دعا المتمردون التاميل السريلانكيون أمس إلى تدخل المجتمع الدولي لإحلال وقف لإطلاق نار يرفضه الجيش الذي يشترط إلقاء السلاح أولا. وأعلن الجنرال اودايا ننايكارا «على المتمردين أن يلقوا السلاح ويستسلموا»، مضيفا «إن موقفنا لم يتغير».
وقبيل ذلك أعرب المتمردون التاميل الذين يتكبدون الهزيمة العسكرية تلو الأخرى منذ عدة أسابيع في معاقلهم في شمال شرقي البلاد، في بيان عن استعدادهم لوقف إطلاق نار يدعو له المجتمع الدولي بإلحاح.
وجاء في البيان «نريد إبلاغ المجتمع الدولي أننا مستعدون للتفاوض والعمل سويا في إطار مساعيه الرامية إلى فرض وقف إطلاق نار فوري وإيجاد حل سياسي»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشن الجيش السريلانكي منذ ستة أسابيع هجوما واسع النطاق على آخر معاقل متمردي نمور تحرير ايلام التاميل المحاصرين في الأدغال في مساحة تبلغ مائة كلم مربع.
ويثير الهجوم قلقا شديدا لدى المجتمع الدولي بشأن مصير المدنيين العالقين في مناطق المعارك بين الطرفين.
ويستحيل التأكد من تصريحات العسكريين والمتمردين حول مصير المدنيين ونزوح السكان أو اختراق قوات الجيش، حيث لا يستطيع أي صحافي دخول منطقة المواجهات التي لا يدخلها سوى العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة.
وأعلن الجيش مرارا انه قضى على قدرات المتمردين لكن نمور التاميل تمكنوا قبل أيام من شن هجوم انتحاري جوي جريء على كولومبو أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة نحو ستين آخرين.
وأفاد موقع موال للمتمردين بأن العملية استهدفت منشآت عسكرية واكبر قاعدة جوية تقع في جوار المطار الدولي على بعد 35 كلم شمال كولومبو.
وقد تصدى الدفاع المضاد للطيران للطائرتين الصغيرتين المحشوتين بالمتفجرات لكن الغارة تدل على أن نمور التاميل لا يزالون قادرين على التحرك.
وقد تم التوصل إلى وقف إطلاق النار برعاية النرويج سنة 2002 لكنه انتهك منذ تولى السلطة الرئيس ماهندا رجابكسي القومي المتشدد الذي يصف المتمردين بالإرهابيين.
ودعا رجابكسي في نهاية يناير(كانون الثاني) الماضي متمردي التاميل إلى إلقاء السلاح والاستسلام بلا شروط لقوات الأمن.
ويكافح نمور التاميل الهندوسيون من اجل استقلال شمال وشرق جزيرة سيلان سابقا التي تقع جنوب شرقي الهند والتي يبلغ عدد سكانها عشرين مليون نسمة 75% منهم سنهاليون بوذيون. وكانت سريلانكا مستعمرة بريطانية حتى 1948. وقتل ما لا يقل عن أربعين ألف شخص في الحرب الأهلية.