كابل وإسلام آباد تعلنان «مناخا جديدا» من الثقة بعد اجتماع في واشنطن

تقرير صحافي يتحدث عن «متمردين بريطانيين» في أفغانستان

أولاد أفغان يلعبون في مقبرة وسط كابل أمس (رويترز)
TT

قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن باكستان وأفغانستان أوجدتا «مناخا جديدا» من الثقة بينهما سيساعدهما في القتال ضد المتشددين الإسلاميين عبر الحدود. وجاء ذلك بعد لقاء قريشي مع وزير الخارجية الأفغاني رانجين دافار سبانتا في واشنطن مساء أول من أمس قبل محادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في إطار مراجعة السياسية الأميركية في أفغانستان وباكستان.

وقال قريشي: «يوجد مناخ جديد بين أفغانستان وباكستان. مستوى الثقة بين البلدين زاد كثيرا». وقال سبانتا إن العلاقات بين الدولتين الجارتين التي تدهورت في السابق إلى حد تبادل إلقاء اللوم والتشاحن علنا حول المسؤولية عن توغلات للمتشددين عبر الحدود «تحسنت بشكل ملحوظ». وتحدث الوزيران إلى الصحافيين بعد اجتماع في فندق في واشنطن.

وأوضح سبانتا بعد أن تلقى تفسيرات وتأكيدات من قريشي بشأن سياسة باكستانية جديدة لمواجهة التمرد في وادي سوات في شمال غربي باكستان: «الحكومة الأفغانية لديها ثقة في القيادة في باكستان». ويأتي ذلك بعد أن عبر مسؤولون أفغان وأميركيون عن قلقهم بشأن استراتيجية باكستان في منطقة سوات، حيث أعلن الجيش الباكستاني يوم الاثنين الماضي انه أوقف العمليات وحيث تسيطر طالبان إلى حد كبير. ويقول منتقدون إن الحكومة التي عرضت إعادة العمل بأحكام الشريعة الإسلامية في سوات والمناطق المجاورة تخاطر بتشجيع التشدد من خلال سياسات الاسترضاء.

وقال قريشي للصحافيين إن سياسة حكومته في سوات تمثل «حلا محليا لمشكلة محلية»، مضيفاً أن السياسة «ليس فيها أي استرضاء نحو المتشددين». وأوضح أنه ابلغ سبانتا أثناء اجتماعهما الذي استمر 40 دقيقة أنه «لا يوجد شيء يخشى منه هذا الترتيب».

وقالت كلينتون عقب اجتماع مع قريشي في مقر وزارة الخارجية الأميركية إنها تتوقع «عملية مفتوحة وتشاورية بشكل كامل سنعمل عليها» مع أفغانستان وباكستان. واجتمع قريشي أيضا مع السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي. وتأتي الاجتماعات في واشنطن بعد قرار الرئيس اوباما الأسبوع الماضي إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان لقتال متمردي طالبان مما سيرفع عدد القوات الأميركية هذا الصيف إلى 55 ألفا.

وتأتي المشاورات الأميركية مع مسؤولين من أفغانستان وباكستان في وقت يبحث فيه حلف الشمال الأطلسي «الناتو» عن سبل دعم عملياته العسكرية في أفغانستان. وكانت الولايات المتحدة تبحث في الأسابيع الأخيرة عن طرق جديدة لتمرير المعدات الموجهة إلى قوات التحالف في أفغانستان بعدما أعلنت قرغيزستان إغلاق قاعدة أميركية رئيسية لهذه الإمدادات. وأعلن أمس الرئيس الاوزبكستاني إسلام كريموف موافقة بلاده على مرور معدات أميركية غير عسكرية عبر أراضيها إلى أفغانستان. وأعلن للصحافيين أن «اوزبكستان وافقت على السماح بمرور المعدات غير العسكرية وشدد على أنها غير عسكرية عبر الأراضي الاوزبكستانية إلى أفغانستان بموجب القانون الاوزبكستاني».

وعلى صعيد آخر، ذكر ضابط كبير بالجيش البريطاني أنه طبقا لتقديرات جهاز المخابرات الداخلية البريطانية (إم أي 5) توجه نحو 4 آلاف مسلم بريطاني إلى باكستان وإلى أفغانستان قبل سقوط طالبان لتلقي تدريبات عسكرية. غير أن مصدر القلق الرئيسي حتى الآن يتمثل في أن عددا منهم لعب دورا في المؤامرات الإرهابية في بريطانيا. وأضاف الضابط لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية أنه توجد مؤشرات الآن على تنفيذ هؤلاء لمهام ضد أهداف بريطانية وغربية في الخارج. وقال: «نحن بصدد نوع غير معهود لحرب أهلية بريطانية مصغرة على مسافة بضعة آلاف من الأميال».

وبحسب الصحيفة، فان القوات البريطانية في أفغانستان تواجه الآن وبشكل مباشر بريطانيين على الطرف الآخر من مسرح القتال. ويذكر انه تم الإعلان عن مقتل 3 جنود بريطانيين أمس في هلمند. وخلال زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لإقليم هيلماند الأسبوع الماضي عرض عليه عبوات تفجير خاصة بطالبان تحتوي على أجزاء الكترونية بريطانية الصنع. وقال خبير مفرقعات بريطاني إن هذه العبوات أرسلت من بريطانيا أو أحضرت إلى أفغانستان. وقال البريجادير إيد بتلر القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان إن مسلمين بريطانيين كانوا يقاتلون قواته، مضيفا «هم يحملون جوازات سفر بريطانية ويعيشون في المملكة المتحدة ويمارسون نشاطهم في أماكن مثل قندهار».