اختصاصيو الجامعات الخاصة يجنون أموالاً طائلة تفوق رؤساء الجامعات في أميركا

في حين وضعت مخصصات رؤساء الجامعات تحت المجهر

TT

في الوقت الذي أُلقي فيه بدائرة الضوء العامة على حزمة التعويضات السخية لرؤساء الجامعات، بات واضحًا أن ثمة موظفين جامعيين آخرين يجنون أموالاً أكثر من تلك الخاصة برؤساء الجامعات بكثير. وطبقًا لتحليل قامت به «كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن» لحزم التعويضات التي يتلقاها أكثر من 4000 موظف في 600 كلية خاصة تقريبًا، فمن بين 88 موظفا بالجامعات الخاصة جمعوا مليون دولار أو أكثر خلال العام المالي 2007، يوجد منهم 11 مديرًا تنفيذيًا فقط. واعتلى قمة الأجور مدرب لكرة القدم بجامعة ساوثرن كاليفورنيا، وأستاذ في علوم الجلد وأمراضه، حيث حصل كل منهما على أكثر من 4 ملايين دولار.

وتلقى بيت كارول ـ مدير فريق كرة القدم بجامعة ساوث كاليفورنياـ مبلغا قوامه 4.415.714 دولارًا في عام 2007، أي ما يزيد 4 مرات تقريبًا على رئيس الجامعة نفسه، ستيفن سيمبل. أما الدكتور دافيد سيلفرـ أستاذ أمراض الجلد بجامعة كولومبياـ فقد تلقى 4.332.759 دولارًا مقارنة بـ 1.411.894 دولارًا حصل عليها لي بولينغر رئيس الجامعة. وهو ليس الموظف الوحيد بجامعة كاليفورنيا الذي فاق دخله دخل رئيس الجامعة، فقد تلقى الدكتور جيفري موسيس ـ أستاذ الطب ـ 2.532.713 دولارًا. ويقول جيف سيلينغوـ رئيس تحرير «ذا كرونيكل»: «هناك العديد من مسارات النفوذ المختلفة داخل الجامعة، ونظرًا إلى أن كليات الطب وبعض المتخصصين فيها يجنون قدرا كبيرا من عوائد الدخل، فليس من المفاجئ أن تعكس التعويضات (التي يتلقونها) ذلك». وأضاف سيلينغو: «ان كبار المسؤولين الماليين يتلقون مبالغ مرتفعة وذلك ويرجع بصورة عامة إلى أنهم أناس يمكنهم الحصول على وظيفة في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة. أما أكثر ما لفت انتباهي فعليًا هو أن كبار المسؤولين الأكاديميين يحصلون أيضًا على رواتب طائلة. وفي اعتقادي لما يجري أنهم أصبحوا من يديرون الجامعة يوما بيوم، في الوقت الذي انصرف فيه الرؤساء بصورة كبيرة عن الحرم الجامعي، وذلك عبر التحدث إلى المتبرعين، أو السفر إلى الخارج لتأسيس الشراكات».

