بنيام محمد: لا أريد الانتقام بل إظهار الحقيقة

محاميه لـ«الشرق الأوسط» : موكلي سيقضي بعض الوقت مع عائلته قبل أن ينفتح على الإعلام

TT

عاد الرجل الذي كان يقيم في السابق في بريطانيا وتم الإفراج عنه بعد أن قضى سبعة أعوام في المعتقل، أربعة منها في معتقل غوانتانامو العسكري الأميركي في كوبا، إلى لندن أول من أمس، وأصدر بيانا يزعم فيه أن حكومة الولايات المتحدة عرضته لأساليب تعذيب «من القرون الوسطى» على مدار أعوام.

وصرح بنيام محمد في البيان الذي أعلنه محاموه في مؤتمر صحافي في لندن: «ما زال من الصعب علي أن أصدق أنني اختطفت، ونقلت من دولة إلى أخرى وتعرضت للتعذيب على طريقة القرون الوسطى، وكل ذلك تخطيط من حكومة الولايات المتحدة». وأضاف «لا أريد الانتقام بل الحقيقة فقط». وأصبح محمد (30 عاما)، أول معتقل في غوانتانامو يتم الإفراج عنه في ظل إدارة أوباما، رمزا للغضب العالمي من ممارسات الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

من جهته قال محام أميركي إن موكله بينام محمد لا يريد الانتقام بل إظهار حقيقة تعذيبه في غوانتانامو أن تخرج إلى العلن. ونفى أن يكون موكله خائفا من الصحافة أو الإعلام، وقال سيأخذ بعض الوقت حتى يتعود على الحياة الاعتيادية التي لم يألفها منذ اعتقاله قبل 7 سنوات. وأضاف زخاري كاتزنلسون مستشار مؤسسة ريبريف الحقوقية بلندن التي تعنى بحقوق المعتقلين في معسكر الأسر الأميركي في كوبا، ومنهم بينام محمد الذي افرجت عنه السلطات الأميركية أول من أمس، أن محمد في انتظار وصول والديه من اثيوبيا وكذلك شقيقه وشقيقته من أميركا إلى لندن. وأضاف انه سيأخذ بعض الوقت حتى يندمج في الحياة الطبيعية بالعاصمة البريطانية بعد 7 سنوات احتجاز، منها 4 سنوات في غوانتانامو. وقال إن موكله سيجعل من معسكر غوانتانامو والمحتجزين قضية حياته اليومية بسبب ما لاقاه هناك. وقد أنهى وصوله إلى قاعدة القوات الجوية الملكية بالقرب من لندن بعد ظهر الاثنين الماضي، ما يصفه محاموه بملحمة من التعذيب استمرت سبعة أعوام من تسليمه على أيدي السلطات الأميركية إلى سجون سرية في المغرب وأفغانستان، والإهمال القانوني الذي جعله محتجزا من دون تهمة موجهة إليه طوال معظم فترة اعتقاله.

في البداية اتهم المسؤولون الأميركيون محمد بالتخطيط لتفجير «قنبلة قذرة» مشعة في الولايات المتحدة، ثم اتهموه بعد ذلك بالتآمر مع أعضاء من القاعدة لارتكاب عمليات قتل وإرهاب. وقد تم إسقاط كل هذه الاتهامات في النهاية.

وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون قد قدمت التماسا للحكومة الأميركية من أجل إعادة محمد منذ أغسطس (آب) عام 2007. وينتقد المسؤولون البريطانيون والأوروبيون بشدة، معاملة الولايات المتحدة للمشتبه بهم في قضايا الإرهاب في معتقل غوانتانامو، على الرغم من أن عددا من الحكومات الأوروبية أعربت عن استعدادها لاستقبال أي من المعتقلين، حيث تعمل إدارة أوباما من أجل غلق المعتقل المثير للجدل.

وكان محمد، الإثيوبي الأصل الذي هاجر إلى بريطانيا عام 1994، قد اعتقل في باكستان عام 2002 وتم تسليمه إلى السلطات الأميركية بعد عدة أشهر. ووفقا لروايات محاميه، قال محمد إن المسؤولين الأميركيين نقلوه إلى مقر تابع لوكالة الاستخبارات الأميركية في أفغانستان ليتعرض للتعذيب بانتظام قبل أن ينتقل إلى غوانتانامو في سبتمبر (أيلول) عام 2004. وقال محمد «انه غير قادر بدنيا أو عقليا على مواجهة الإعلام»، لكنه أدان الحكومة الأميركية. وقال في بيان نشره محاموه قبل فترة من وصوله «خضت تجربة لم أفكر أبدا في انني سأشهدها في أشد كوابيسي قتامة». وأضاف «قبل هذه المحنة.. كان التعذيب كلمة مجردة بالنسبة لي. لم يكن بوسعي قط تخيل أنني سأكون ضحيته. من الصعب بالنسبة لي التفكير في أنني سأتعرض للخطف وأنقل من بلد الى آخر، كل ذلك دبرته الحكومة الأميركية».