30 قتيلا وإصابة 140 آخرين في مواجهات بين القوات الصومالية ومقاتلي المعارضة

أكثر من 80 نائباً من بينهم عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة وصلوا إلى مقديشو

فتى صومالي يسير وحيدا في شارع مقفر في العاصمة مقديشو إثر اشتباكات مع مسلحي احد الفصائل الاسلامية (رويترز)
TT

استمرت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة، واندلعت المواجهات مرة أخرى صباح أمس في المناطق التي شهدت اشتباكات، وسقطت بعض طلقات المدافع في مناطق بعيدة عن ميدان المعركة، وتتصاعد الخسائر البشرية التي نجمت عن هذه الاشتباكات، ووصل عدد القتلى منذ أمس إلى أكثر من 30 شخصاً، وإصابة حوالي 140 آخرين معظمهم من المدنيين، وتعد هذه المواجهات الأعنف من نوعها منذ انسحاب القوات الإثيوبية منتصف الشهر الماضي. وأعلن الحزب الإسلامي المعارض عن مسؤوليته عن شن هذه الهجمات، وذكر متحدث باسم الحزب الإسلامي «الشيخ موسي عرالي» أن مقاتلي الحزب الإسلامي شنوا هجمات متزامنة على عدد من مواقع قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الحكومة بعد ما بدأت القوات الحكومية بتوسعات استفزازية، على حد تعبيره. وتوقفت الاشتباكات ظهر أمس، لكن الأطراف المتقاتلة مازالت تتمركز في مسافات متقاربة، وتشهد العاصمة شللا في الحركة، وأغلقت بعض الأسواق أبوابها، وتعطلت الدراسة في عدد من المدارس والجامعات في يومها الثاني.

وفي تصريح مفاجئ أعلن الشيخ «عبد الرحيم عيسى عدو»، المتحدث العسكري باسم المحاكم - الجناح الموالي للحكومة، أن قوات المحاكم الإسلامية لم تشارك في المواجهات التي شهدتها العاصمة، وقال «من المؤسف جداً اندلاع هذه الاشتباكات في الوقت الذي أوصى فيه العلماء بوقف الاقتتال، وتُبذل مساعٍ مكثفة من أجل تهدئة الوضع، نحن ملتزمون باحترام قرارات العلماء الداعية إلى وقف الأعمال الحربية»، وذكر الشيخ عدو أن مقاتلي المحاكم الإسلامية مستعدون للدفاع عن الأهداف الحكومية حالة صدور أوامر حكومية لهم بذلك، قائلا: نحن ضمن القوات الحكومية ولن نكون متفرجين أمام ما يحدث، نحن مستعدون للدفاع عنها. وتوالت الدعوات التي تصدر من جهات مختلفة من أجل وقف الاقتتال الذي تجدد في العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة، ودعا مجلس عشائر هويا الأطراف المتقاتلة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصف تجدد هذه الاشتباكات بالمخجل، وقال «محمد حسن حاد» رئيس مجلس عشائر هويا: ندعو الأطراف إلى وقف إطلاق النار والرفق بالشعب، الشعب ليس بحاجة إلى مزيد من الاقتتال. كما نددت هيئة علماء الصومال بهذه المواجهات التي تجددت في العاصمة، ودعت الهيئة إلي وقف القتال وبشكل فوري، وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس الهيئة الشيخ بشير أحمد صلاد دعا جميع الأطراف المتقاتلة (القوات الحكومية ومقاتلي الحزب الإسلامي) إلى عدم التورط في اقتتال داخلي، وحمّل الشيخ صلاد مسؤولية ما حدث للأطراف التي بدأت القتال، بدون تعيين طرف معين بعينه. واتهم الشيخ قوات الاتحاد الأفريقي باستخدام القوة المفرطة، وقصف مناطق سكنية بعيدة عن ميدان القتال. وفي الوقت نفسه وصل أكثر من 80 نائباً من بينهم عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة إلى العاصمة مقديشو ظهر أمس، ومن المتوقع أن يبدأ أعضاء الحكومة في مجلسيها التشريعي والحكومي الانتقال من جيبوتي والعودة إلى العاصمة مقديشو بدءًا من اليوم، وممارسة مهامهم العادية في العاصمة بشكل رسمي، ومن المتوقع أيضاً أن يصل عدد آخر من الحكومة والبرلمان إلى مقديشو خلال الساعات الأخيرة من أمس، ويجري في العاصمة تجهيز الفنادق والمنازل التي سيقيم فيها الوزراء والنواب. ولم يتم حتى الآن تحديد موعد وصول رئيس الوزراء شرماركي إلى العاصمة. وكان عدد آخر من الوزراء قد وصلوا إلى العاصمة قبل 3 أيام برفقة الرئيس شريف.

وفي جنوب غرب الصومال استولى مقاتلو تنظيم الشباب على مدينة «حُدُر» عاصمة إقليم بكول بجنوب غرب البلاد التي كانت تتحصن فيها السلطات الحكومية التي فرت من مدينة بيدوا، واستولى مقاتلو تنظيم الشباب على المدينة بعد مواجهات عنيفة استمرت عدة ساعات مع القوات الحكومية والميليشيات القبلية التي كانت تسيطر على المدينة، وفرت السلطات الحكومية والميليشيات القبلية المتحالفة من المدينة وتوجهوا نحو الحدود الإثيوبية، وبعدها دخل مقاتلو تنظيم الشباب المدينة، وكانت السلطات الحكومية تجهز قوات وميليشيات قبلية في مدينة حدر لاستعادة مدينة بيدوا من أيدي مقاتلي تنظيم الشباب.