حملة إسرائيلية لمنع الاتصالات الأوروبية مع حماس

يتصدرها بيريس وليفني ويعربان عن خشيتهما من تغيير الموقف الأميركي أيضا

نتنياهو يصافح ليفني خلال جلسة افتتاح الكنيست الجديد في القدس المحتلة امس(إ ب أ)
TT

أطلق الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، ووزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، أمس، حملة سياسية دولية ضد الاعتراف بحركة حماس وضد الاتصالات والحوارات الجارية معها حاليا من قبل دبلوماسيين أوروبيين وضد تطوير هذه الاتصالات الى قبولها في حكومة وحدة فلسطينية.

وقالت ليفني، خلال لقائها مع رئيس البرلمان الأوروبي، هانس بوترينغ، ان الاتصالات الجارية مع حماس تعتبر مساسا خطيرا بمصداقية دول الغرب في مكافحتها للإرهاب. وقالت «كنتم فرضتم شروطا تبنتها الرباعية الدولية على هذه الحركة، هي الاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات الموقعة ونبذ طريق الارهاب. لكن حماس لم تقبل بعد أيا من هذه الشروط. ومن غير المفهوم أية رسالة توجهها أوروبا للعالم إذا تساهلت مع هذه الحركة بالذات وتخلت عن المبادئ التي شاركت في وضعها وصياغتها».

من جانبه قال بيريس، خلال استقباله بوترينغ، في مكتبه، أمس، «هناك جهل في الغرب حول الواقع في الشرق الأوسط، تسبب في الماضي بارتكاب العديد من الأخطاء ويتسبب حاليا بأخطاء أخرى. فحماس هي منظمة ارهابية تعتمد العنف أساسا في نشاطها، وتستخدمه بلا منطق وبلا رحمة، ليس فقط ضد اسرائيل بل أيضا ضد شعبها الفلسطيني نفسه. وهي لا تخدم في ذلك سوى جهة واحدة هي ايران».

وحاول بوترينغ شرح موقفه قائلا إن أوروبا قلقة من الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة، حيث أن هناك عائلات مشردة ونواقص خطيرة في المواد الغذائية والأدوية، «نحن نريد أن نساعد على تحسين الأوضاع هناك ووقف معاناة السكان، وهذا لا يتم من دون اتصالات وتنسيق مع القوى الحاكمة هناك». فرد بيريس نافيا وجود أية نواقص. وقال ان هناك تقارير موثوقة تؤكد ان كل شيء موجود في غزة، باستثناء المواد التي تنهبها حماس وتوزعها على نشطائها أو تبيعها بأسعار فاحشة. وحذر بيريس الأوروبيين من خلط الأوراق بشكل سيجدون أنفسهم فيه يساعدون حماس وارهابها وليس أهل غزة. وتدير وزارة الخارجية الاسرائيلية حملة منظمة بروح أقوال ليفني وبيريس في دول أوروبا حاليا، وتشارك فيها على الجانب الآخر المنظمات اليهودية الأميركية أيضا، حيث ان اسرائيل تخشى من أن تقدم ادارة الرئيس باراك اوباما على خطوات مشابهة، خصوصا بعد ان أعلن المبعوث الخاص الى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، تأييده لاقامة حكومة وحدة وطنية في السلطة الفلسطينية تضم كلا من حماس وفتح وغيرهما من الفصائل الفلسطينية.

والى جانب هذه الحملة، تسعى اسرائيل الى اقناع الادارة الأميركية ودول أوروبا بمقاطعة «مؤتمر ديربن الثاني» لمكافحة العنصرية، الذي يعقد هذه السنة في سويسرا بعد شهرين. ويتولى هذه المهمة في الحكومة الاسرائيلية وزير العمل والرفاه، يتسحاق هيرتسوغ، المسؤول عن قضايا يهود الخارج. وقد توجه الى مختلف المؤسسات الغربية زاعما ان وثائق هذا المؤتمر التي وصلت اليه تشير إلى انه سيتحول إلى منبر معاد لاسرائيل بالذات واليهود بشكل عام، كما حصل في المؤتمر الأول، الذي عقد في سنة 2001 في مدينة ديربن في جنوب أفريقيا. يذكر أن الولايات المتحدة وكندا كانتا قد أعلنتا أنهما ستقاطعان هذا المؤتمر، لكن ذلك حصل في زمن الرئيس السابق، جورج بوش. وهناك اشارت تدل على ان ادارة الرئيس أوباما لا تنوي المقاطعة. كذلك ذكرت مصادر اسرائيلية ان هولندا قررت مقاطعة مؤتمر دربن، وهذا يفتح الباب أمام مقاطعة أوروبية أوسع.