«الحرب على الإرهاب» من فوق سطح حاملة الطائرات الأميركية روزفلت

19000 طلعة جوية عام 2008 لدعم القوات البرية في أفغانستان

سطح حاملة الطائرات الأميركية روزفلت حيث تنطلق يوميا عشرات الطلعات الجوية باتجاه أفغانستان («نيويورك تايمز»)
TT

على سطح حاملة الطائرات يو إس إس تيودور روزفلت، في بحر العرب- في كل يوم من على سطح حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية الواقعة بالقرب من ساحل باكستان، تقلع عشرون طائرة في رحلة تبلغ مسافتها 500 ميل إلى جنوب أفغانستان. وهناك يدور الطيارون حول معاقل حركة طالبان مثل خدمة نجدة 911 المحمولة جوا، ويقتربون عندما تطلب القوات الأميركية والبريطانية المنتشرة والمذعورة أحيانا القيام بغارات جوية.

لقد عادت القوات البحرية إلى سواحل هذه المنطقة لتقدم المزيد من القوة الجوية منذ أغسطس (آب)، وذلك يرجع إلى حد كبير إلى أن التعزيزات البرية التي يطلبها القادة لم تأت بعد. وعلى ارتفاع 15.000 قدم، يحمي الطيارون خطوط الإمداد مع زيادة مهمات الهجوم والاستطلاع الجوي بحثا عمن يسمونهم بـ«الأشرار» على التل المقابل، و«ينشطون» مع القنابل التي تقتل ثلاثة أو أربعة أو خمسة من مقاتلي طالبان في وقت واحد. ويمكنهم دائما أن يعرفوا عندما تتعرض القوات التي تستدعيهم للقيام بالغارات لإطلاق نار.

يقول الكابتن كيفين كوفاسيتش، قائد الجناح الجوي في حاملة الطائرات روزفلت: «إنهم يحاولون التحدث إلينا في الوقت ذاته الذي يجرون فيه ويتعرضون لإطلاق النيران، لذا يكون من الواضح مدى إلحاح الأمر في أصواتهم».

وقد أسقط الكابتن كوفاسيتش والعديد من طياريه قنابل على أفغانستان لآخر مرة في مارس (آذار) عام 2002، عندما سدد الجيش الأميركي ضربة شبه قاتلة لحركة طالبان. ويمر الجيش الأميركي حاليا بتقييد للقوة الجوية في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام، حيث أثار الاعتماد الأميركي المتزايد على الغارات الجوية ضد المتمردين غضبا متناميا بسبب الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلالها.

ويقول القائد فريدريك لوتشمان، قائد سرب إف/ايه ـ 18 سي هورنتس،الذي خرج في مهمات فوق أفغانستان في بداية عام 2002: «هؤلاء المتمردون مراوغون. فإنهم يندسون بين السكان. ويطلقون النار من مناطق يعرفون أننا إذا قصفناها سيبدو الأمر سيئا».

ولا يحتاج الطيارون إلى من يقول لهم إن أعداد القتلى من المدنيين ارتفعت في العام الماضي في أفغانستان، وأغلبيتها نتيجة لهجمات تقوم بها حركة طالبان، وأخرى سقطت نتيجة للغارات الجوية التي استعان بها الجنود الأميركيون والبريطانيون الذين تعرضوا للنيران.

وقد أدان الرئيس حامد كرزاي الغارات لدرجة أنه دُعي في شهر ديسمبر(كانون الأول) لزيارة حاملة الطائرات روزفلت، ليحاول الضباط إقناعه بأنهم ينتبهون إلى أهداف قنابلهم.

وكما يقول نائب الأدميرال ويليام غورتني، قائد القوات البحرية الأميركية في المنطقة: «لا نسقط القنابل عندما نكون غير متأكدين». ونجحت الزيارة، على الأقل حسب رواية القوات البحرية. وشاهد كرزاي الطائرات وهي تقلع من على سطح الحاملة وتم إطلاعه على كيفية محاولة الطيارين تقليل «الأضرار الجانبية». وبعد ذلك، أرسل للسفينة قبعات قراقلي المميزة وبطاقة أعياد الكريسماس. لكن بالنسبة للطيارين ظلت هناك توترات.

