احتجاز معتقل قطري سابق في غوانتانامو في مطار لندن

وزراء داخلية أوروبا يبحثون مصير المعتقلين في السجن الأميركي.. وإسبانيا مستعدة لاستقبالهم

TT

مازال مصير المعتقلين في سجن غوانتانامو الأميركي قضية نقاش واسعة في اوروبا التي يبحث وزراء داخليتها اليوم كيفية التعامل معها. الا ان المعتلقين السابقين ايضاً موضع نقاش في اوروبا وخاصة بريطانيا التي يمر عبر اراضيها عدد من المعتلقين السابقين. وصرح معتقل قطري أسبق في غوانتانامو كان افرج عنه السنة الماضية امس انه احتجز في مطار هيثرو اللندني اثناء توجهه للقاء المحامي المتخصص في الدفاع عن حقوق الإنسان غاريث بيرس.

وقال جار الله صالح محمد كحلة المري: إنه وصل الاحد الماضي الى لندن قادما من قطر للقاء المحامي بيرس الا ان سلطات الهجرة البريطانية، قامت باستجوابه لعدم ذكره فترة اعتقاله في غوانتانامو في طلب الحصول على تأشيرة دخول الى بريطانيا. ونقلت نقابة الصحافة البريطانية عن المري المحتجز حاليا في مركز كولنبروك للمرحلين قرب المطار، قوله:«احتجزوني ساعة واحدة ثم قالوا انهم سيقومون بترحيلي». وتابع:«قالوا إنني سأعود الى بلادي. قالوا إنهم لا يريدون استقبال احد من غوانتانامو». واضاف المري الذي اعتقل في غوانتانامو لأكثر من ست سنوات قبل عودته الى قطر في يوليو (تموز) الماضي:«قلت لهم انني جئت الى هنا في يناير (كانون الثاني) ولم يشكل ذلك مشكلة، واذا كانوا لا يريدون مجيئي الى هنا لماذا منحوني تأشيرة دخول»؟، موضحاً:«لم يرد في طلب الحصول على تأشيرة الدخول اي سؤال حول ما اذا كان مقدم الطلب معتقلا في غوانتانامو».

وكان المحامي غاريث بيرس دافع سابقا عن اسرة جان شارل دي مينزيس وهو برازيلي بريء قتلته الشرطة البريطانية بالرصاص في محطة تحت الارض في لندن بعدما ظنت خطأ انه احد مرتكبي التفجيرات الفارين. وتأتي محنة المري عشية الافراج عن بنيام محمد الاثيوبي من معتقل غوانتانامو ووصوله الى بريطانيا، حيث كان مقيما قبل اعتقاله في القاعدة البحرية الاميركية في كوبا التي تعتقل فيها الولايات المتحدة الاشخاص الذين تشتبه بتورطهم بالارهاب. ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على فضية المري، اذ قال ناطق باسمها إنه لا يمكن التعليق على قضايا فردية. وفي بروكسل، يبحث الاتحاد الأوروبي، تداعيات مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق غوانتانامو خلال عام، وسيتولى دراسة الأمر وزراء الداخلية والعدل في الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد ،والذين يعقدون اجتماعات تستغرق يومين وتبدأ اليوم ويأتي ذلك بعد صدور تصريحات من مسؤولين بالاتحاد تضمنت أعطاء كل دولة عضو فيه حرية اتخاذ القرار في استقبال أحد المعتقلين السابقين أم لا، مكلفين المفوضية الأوروبية إعداد وثيقة إطار قانونية حول الأمر. وتبنى البرلمان الأوروبي قراراً قبل أسبوعين، يحث فيه الدول الأعضاء على قبول معتقلين سابقين من غوانتانامو، مركزاً على ضرورة وجود إطار قانوني أوروبي موحد يحكم مثل هذا القرار، نظراً لاختلاف تشريعات وقوانين اللجوء الإنساني بين بلد أوروبي وآخر. وقبل ساعات من الاجتماع الوزاري الأوروبي، وخلال مؤتمر صحافي مشترك ببروكسل أجمع ممثلون عن منظمات «هيومان رايتس واتش» «والعفو الدولية» و«مبادرة الحرية والعدالة لمعتقلي غوانتانامو»، على مطالبة الدول الأوروبية بمساعدة الإدارة الأميركية الجديدة، في حل مشكلة معتقلي غوانتامو وإغلاق هذا المعتقل الذي يمثل «وصمة عار» في تاريخ الإنسانية .

ودعا المشاركون، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ،إلى تحمل ما عليهم من المسؤولية، والعمل على حل مشكلة غوانتانامو، حيث «لا يمكن لأوروبا إنكار مسؤوليتها خاصة لجهة تورطها في بعض جوانب ظروف اعتقال هؤلاء وما تعرضوا له»، حسب كلام ممثلة العفو الدولية كاميلا جالبيرت، في إشارة منها إلى تورط أجهزة استخبارات أوروبية في تنظيم رحلات جوية تابعة لـ«سي آي إيه» لنقل مشتبه به والتحقيق معهم على أراض أوروبية. وقال بيد برودي، من هيومان رايتس واتش: إن الأمر يتعلق فقط بـ60 من أصل 245 معتقلا من غوانتانامو، فـ«أكثر هؤلاء سيعودون إلى الولايات المتحدة الأميركية ،ومنهم سيُلاحق في قضايا أخرى، وهناك من سيتم إعادته إلى بلده الأصلي الذي قرر قبوله، أما من نتحدث عنهم فهم ممن يخشى تعرضهم للاضطهاد والتعذيب لو عادوا إلى بلدانهم الأصلية، وهؤلاء قادمون من الصين وليبيا والجزائر وباكستان ومصر». ودعا برودي، الدول الأوروبية ،إلى التفكير بمصيرهم، حيث «يخشى على حياتهم»، و«يحتاجون إلى مساعدة قضائية ونفسية وإعادة تأهيل خاصة وفي غياب اتهامات واضحة ضدهم»، منوها بأنه لدى الاتحاد الأوروبي الآن «فرصة نادرة» ليثبت مصداقية دعواته السابقة إلى إغلاق غوانتانامو، ووضع حد لكل «الرموز السيئة» التي يمثلها هذا المكان.

وأعلنت إسبانيا أمس عن استعدادها «مبدئيا» لاستقبال المعتقلين السابقين. وابلغ وزير الخارجية الاسباني ميغيل انجيل موريتانيوس نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون عن استعداد بلاده لاستقبال المعتلقين بعد اطلاقهم من غوانتانامو، قائلاً:«قلت ان اسبانيا، منفتحة للتعاون في استقبال بعض المعتلقين مادامت الظروف القانونية مقبولة عند نقلهم». واضاف موريتانيوس في مقابلة مع الراديو الإسباني أثناء زيارته الى واشنطن، ان مدريد ستدرس «كل حالة على حدة».