريطانية اليومية والشهرية والفصلية. وأضاف «ستكون رقابة هذه المطبوعات ذاتية ولن تخضع لمقص الرقيب تأكيدا على الانفتاح الذي تشهده ليبيا نحو العالم». وأوضح «لكن لا يعني هذا ألا نراعي قيمنا الاجتماعية والثقافية والإسلامية».

ومن بين الصحف التي عددها المشري «لوموند وفيغارو وفاينشال تايمز وهيرالد تريبيون وتايم ودايلي تلغراف ودايلي ميرور ونيوز ويك ودير شبيغل» بالإضافة إلى الصحف العربية الصادرة في أوروبا مثل الشرق الأوسط والحياة.

لكن مصادر إعلامية وسكانا محليين في العاصمة الليبية طرابلس قالوا في المقابل لـ«لشرق الأوسط» إنهم لم يلاحظوا توافر هذه الصحف أمس في أكشاك توزيع الصحف والباعة في المدينة. وقال فايز سويرى رئيس تحرير صحيفة ليبيا اليوم الالكترونية لـ«الشرق الأوسط»: «حسب معلوماتي أنه مجرد خبر ويحتاج البدء فيه مدة أسبوع تقريبا». وتمنع سلطات الرقابة في ليبيا دخول جميع الصحف العربية والدولية، ولا تسمح إلا بدخول الصحف أو المجلات التي تتبنى وجهات النظر الليبية الرسمية.

ويوجد في ليبيا حاليا 4 صحف رئيسية فقط، ثلاث منها (الجماهيرية والشمس والفجر الجديد) تابعة للمؤسسة العامة للصحافة، وواحدة (الزحف الأخضر) تتبع حزب «حركة اللجان الثورية»، العمود الفقري للنظام الجماهيري الذي دشنه العقيد القذافى في البلاد اعتبارا من عام 1977, والجهة الوحيدة التي من حقها أن تصدر الصحف.

ولا تتعدى مبيعات هذه الصحف مجتمعة 4 آلاف نسخة، بل إن بعضها تقلص إلى 1500 نسخة، حيث يتم توزيعها على المؤسسات الحكومية بشكل إلزامي.

وقامت مؤسسة القذافي للتنمية التي يترأسها المهندس سيف الإسلام القذافي بمبادرات إعلامية من بينها تأسيس شركة الغد للخدمات الإعلامية بمساهمة مختلفة النسب من منظمة الشباب الليبي وروابط الأدباء والكتاب والصحافيين والإعلاميين والفنانين وصندوق الإنماء الاجتماعي.

وأطلقت شركة الغد المحسوبة على نجل القذافى في العشرين من شهر أغسطس( آب) عام 2007، صحيفتين جديدتين على الساحة الليبية هما «أويا» و«قورينا», تزامنا مع إطلاق القناة التلفزيونية الخاصة «الليبية» فيما بدا بمثابة محاولة لتطوير أداء الإعلام الليبي.

وقالت منظمة حرية الصحافة الدولية، مراسلون بلا حدود، في تقرير لها أخيرا إن وسائل الإعلام ما زالت في قبضة الحكومة ولا تعدو أن تكون مجرد بوق للدعاية الحكومية.