يقول القائد لوتشمان، الذي خرج في مهمات بالطائرة فوق بغداد عام 2003: «إذا كان ذلك يوصف بأنه عدواني في العراق، فإننا نقوم به. وهنا، فقط لأنه يوصف بالعدواني، ما زال علينا أن نخفف من الأمور الأخرى». ومن أجل دعم القوات البرية في أفغانستان، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 19.000 مهمة قتالية جوية في البلاد عام 2008، وهو رقم أكبر من أي شيء سابق، ليفوق حتى عدد المهمات التي قامت بها في العراق في الفترة ذاتها. لكن على أية حال، أسقط الطيارون الأميركيون أعداداً أقل من القنابل والذخائر، ربما نتيجة للقواعد المقيدة التي فرضت في سبتمبر(أيلول) بعد الصخب الذي حدث حول سقوط ضحايا من المدنيين.

ويقول الكولونيل هاري فوستر، رئيس الفرقة الاستراتيجية في مركز عمليات الجو والفضاء المشترك في جنوب شرقي آسيا، وهو مقر القيادة في الحرب الجوية في العراق وأفغانستان: «من أجل الفوز على المتمردين لن نسقط القنابل على طريق خروجنا من هذا المكان».

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يدخل طيارو الحاملة روزفلت غالبا في «استعراض للقوة، حيث ينخفضون إلى ارتفاع 1.000 قدم ويصدرون ضوضاء شديدة لإخافة مقاتلي طالبان، ويقولون إنهم يسقطون القنابل كحل أخير.

وتقول البحرية، إن الطيارين على حاملة روزفلت يقومون بحوالي 30 في المائة من المهمات القتالية في أفغانستان؛ وتقوم بمعظم عمليات الطيران القوات الجوية من قاعدتها في أفغانستان وأماكن أخرى في المنطقة. وقد تم استدعاء القوات البحرية في الصيف الماضي عندما ارتفعت نسبة الهجوم على خطوط الإمداد الأميركية والتابعة لحلف الناتو، وقرر القادة العسكريون أنهم يحتاجون إلى إبعاد الشاحنات من الطرقات واستخدام المزيد من وسائل النقل الجوي.

وربما يخرج الطيارون في مهام أخرى مثل الاستطلاع واستخدام المجسات لالتقاط صور من الجو، على سبيل المثال، لمعرفة عدد مقاتلي طالبان الموجودين في الجانب المقابل، وعدد المتوجهين إلى قافلة الناتو. وتنقل الصور مباشرة على أجهزة الكومبيوتر المحمولة لدى القوات على الأرض.

ويقول القائد لوتشمان: «وهكذا إذا كانت هناك ثلاثة أجسام دافئة في ذلك المعسكر، سنعرف أن هناك ثلاثة أجسام دافئة في ذلك المعسكر».

وقد وصلت حاملة الطائرات روزفلت للتخفيف عن حاملة طائرات أخرى في منتصف أكتوبر(تشرين الأول) وستظل في المنطقة حتى نهاية مارس (آذار). وكانت هذه الحاملة هنا آخر مرة في أكتوبر عام 2001. وعلى الرغم من أن الكابتن كوفاسيتش والقائد لوتشمان كانا موجدين هنا في الوقت ذاته، إلا أنهما كانا يقلعان بطائراتهما من على حاملتين مختلفتين.

ويقول طيارو الحاملة روزفلت إنهم لا يتوقعون العودة، لكنهم لا يصدرون أحكاما، أو على الأقل لا يريدون إطلاع أحد على أية منها، بشأن حاجتهم إلى العودة أو بشأن ما إذا كانوا يحدثون فرقا في مجمل الصراع.

* خدمة «نيويورك تايمز»