وفاة نجل زعيم المعارضة البريطانية

بعد معاناة من مرض عصبي نادر

TT

بعد معاناة طويلة من مرض في الدماغ، توفي في لندن أمس الطفل آيفان، نجل زعيم المعارضة البريطانية رئيس حزب «المحافظين» ديفيد كاميرون. وكان آيفان مصابا بشلل الدماغ حين ولادته، وبـ«متلازمة أوهتاهارا» الصرعية.

وألغى البرلمان البريطاني جلسته الأسبوعية لاستجواب رئيس الوزراء غوردون براون للتعبير عن الحداد، وتوقفت المناوشات السياسية بين الطرفين للاتحاد في التعبير عن حزنهم لوفاة ايفان. وقال براون أمام مجلس العموم البريطاني أمس: «وفاة طفل وهو حزن لا يمكن تحمله يجب إلا يعانيه أي والد».

ويذكر أن براون يتحدث عن تجربة، بعد أن توفيت ابنته البكر جنيفر جاين عام 2001 بعد 10 أيام من ولادتها. وأضاف براون: «السياسة أحيانا تقسمنا، ولكن هناك علاقة إنسانية مشتركة تجمعنا في الحزن والتعاطف في أوقات صعبة ولدعم بعضنا بعضا في وقت الحزن». واصدر كاميرون بياناً يطالب باحترام خصوصيته «في هذا الوقت الصعب حداً». وعانى ايفان، وهو الطفل البكر لكاميرون وزوجته سامانثا اللذين لديهما ابنة وابن آخر، من شلل الدماغ اسم لحالة مرضية، تطلق على مجموعة من الاضطرابات العصبية الناجمة عن حدوث أضرار في الدماغ قبل الولادة أو عند موعدها أو بعدها، تؤدي إلى حدوث الإعاقة في المشي والنظر والنطق والسمع.

أما «متلازمة اوهتاهارا» فهي نوع من الأمراض العصبية النادرة، تعرف طبيا بأنها حالة «التهاب الدماغ في الطفولة المبكرة الذي يؤدي إلى حدوث الصرع». وتحدث الإصابة بها في الأيام المبكرة لحياة لطفل، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياته، وغالبا في الأيام العشرة الأولى بعد ولادته.

وتؤدي الإصابة بهذه المتلازمة إلى حدوث نوبات من التشنجات تبدأ من أيام الإصابة الأولى بالمرض. وتظهر أولى النوبات على شكل تشنجات في الأطراف. ويمكن للطفل المصاب أن يتعرض إلى نحو 100 نوبة منها يوميا. وتصاحب الإصابة بحدوث تخلف عقلي شديد، كما تقود إلى تدهور حالة المصاب مع مرور الزمن. وتحدث نوبات التشنجات بسبب الاضطرابات في دماغ الطفل، وتظهر آثارها في كل جسم المصاب. وفي بعض الحالات وعندما تحدث الاضطرابات في جزء معين من الدماغ فان آثارها لا تظهر إلا في عضو واحد من الجسم.

ويصاب بـ«متلازمة اوهتاهارا» طفلان من أصل 1000 طفل تقريبا من المصابين بالصرع، وهم نحو 5 من كل ألف شخص من السكان. ولا يعرف السبب المباشر للإصابة بـ«متلازمة اوهتاهارا». وفي اغلب الحالات فإنها تكون ناجمة عن ضمور حاد في نمو كل من نصفي الدماغ. أما السبب الآخر لهذه المتلازمة فيعزى إلى اضطرابات في عمليات التمثيل الغذائي في الدماغ أو إلى حدوث أضرار في بنية الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى البطء الشديد في نمو أجزاء منه. ولم يعثر العلماء بعد على أي صلة جينية لهذه المتلازمة. وتفترض الدراسات العلمية أنها تؤثر على الذكور أكثر من الإناث.

ولا توجد أي علاجات حقيقية لمتلازمة «اوهتاهارا»، إلا انه يمكن استخدام عقاقير علاج الصرع والستيرويدات لتخفيف النوبات. واغلب أنواع العلاجات الأخرى موجهة لتخفيف أعراض المرض.