المعلم: العلاقات مع السعودية تسير في الاتجاه الصحيح.. وكلانا يرى محكمة الحريري شأنا لبنانيا

قال إن دمشق ستحضر مؤتمر إعمار غزة في شرم الشيخ.. ودعا ميتشل للاتصال بكل الأطراف

TT

بعد ساعات من زيارته إلى السعودية، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم العلاقات السورية ـ السعودية بأنها تسير في «الاتجاه الصحيح»، موضحا أنه بحث مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل «مختلف المواضيع الإقليمية، وكان حوارا بناءً ومثمرا»، ويأتي ذلك فيما قال المعلم إنه سيمثل سورية في مؤتمر شرم الشيخ بمصر لإعادة إعمار غزة في الثاني من مارس (آذار) المقبل. وقال المعلم في مؤتمر صحافي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في ختام زيارته لدمشق «سأمثل بلادي في مؤتمر شرم الشيخ وسورية لن تغيب عن أي مؤتمر يعقد بشأن إعادة اعمار غزة».

ويهدف مؤتمر شرم الشيخ إلى جمع مساعدات وإطلاق مسيرة إعادة اعمار في قطاع غزة الذي دمر خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة مما أدى لمقتل ما لا يقل عن 680 فلسطينيا وجرح ثلاثة آلاف آخرين منذ بدئه في 27 ديسمبر، حسبما تفيد أجهزة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط انه من المتوقع أن تمثل أكثر من سبعين دولة هذا المؤتمر. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مشاركتها في المؤتمر.

وحول محكمة الحريري، قال المعلم إن سورية والسعودية كليهما ينظر إلى قضية المحكمة الدولية على أنها شأن لبناني متصل بالأمم المتحدة. وأوضح المعلم أن محادثاته مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في السعودية ليلة أول من أمس طالت كافة الملفات الهامة بين البلدين والمنطقة. وتابع المعلم أنه اتفق مع الأمير سعود الفيصل على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، مؤكدا أن الانتخابات اللبنانية ستجري في موعدها.

من جهته قال خافيير سولانا، الذي زار سورية لمدة يومين، التقى خلالهما الرئيس الأسد ونائب الرئيس فاروق الشرع ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد عبد الله الدردري، «أتوقع تعهدات هامة للمساعدة في إعادة اعمار غزة. سيكون الاتحاد الأوروبي احد أهم المساهمين». وأشار سولانا في دمشق إلى أن بلداناً مثل السعودية وقطر «تعهدت بدفع أكثر من مليار دولار»، معبرا عن أمله في أن يحمل مؤتمر شرم الشيخ «إشارات أمل سياسية». وأضاف «سيكون مؤتمر شرم الشيخ هاما جدا للاقتصاد ولإعادة الاعمار لكن من المهم جدا أن تنجح مفاوضات المصالحة الفلسطينية».