ولا تتضمن بيانات «كرونيكلز» ـ المأخوذة من استمارة 900 التابعة لهيئة الدخل الداخلي ـ المديرين والمسؤولين بالجامعات العامة، حيث لا يقومون بدورهم بتسليم نموذج من هذه الاستمارة. واُستقت هذه الأرقام والإحصاءات من استمارة الضرائب على الدخول الأخيرة للعام المالي 2006-2007. وقد ارتفعت أجور ورواتب رؤساء الجامعات بشدة على مدار العقد الأخير، في الوقت الذي ظهرت فيه هوة بين أجورهم وبين تلك التي يتلقاها أساتذة الجامعات متوسطو الدخل. وفي الكليات الخاصة، وجدت «كرونيكل» في مسحها السنوي للتعويضات أن متوسط راتب رئيس الجامعة يبلغ زهاء 500.000 دولار. في أعقاب نشر المسح الذي أجرته «كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن» لأجور رؤساء الجامعات في نوفمبر (تشرين الثاني) بفترة قصيرة، في خضم الأوضاع المالية المتردية التي جابهتها البلاد، انتقدت الكثير من الشخصيات العامة ارتفاع أجور هذه الفئة، ما دفع عددا قليلا من رؤساء الجامعات للتخلي طواعية عن نسبة من أجورهم. وفي هذا الصدد، أوضح باتريك إم. كالان، رئيس المركز الوطني للسياسات العامة والتعليم العالي، أنه: «عندما يتقاضى رؤساء الجامعات مليون دولار، سيصبح لديك مسؤولون كبار بالجامعة يتقاضون 800.000 دولار وعمداء يتقاضون 500.000 دولار. ربما يكون من المنطقي أن يتقاضى هؤلاء المسؤولون رواتب كبيرة، لكن إذا حصلت الكليات على زيادة في مواردها قدرها 2%، لا أرى سبباً يدعو لرفع أجور كبار الإداريين الذين يتقاضون بالفعل أجورا مرتفعة. إن هذا الأمر يعكس مجموعة من القيم تتنافى مع صورة التعليم العالي في أذهان غالبية الأميركيين». من جهته، أصدر دايفيد إل. وارين، رئيس الاتحاد الوطني للكليات والجامعات المستقلة، بياناً يوم الجمعة أشار فيه إلى أن موظفي الجامعات الذين يتقاضون أجورا مرتفعة يشكلون استثناءً، وليس القاعدة. وقال إن متوسط أجر موظفي الجامعات حسبما ورد في الدراسة المسحية التي أوردتها «كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن» يبلغ 160.493 دولارا، ما يقل كثيراً عن مهنيين متمرسين ومهرة آخرين يعملون خارج نطاق الجامعات. يذكر أن الدراسة المسحية تضمنت تحليلاً لأعلى 10 موظفين من حيث الأجر بخلاف الرؤساء التنفيذيين، وأعلى 10 مسؤولين ماليين، وأعلى 10 مسؤولين أكاديميين من حيث الأجر. وتعتبر جامعتا إموري وفاندربيلت المؤسستين الوحيدتين اللتين ورد ذكرهما في القوائم الثلاث. وظهر لدى جامعة فاندربيلت اثنان من بين أعلى 10 موظفين أجراً، وهما دكتور هاري آر. جاكوبسون، نائب مستشار الشؤون الصحية، ونورمان بي. إرمي، نائب الرئيس التنفيذي السابق للشؤون الطبية، الذي تنحى عن منصبه في يونيو (حزيران) 2006. وحصل كلا المسؤولين على حزمة أجر تجاوزت 2.4 مليون دولار. كما ورد ذكر اسم الجامعة فيما يخص أعلى مسؤول أكاديمي من حيث الأجر، وهو نيكولاس إس. زيبوس، الذي تقاضى 1.046.751 دولارا، وثاني أعلى مسؤول مالي من حيث الأجر، ولورين بريسكي، التي تقاضت 1.159.197 دولارا وستتقاعد من عملها هذا الشهر. وأشارت «كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن» إلى أنه عام 2007، كان لدى جامعة فاندربيلت أيضاً أعلى رئيس جامعة من حيث الأجر على مستوى البلاد ـ إي. غوردون غي، الذي خسر قرابة نصف حزمة ما يتقاضاه من أجره البالغ 2 مليون دولار عندما رحل عن الجامعة لتولي رئاسة جامعة ولاية أوهايو. ثم خلفه زيبوس الذي تولى منصب رئيس جامعة فاندربيلت مارس (آذار) الماضي. وحصل دكتور مايكل إم. إي. جونز، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الصحية بجامعة إموري على 3.753.067 دولارا، حسبما ورد بالدراسة، بينما تقاضى كبير المسؤولين الماليين، مايكل جيه. ماندل 666.300 دولار، وكبير المسؤولين الأكاديميين، إيرل لويس، على 536.540 دولارا. وتتضمن هذه الأرقام المكافآت المؤجلة، التي يخضع بعضها للمصادرة. وبصورة عامة، يأتي أطباء التخصيب من بين أعلى الفئات أجراً. في «كورنيل»، تلقى دكتور زيف روزنواكس، من مركز الطب التناسلي وعلاج العقم، 3.149.376 دولارا. وداخل جامعة نيويورك، حصل دكتور جيمس إيه. غريفو، بروفسور التوليد وأمراض النساء، على 2.393.646 دولارا. وقد تجاوز أجر كل منهما أجر رئيسيهما بدرجة كبيرة.

*خدمة «نيويورك تايمز»