فتح وحماس ستصدران بيانا حول قضيتي المعتقلين والتحريض الإعلامي

في نهاية اجتماعاتهما في القاهرة تمهيدا لبدء الحوار الشامل برعاية عمر سليمان اليوم

انصار فتح يتضامنون مع الحركة في مدينة نابلس امس (إ ب أ)
TT

وصفت حركتا فتح وحماس الاجتماعات المتواصلة بينهما منذ الليلة قبل الماضية تحت الرعاية المصرية في القاهرة تمهيدا للحوار الوطني الشامل بانها «في غاية الايجابية». وعقد اجتماعان بين وفدي الحركتين، فتح برئاسة أحمد قريع (ابو علاء) عضو اللجنة المركزية للحركة، وحماس برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

وقال عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي، «إن وفد فتح عقد اجتماعين منذ الليلة قبل الماضية مع حماس، وإن الأجواء في غاية الايجابية. واضاف الاحمد في تصريحات امس «اليوم عقدنا اجتماعا استكماليا لاجتماع (اول من أمس) الذي تواصل حتى ساعات فجر اليوم (امس)، وكل هذه الاجتماعات تعقد تمهيدا لتهيئة الأجواء لانطلاق الحوار برعاية مصر ابتداء من غد (اليوم)». واضاف «نسعى للإسراع والبدء في خطوات عملية لإنهاء حالة الانقسام في الشارع الفلسطيني».

واشار الاحمد إلى رغبة جادة لدى الطرفين لمعالجة الأمور بشكل موضوعي وهادئ بعيدا عن أجواء التوتر، مضيفا: «المسؤولية والالتزام الوطني يتطلبان إنهاء حالة الانقسام، وإنهاء الوضع القائم حاليا هي حاجة فلسطينية وعربية على حد سواء، والانقسام في الساحة الفلسطينية امتداد للانقسام العربي.

وقال عزت الرشق احد اعضاء وفد حماس، في تصريح للصحافيين بالقاهرة على هامش الاجتماع الثاني الذي جمع وفدي الحركتين: «إن الأجواء كانت ايجابية وواعدة، ونأمل أن نبنى عليها وتثمر عن نتائج حقيقية، حيث كان هناك حوار معمق وصريح». وأوضح أن الهدف من اللقاءات خلق أرضية مشتركة لإنهاء حالة الانقسام والتشرذم الفلسطيني ولإزالة العقبات الرئيسية التي «تعترض نجاح الحوار، سواء عقبات تراها حماس وتطرحها على الطاولة، أو عقبات يراها الإخوة في فتح». وتابع: «النقاش كان مطولا حول موضوعي الحملات الإعلامية التحريضية والمعتقلين، حيث وجدنا أجواء إيجابية بشأن موضوع المعتقلين وتفهما من الإخوة في فتح، وسيصدر بيان مشترك بشأن هذا الموضوع وموضوع الحملات الإعلامية».

وتبدأ اليوم جلسات الحوار، بمشاركة كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية. وأكد مسؤول مصري رفيع المستوى أن القاهرة لن تفرض شيئاً على الفلسطينيين، أو على مجريات الحوار، لكنها ستطرح رؤيتها وخبرتها الطويلة عليهم للاستعانة بها، واستبعد في ذات الوقت أن ينجح الحوار في إعادة الأوضاع إلى ما كانت علية قبل عملية الحسم العسكري في غزة بشكل حرفي.

وأوضح المسؤول المصري «أن القضايا الخلافية الخمس المطروحة على مائدة الحوار معقده جدا وتحتاج إلى جهد كبير ونوايا صادقة من كافة التنظيمات».

وقال «نأمل أن يتم تشكيل حكومة توافقية جديدة فى أبريل (نيسان) المقبل يتم التوافق على برنامج لها مقبول فلسطينيا ودوليا وتترأسها شخصية مستقلة مدعومة من جميع التنظيمات وليس لدينا مانع من اشتراك عناصر من حماس أو فتح فيها بشرط عدم توليهم وزارات السيادة وإسنادها لشخصيات مستقلة حتى يتعامل معها المجتمع الدولي والأميركيون والأوروبيون لتجنب أخطاء الماضي».

وأشار المسؤول المصري إلى أن جولة الحوار ستبدأ بجلسة افتتاح قصيرة يلقي فيها الوزير عمر سليمان كلمة يؤكد فيها موقف مصر الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونضاله المشروع من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويحثها على تحمل المسؤولية والارتفاع عن الحزبية الضيقة والنظر إلى القضية الفلسطينية ككل.

وعقب الجلسة الافتتاحية تنعقد اللجان الخمس.

واللجان الخمس هي: تشكيل حكومة جديدة، والمصالحة، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، والانتخابات التشريعية والرئاسية واعادة هيكلة منظمة التحرير.

ولجنة الحكومة، فقد حددت مصر مطلع أبريل (نيسان) المقبل للانتهاء من تشكيلها وتكون مهمتها الأساسية تسيير الأمور.

واللجنة الثانية هي لجنة المصالحة، وهي معنية بحل جميع القضايا الخلافية العالقة بين فتح وحماس وفي مقدمتها ملف المعتقلين والحملات الإعلامية المتبادلة وتنقية الأجواء بين الطرفين ويعد ملف المعتقلين هو الأكثر تعقيدا. واللجنة الثالثة هي لجنة إصلاح الأجهزة الأمنية، وفي هذا الصدد هناك توافق بين فتح وحماس على أن يكون أساس الإصلاح هو معيار الكفاءة والمهنية وليس الانتماء ألفصائلي، وعلى أن تكون هذه الأجهزة حيادية وبعيدة عن أي تجاذبات سياسية.

واللجنة الرابعة هي لجنة الإعداد لانتخابات تجرى في يناير(كانون الثاني) 2010. وتركت القاهرة لهذه اللجنة مهمة التوافق حول طبيعة هذه الحكومة، غير أنها أوصت بأنه في حالة التوافق على حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن الفصائل، فيفضل ألا تكون الأسماء المشاركة فيها لشخصيات بارزة حتى تنال قبول المجتمع الدولي واللجنة الخامسة هي لجنة منظمة التحرير: مهمتها التوافق حول أسس وترتيبات إعادة هيكلة وإصلاح المنظمة، بما يسمح بانضمام كل الفصائل إليها (حماس والجهاد) انطلاقا من تفاهمات مارس 2005 بين فتح وحماس والتمسك بالمنظمة باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف به دوليا.

وخلافا للوضع في اللجان الأربع السابقة التي ستحرص القاهرة على أن تجمع بشكل أساسي فتح وحماس وعددا محدودا من الفصائل، بهدف حصر الخلافات في أضيق دائرة ممكنة، فإن لجنة منظمة التحرير ستمثل فيها كل الفصائل بلا استثناء.