وقال بيان رسمي سوري إن الأسد بحث مع سولانا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وخصوصا الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، وتضافر الجهود العربية والأوروبية من أجل إعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار الإسرائيلي وفتح جميع المعابر وتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، بالإضافة إلى تناول العلاقات السورية مع الاتحاد الأوروبي، وتم التأكيد على أهمية «المضي قدما في الارتقاء بهذه العلاقات وتمتينها بما يحقق مصالح الجانبين ويسهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة». وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في وزارة الخارجية بعد لقائه المعلم، نوه سولانا بأهمية زيارة المعلم إلى السعودية من حيث إنها «تسهم في استقرار المنطقة»، ودعا إلى المحافظة على زخم الاتصالات الدبلوماسية بين مختلف الأطراف قبل انعقاد اجتماع شرم الشيخ، وقال: «أمامنا اجتماعات مهمة هذا العام فهناك اجتماع شرم الشيخ سيكون للمانحين وأيضا سيكون اجتماعا سياسيا هاما، وهو اجتماع للرباعية، وهو أول اجتماع منذ تسلم إدارة اوباما مهامها، وفي أواخر مارس (آذار) سيكون هناك اجتماع القمة العربية التي نأمل أن تتوصل إلى قواسم مشتركة في كل القضايا»، آملا أن يسهم ذلك في استقرار المنطقة. وفي رد على سؤال عن موقع مصر من المصالحة العربية الجارية، قال المعلم «عندما نتحدث عن جهود التضامن العربي هذا يعني أننا لا نستثني أحدا من الأشقاء العرب، خاصة أن سورية تتحرك من واقع مسؤوليتها كرئيس للقمة، فعليها أيضا التحضير الجيد للقمة القادمة في الدوحة». وأضاف «نحن في سورية بادرنا إلى هذا الجهد من أجل بناء موقف عربي موحد في ضوء التطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية». كما أكد «أن الرئيس الأسد سيبذل كل جهد ممكن من أجل استعادة التضامن العربي، لإيمانه بضرورة التضامن لتحصين الموقف العربي، ومن واقع مسؤوليته كرئيس للقمة العربية»، مشيرا إلى أن «شعار قمة دمشق كان قمة التضامن العربي». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الموقف السوري من الحوار الفلسطيني الذي دعت إليه مصر من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وعن توقعات بدخول سورية فيه في مراحل لاحقة، أجاب المعلم «من خلال اتصالاتنا مع الفصائل نبذل كل جهد ممكن لنحاج الحوار الفلسطيني في القاهرة، وعندما يتوصل الفلسطينيون في حوارهم إلى اتفاق حول المواضيع التي يختلفون حولها ويتم التوقيع على هذا الاتفاق من قبل هذه الفصائل، فإذا دعيت سورية ستحضر». وفيما يخص الموقف الأوروبي من حركة حماس قال الوزير السوري: «نحن نتحدث عن حكومة وحدة وطنية فلسطينية أو حكومة وفاق وطني، وهي أحد بنود الحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة.. وقد أثبتت الأحداث أن حماس واقع حقيقي على أرض غزة والضفة الغربية وأن حماس جزء هام من الشعب الفلسطيني ونتطلع لانضمامها لمنظمة التحرير ومصالحة تشمل كل الملفات وهكذا يستطيع الشعب الفلسطيني بوحدته أن يصون قضيته». وحول جهود السلام وما تتوقعه سورية من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والحكومة الإسرائيلية القادمة، قال المعلم «التجربة علمتنا أن نكون حذرين دائما»، متجنبا الدخول في مقارنة «بين رغبة الإدارة الأميركية في السلام والتركيبة الجديدة في الكنيست الإسرائيلي»، لافتا إلى أن «كل طرف لا يريد المساهمة في تحقيق سلام عادل وشامل يستند إلى الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام سيخسر في النهاية». وحول رأيه في مبعوث السلام الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل وإمكانية أن يحقق نجاحا في مهمته على ضوء تجربته في صراع أيرلندا، قال المعلم «سمعت عن ميتشل كثيرا لكنني لم ألتق به، فإذا كانت نواياه صادقة فعليه أن يتصل بكل الأطراف.. لا أستطيع أن أحكم على شخص عن بعد». وأضاف «لا يستطيع أي مبعوث للسلام أن ينجح ما لم تتوفر إرادة السلام لدى الأطراف، ثانيا أن يكون هذا الوسيط نزيها ويتصل بكل الأطراف المعنية بهذه العملية؛ بمعنى أن لا يتصل بطرف ويعزل طرفا آخر». كما ناشد المعلم سولانا أن يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا واضحا من الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وقال «أناشد سولانا أن يكون للاتحاد الأوروبي موقف واضح من هذه المسألة حتى لا يتهم بالازدواجية في معاييره حين يطرح موضوع حقوق الإنسان». وأضاف «يجب أن يعاقب من يقوم بالإبادة الجماعية وجرائم حرب ومن يخالف القانون الدولي أيا تكن الجهة التي ترتكبها». من جانبه عبر خافير سولانا عن تفاؤله بأن يكون عام 2009 عام سلام وقال «سنبذل كل الجهود لجعل عام 2009 مثمرا لتحقيق السلام، وبالنسبة لنا السلام ينبغي أن يكون شاملا»، مؤكدا أن «هذا لن يكون سهلا ولكني متأكد أن الجهود العربية ستستمر في هذا الإطار، وهذا هو الموقف الذي تتخذه قمة الدوحة». كما أشار إلى ضرورة استمرار المفاوضات وتثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر وأن يتم التوصل إلى تسوية مناسبة كنتيجة لعمليات المصالحة الفلسطينية. وحول اتصال الأوروبيين مع حركة حماس قال سولانا «موقف الاتحاد الأوروبي واضح، وكنا قد أعلنا عن شروط الانخراط للنقاش مع حماس وتعرفون هذه الشروط (شروط الرباعية) ونأمل أن تتحرك حماس بهذا الاتجاه». ووصف سولانا مباحثاته مع الرئيس السوري بأنها جيدة للغاية. وقال «تصدت لكل المواضيع وخرجت بشعور أن هناك إمكانية لدفع (المفاوضات) قدما بتعاون سورية، وآمل أن أتمكن من العودة خلال الأسابيع والأشهر القادمة لأقول إن المسائل التي اعتزمنا تحقيقها قد حققناها بالفعل». وعن التوقيع النهائي على اتفاق الشراكة السورية – الأوروبية، قال سولانا «ليس بوسعي تحديد تاريخ محدد لتوقيع اتفاق الشراكة رغم انه كانت في الفترة السابقة محادثات بناءة، وهناك موقف بناء من قبل الجميع».