نتنياهو يستعد لـ «تفكيك الغموض» في سياسة أوباما.. وليبرمان يريد وزارة الخارجية

في ضوء معلومات عن تحذيرات أميركية لإسرائيل

TT

في ضوء المعلومات الواردة من واشنطن عن نوايا إدارة الرئيس باراك أوباما إجراء تغييرات في سياسة الولايات المتحدة، يجري المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، دراسة حول مكامن هذه السياسة وتبعاتها تجاه إسرائيل.وفي الوقت نفسه بدأ نتنياهو جهوده الرسمية، أمس، لتشكيل حكومته الجديدة.

وكشفت مصادرمقربة من حزبي «الليكود» و«إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف برئاسة افيغدور ليبرمان، مع بدء المفاوضات الرسمية بينهما، ان ليبرمان يريد لنفسه منصب وزير الخارجية في الحكومة، إذا لم ينضم حزب «كديما» برئاسة تسيبي ليفني إليها. وأن رئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، لا يعارض في ذلك. ودحض ليبرمان ما ينشر في اسرائيل من أن وضعه في هذا المنصب سيتسبب في أزمة دبلوماسية مع دول مهمة تحتاج اسرائيل للعلاقات معها مثل الولايات المتحدة ومصر. ونقل على لسان ليبرمان قوله:إنه من خلال جولة لقاءات أجراها مع دبلوماسيين من عدة دول في العالم اتضح له انه لن تكون هناك مشكلة في الموضوع.

وكان طاقم الليكود الذي شكله نتنياهو، برئاسة النائب جدعون ساعر، للتفاوض باسمه مع التكتلات البرلمانية، قد عقد اجتماعات مع ممثلي ثلاثة أحزاب يمينية، أمس، هي حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، و«يهدوت هتوراة»، تحالف أحزاب اليهود المتدينين الاشكناز، وحزب «إسرائيل بيتنا» لليهود الروس. ومع ان المتحدثين باسم هذه الأحزاب قالوا إن الجلسة الأولى اقتصرت على الأحاديث المبدئية، إلا ان تسريبات منها بينت ان الحديث تطرق الى قضايا أخرى. فقد طلب حزب «شاس» الحصول على ثلاث وزارات مهمة من هذه الوزارات الأربع: الداخلية والاسكان والعمل والرفاه والتجارة والصناعة. وطلب «يهدوت هتوراة» منصب نائب وزير، اضافة الى اللجنة المالية في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي). وطلب «اسرائيل بيتنا» واحدة من وزارتين أساسيتين، المالية أو الخارجية، اضافة الى القضاء والأمن الداخلي.

وأجمع ممثلو الأحزاب الأربعة على ان محادثاتهما دلت على ان التحالف في ما بينهم هو الأمر الطبيعي، حيث التقت آراؤهم في معظم القضايا.

وسيجتمع وفد الليكود اليوم مع الحزبين اليمينيين المتطرفين اللذين يمثلان المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، «الاتحاد القومي» و«البيت اليهودي».

وأعلن ساعر لدى انتهائه من اجتماع مع «اسرائيل بيتنا» انه يتوافق في الرؤى مع هذا الحزب في معظم القضايا لكن المفاوضات الأهم تبقى تلك الجارية مع حزبي «كديما» و«العمل».وسيعقد نتنياهو لقاءين منفصلين، غدا، مع كل من ليفني وباراك، زعيمي هذين الحزبين، بغية تشكيل حكومة وحدة. فعلى الرغم من اعلانهما انهما يفضلان البقاء في المعارضة، فإن نتنياهو واثق من انه سيستطيع اقناع واحد منهما على الأقل بضرورة الانضمام الى حكومته. وتصر ليفني على ان لا تنضم الى حكومة نتنياهو، إلا إذا وافق على برنامج سياسي مقنع، يضمن استمرار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وتخلى عن التزاماته للأحزاب الدينية في قضايا الزواج والشؤون المدنية الأخرى. وقد أعلن نتنياهو انه سيعرض على لفني مقترحات جديدة، بينها «الجلوس معا واعداد مشروع للخطوط العريضة للحكومة يشمل برنامجا سياسيا مشتركا». وكان نتنياهو قد كلف لجنة برئاسة النائب يوفال شتاينتس، لإعداد خطة عمل للحكومة التي سيشكلها، خلال المائة يوم الأولى من عمرها، «حتى لا يضيع الوقت هباء». وطلب منه أن يضع على رأس الاهتمامات، التحديات الكبيرة التي تواجه اسرائيل، وفي مقدمتها الموضوع الايراني والأزمة الاقتصادية. ولكن الطاقم القريب من نتنياهو كلف بمهمة أخرى، هي الإعداد للزيارة التقليدية التي يقوم بها كل رئيس حكومة في اسرائيل الى الولايات المتحدة حال تسلمه المسؤولية. فهو قلق من «الغموض الذي يغلف الموقف الأميركي من نتائج الانتخابات الإسرائيلية»، ويرغب في أن يعرف ما الذي تريد ادارة الرئيس باراك أوباما تغييره في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط.

يذكر ان الصحافة الاسرائيلية خرجت، أمس، بنبأين متشائمين تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة، الأول يقول ان ادارة الرئيس أوباما تنوي اعادة النظر في قيمة المساعدات التي تقدمها لإسرائيل (30 مليارٍدولار على مدى عشر سنوات) والتفكير بتقليصها، والثاني يقول إن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون وجهت رسالة حادة الى اسرائيل تطالبها بوقف العراقيل أمام توفير المواد الحيوية (وقود وغاز بيتي) والغذائية والأدوية الى قطاع غزة.