بعد سنة من توليه السلطة.. ما زال راوول كاسترو يواجه صعوبة في خلافة شقيقه

خلافة «القائد الأكبر» تحدٍ ليس بسيطا

TT

تصعب خلافة فيدل كاسترو في كوبا، فبعد سنة من توليه السلطة لم تستجب إصلاحات شقيقه راوول كاسترو بعد للتطلعات داخل الجزيرة وخارجها رغم تحقيقه اختراقا دبلوماسيا كما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وليس بالهين تولي خلافة «القائد الأكبر» (82 سنة) الذي أقصاه المرض عن السلطة منذ سنتين ونصف، كما انه ليس تحديا بسيطا أمام قائد الجيش الذي يصغر شقيقه بخمس سنوات، الذي تولى السلطة نهائيا في 14 فبراير 2008.

ورغم انه اقل كريزما من شقيقه، أثار الزعيم الكوبي الجديد حالة من الترقب الكبير عندما وعد «بتغييرات» واقترح «حوار الند للند» مع العدو اللدود الولايات المتحدة.

وأكد دبلوماسي أجنبي في هافانا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «راوول اعتمد مقاربة أكثر برغماتية وفتح آلية حوار تذهب إلى ما ابعد من التقارب الأيديولوجي». وتحت قيادته كثفت كوبا التعاون مع حلفائها سابقا الروس والصينيين بينما زادت في الاندماج مع أميركا اللاتينية المنتمية يسارا، التي زار ستة من قادتها الجزيرة منذ مطلع السنة الجارية. إلا أن إجراءات الاعتدال هذه خيبت آمال الكوبيين ولم تقنع الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما برفع أو تخفيف الحظر التجاري المفروض منذ 47 سنة.

وأصبح الكوبيون يتمتعون بحق شراء أجهزة الكمبيوتر النقال والسكن في الفنادق لكنهم لا يقدرون على ذلك براتب لا يتجاوز 18 دولارا شهريا، في حين ما زالت السوق السوداء قائمة رغم مكافحتها من السلطات بشدة.

واعتبر الرسام مانويل لوبس (59 سنة) «ما زلنا في العالم الثالث. إنها تغييرات سطحية» في حين تحدث البائع نلسون رودريغس (42 سنة) عن«الجوانب الحسنة والسيئة للاشتراكية» مبرزا مجانية الصحة والتربية.

وحاول راوول كاسترو في تعامله مع اقتصاد منهك، تأثر من انهيار الاتحاد السوفياتي، الدفع بإصلاحات أكثر عمقا دون التردد في كسر نظرية «المساواة الشعبوية».

وأمرت حكومته برفع سقف الرواتب للدفع بالإنتاج وسمحت بخصخصة الأراضي غير المنتجة في بلد يستورد 84% من حاجاته الغذائية.

لكن كان من الصعب تطبيق هذه الإجراءات وسط بيروقراطية ينخرها الفساد حتى تعيّن إرجاؤها بعد هبوب أعاصير مدمرة خلفت خسائر فادحة تقدر بنحو عشرة مليار دولار أي خمس إجمالي الناتج الداخلي.

من جهة أخرى يسهر «الحرس القديم» في النظام الذي يجسده فيدل، على مقاومة الاختراقات الليبرالية المبالغة. ودعا مؤسس النظام في إحدى «تأملاته» التي تنشرها الصحافة إلى «عدم القيام بتنازلات معيبة».

كذلك ما زالت المواضيع الحساسة عالقة مثل الحقوق الأساسية والحق في مغادرة الجزيرة حتى وإن استأنفت كوبا السنة الماضية تعاونها مع الاتحاد الأوروبي المعلق منذ 2003 بعد موجة قمع معارضين.

ودعت عدة دول خلال التقرير السنوي للأمم المتحدة، إلى الإفراج عن معتقلين سياسيين يقدر عددهم بنحو 205 حسب منظمات حقوق الإنسان.

وقال اوسكار اسبينوسا المعارض المعتدل الذي يرى أن الرئيس «يجد صعوبة في التخلص من ميراث فيدل» إن «كل شيء يدل على أن القطاع الأكثر محافظة لا يريد أي شكل من أشكال التغيير».

وخلال الذكرى الخمسين للثورة أعلن راوول كاسترو شخصيا أن البلد قادم «على زمن أكثر صعوبة» مؤكدا أن «السنوات الخمسين المقبلة ستكون أيضا كفاحا مستمرا».