إدارة أوباما تبث دفئاً في علاقات باردة مع اليابان

رئيس الوزراء الياباني أول ضيوف الرئيس الأميركي في المكتب البيضاوي

TT

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان تشكل حجر الزاوية في علاقات واشنطن مع دول شرق آسيا سياسياً واقتصاديا. وأجرى أمس اوباما محادثات مع رئيس الوزراء الياباني تارو آسو، وهو أول مسؤول أجنبي يلتقيه اوباما في البيت الأبيض، ونوّه الرئيس الأميركي بعلاقة البلدين وقال إنها «حيوية»، من جانبه قال آسو إن البلدين سيعززان علاقاتهما الاقتصادية لمواجهة حالة الكساد الاقتصادي.

ويعتبر لقاء البيت الأبيض فرصة سانحة لرئيس الوزراء الياباني لتحسين شعبيته في بلاده حيث يعاني من تدني هذه الشعبية، في حين أفاد استطلاع قامت به شبكة «إيه بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» أن سبعة من بين كل عشرة من الأميركيين راضون عن أداء باراك اوباما، وأن ثمانية من كل عشرة أشخاص يقولون إنه يعمل طبقاً للتوقعات التي انتظرها الناخبون. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن اوباما استطاع تحقيق أكبر شعبية يحققها رئيس أميركي في شهره الأول في البيت الأبيض. وقال البيت الأبيض إن اليابان حليف مهم لواشنطن، مشيراً إلى أنها تعرضت للإهمال، وأن طوكيو تبقى شريكاً حيوياً للولايات المتحدة للتصدي للأزمة الاقتصادية والتحديات الأمنية في العالم. وتستضيف اليابان قواعد عسكرية أميركية يعمل بها 50 ألف جندي أميركي، وهو وجود يواجه الآن التحدي الأساسي من كوريا الشمالية التي تطور برنامجها النووي. وكانت كوريا أعلنت أمس أنها بصدد إطلاق صاروخ يحمل قمرا صناعيا مخصصا للاتصالات، إلا أنها لم تعط موعدا لإطلاقه. وقالت الحكومة الكورية الشمالية إن عملية الإطلاق هذه تعتبر قفزة كبيرة للأمام . وكانت طوكيو أبدت امتعاضها من تصرف إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي رفع اسم كوريا الشمالية من لائحة الإرهاب، على الرغم من أنها اختطفت مواطنين يابانيين خلال سنوات السبعينات والثمانينات، والتقت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية بعائلات هؤلاء المختطفين أثناء زيارتها إلى اليابان.

ويقول ميشيل اوسلين الباحث المتخصص في الشؤون اليابانية في معهد «اميركان انتربرايز» إن استقبال آسو في البيت الأبيض يشكل رسالة مهمة للمؤسسة السياسية اليابانية، تفيد أن إدارة الرئيس باراك اوباما ستعمل مع أي شخصية يمكن أن تشغل منصب رئيس الوزراء» وأضاف اوسلين«إذا واصلنا انتظار ظهور كوزموري (رئيس وزراء سابق) وقيادي قوي فإننا سننتظر إلى الأبد». يشار إلى انه منذ أن غادر رئيس الوزراء جونشيرو كوزموري منصبه عام 2006 ، فإن الذين تولوا المهمة بعده كانوا من الشخصيات الضعيفة. ويواجه آسو ضغوطاً من حزبه للاستقالة بسبب حالة الكساد والركود الاقتصادي التي تعرفها البلاد وهي الأسوأ منذ نصف قرن. وانحدرت شعبية الحكومة الحالية أكثر عندما اضطر وزير المالية للاستقالة بعد أن تبين أنه كان في حالة سُكر واضحة أثناء اجتماع لوزراء مالية الدول الصناعية.

وجرت محادثات اوباما وآسو قبل ساعات من أهم خطاب ألقاه الرئيس الأميركي الليلة الماضية أمام مجلس النواب، وتحدث خلاله عن خططه الاقتصادية وبرنامجه حول الرعاية الصحية والطاقات البديلة.

وترغب اليابان في أن تحظى علاقاتها بالأولوية مقارنة بالعلاقات مع الصين الشعبية التي أصبحت الآن أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة الآسيوية. وأبدت طوكيو ارتياحاً إلى أن أول زيارة قامت بها هيلاري كلينتون للخارج كانت إلى اليابان، كما أن باراك اوباما استقبل رئيس الوزراء الياباني كأول ضيف رسمي على واشنطن.