مهرجان صاخب من جمهور جمعية «الأحباش» في بيروت.. في استقبال الأخوين عبد العال

استقبلهما نائب سابق عند باب السجن ورافقهما إلى احتفال حزبي

TT

لم يكن عبور شارع برج أبي حيدر في غرب العاصمة اللبنانية يسيرا طوال يوم أمس. هناك معقل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية «الأحباش» وهناك تجمهر أطفال ونساء ورجال بانتظار أحمد ومحمود عبد العال اللذين أفرج عنهما بكفالة مالية بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من التوقيف الاحتياطي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولم يقتصر الأمر على الحشود ذلك أن «ترسانة الفرح» انطلقت. وحسب من لم يكن على علم بإطلاق سراح الأخوين عبد العال أن معركة نشبت في محيط برج أبي حيدر. «الشرق الأوسط» رصدت «ترسانة الفرح» حيث اختلطت الزغاريد بأصوات أزيز الرصاص والألعاب النارية التي ملأت سماء المنطقة. فقد اصطف الكبار والصغار على جوانب الطرقات. وتولى الفتيان مهمة الاحتفال على وقع الأناشيد «الحبشية» وقرع الطبول مردّدين شعار «براءة براءة عبد العال براءة» و«الله أكبر مشاريع....لا اله إلا الله»، بينما مكبرات صوت المسجد تدعو أنصار جمعية المشاريع للمشاركة في المهرجان الذي سينظّم احتفالا بالمناسبة عصر اليوم (الخميس). همهم الوحيد كان الاستفسار عن موعد وصول الوفد. الإجابة كانت شبه موحدة، دقائق معدودة ويصل الموكب. أما السبب فكان رغبة المنظمين في الاحتفاظ بجمهورهم أطول وقت ممكن. بعضهم كان يقول إن المحطة الأولى هي المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل عودتهما إلى منزليهما.

والبعض الآخر يؤكد أن الوجهة الأولى ستكون لقاء مناصريهم في هذه المنطقة. لكن «التمويه» بقي سيّد الموقف. بين لحظة وأخرى كان المدّ البشري يتّجه صوب هذه الجهة من الطريق أو تلك، موحيا بقدوم الأخوين عبد العال ليكتشف الحاضرون أن أحدهم أشاع خبرا كاذبا عن وصولهما فيعود الجميع أدراجهم. المناصرون كانوا يتبادلون التهنئة مصرّين على براءة أبنائهم. فيما تقول فاديا الحافي «ياما في السجن مظلومين»، يؤكد عبد الله غزاوي أن «الله أظهر الحق. منذ الدقيقة الأولى لتوقيفهما كنا على يقين أنهما بريئان. هما شيخان معتدلان بعيدان عن التطرّف، مع العلم أن جمعية المشاريع لم توجّه أفرادها يوما إلى أي فعل يخالف القانون. لذا لم يكن أمامنا إلا الصبر». ويتدخّل محمد ليقول: «لكن بالتأكيد فرحتنا ستكون أكبر عندما يلقى القبض على المجرمين الذين اغتالوا رفيق الحريري». التحدّث إلى أحد أفراد عائلة الأخوين كان شبه مستحيل في غمرة الزحمة التي لم تترك مجالا للتحرك. حضر بعضهم إلى المكان، فيما بقي المقربون بعيدين عن الأضواء. اكتفت حماة محمود عبد العال بالتعبير عن فرحتها بعودة صهرها قائلة: «فرحتي كبيرة ولا يمكن وصفها» لتأتي ابنتها وتمنعها عن الاستطراد أكثر من ذلك. بعد طول انتظار وصل المفرج عنهما في سيارة سوداء اللون تغطي زجاجها ستائر تمنع رؤية من في داخلها. النائب السابق عدنان طرابلسي كان في استقبالهما عند باب سجن رومية ورافقهما وصولا إلى برج أبو حيدر. السباق كان على أشده لالتقاط صورة من هذه الزاوية أو تلك عبر الهواتف الجوالة. المحطة الأولى للأخوين عبد العال كانت ضريح شيخهم الأكبر عبد الرحمن الحبشي الذي دفن على مقربة من الجامع على وقع أصوات المفرقعات النارية والرصاص التي غطّت سماء المنطقة. لكن رغم ذلك، أعلنت جمعية المشاريع في بيان لها أن لا علاقة لها بالرصاص الذي أطلق في بيروت، معبرة عن استنكارها لما حصل وأنها ترفع الغطاء عن أي شخص يقوم بهذه الأفعال.

لكن لم ينجح المنتظرون حتى باستراق نظرة إلى من يطلقون عليهم صفة الأبطال. لحظات قليلة وتحرّك الموكب مجددا وتوجه من في داخله بمواكبة أمنية ومدنية شكّلت سياجا بشريا يفصل بين السيارات والمحتفلين، إلى داخل مبنى الجمعية ليقفل الباب وراءهم وتبقى فصول الاحتفال جارية في الخارج على قدم وساق، ولكن بحدود.