أولمرت ورجال الأعمال يطالبون نتنياهو وليفني بتشكيل حكومة وحدة تعمل من أجل السلام

في افتتاح الكنيست الجديد

TT

مع افتتاح الدورة الأولى للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس، ارتفع صوتان مهمان على المستوى المحلي، في دعم الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تحت قيادة زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، تعمل من أجل السلام.

وكان الصوت الأول مفاجئا، حيث أطلقه رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، وجاء مخالفا ومناقضا لتصريحات زعيمة حزبه، تسيبي ليفني، بل كان من اعتبره مستفزا لها أيضا. فهو لم يكتف بإعلان تأييده لتشكيل حكومة وحدة، بل اختار امتداح رئيس الحكومة المكلف، وتحدث عنه باعتباره رئيس الوزراء المقبل، متجاهلا طلب ليفني أن تتناوب على رئاسة الحكومة معه.

وقال أولمرت في تصريحه ان نتانياهو «رجل وطني حقيقي يفهم ضرورات الساعة لتشكيل حكومة سلام، فيتجه بجدية لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأنا كمن يعرف ما هو عظم التحديات التي تواجه اسرائيل في الظروف الحالية، أمنيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا، أقول ان اسرائيل بحاجة ماسة لحكومة موسعة قوية وثابتة، تعبر عن رغبة الجمهور وتحظى بثقته».

وجاء النداء الثاني من رئيس اتحاد الصناعيين، شراغا بروش، فقال إن جمهور الصناعيين ورجال الأعمال يرى ان اسرائيل تدخل أزمة اقتصادية خطيرة ستؤدي إلى قذف عشرات الآلاف من العمال الى سوق البطالة. وفي مثل هذا الوضع، لا يجوز لأي قائد سياسي ان يعرقل مسار تشكيل حكومة وحدة موسعة. وعاد بيريس، لدى افتتاحه الجلسة الاحتفالية للكنيست، لتكرار دعوته إلى تشكيل حكومة وحدة. وأضاف إلى دعوته بندا يتعلق بعملية السلام، فقال ان «مفاوضات السلام التي بدأت بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية على أساس مبدأ دولتين للشعبين، ينبغي ان تتواصل وان تنتهي بنجاح في هذه الدورة من الكنيست، وذلك يستدعي أوسع وحدة صف حول الحكومة».

واستفزت هذه الجملة عضو الكنيست ميخائيل بن آري، وهو من بقايا حزب كهانا العنصري (حرص على دعوة أرملة مئير كهانا، صاحب نظرية ترحيل الفلسطينيين عن وطنهم، كضيفة له في افتتاح الكنيست، أمس). فأصدر بيانا يتهم فيه بيريس بأنه في هذه الدعوة، خرج عن وظيفته كرئيس للجميع في اسرائيل، واختار تمثيل قطاع اليسار الآخذ في الاضمحلال في المجتمع الاسرائيلي. يذكر ان الكنيست الاسرائيلي الجديد التأم، أمس، في جلسة احتفالية، بغية اداء قسم الولاء لاسرائيل. ويضم الكنيست 120 نائبا، منهم 31 نائبا ينتخبون لأول مرة. وبينهم 21 امرأة، وهذا هو رقم قياسي في تاريخ الكنيست. كما يضم 14 جنرالا سابقا في الجيش الاسرائيلي بينهم ثلاثة رؤساء أركان سابقين. ويضم 10 من مستوطني في الضفة الغربية. ويصل عدد النواب العرب أيضا الى رقم قياسي، 13 نائبا، بينهم 10 نواب من الأحزاب العربية الوطنية، وثلاثة نواب من الأحزاب الصهيونية. ومن بين النواب الوطنيين توجد لأول مرة امرأة، هي النائبة حنين زعبي من التجمع الوطني. تجدر الاشارة الى ان ثلثي أعضاء الكنيست هذه المرة يعتبرون من اليمين المتطرف، 65 منهم في أحزاب اليمين و15 منهم ينتشرون في أحزاب الوسط اليميني. وحرص أقدم النواب في الكنيست، ميخائيل ايتان، الذي انتخب لرئاسة الكنيست مؤقتا، على التخفيف من وطأة هذا التطرف، فتحدث عن أهمية المساواة للمواطنين العرب ونوابهم وضرورة ترسيخ التعايش اليهودي العربي في اسرائيل. من جهة ثانية، يباشر رئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتانياهو، اليوم، بشكل رسمي مفاوضاته مع الكتل البرلمانية بهدف تشكيل الحكومة. وسيبدأ اتصالاته الرسمية مع أحزاب اليمين المتطرف، على أن يعود ويجتمع بعد غد، مع كل من ليفني، وايهود باراك رئيس حزب العمل، للتفاوض الرسمي حول امكانية تشكيل حكومة موسعة. وكان نتانياهو قد عقد معهما جلسة أولية غير رسمية يوم الأحد الماضي، لم تسفر عن شيء.