ميتشل: بوسع تركيا لعب «دور فريد» في إحلال السلام بالشرق الأوسط

عبد الله غل سيزور إسرائيل بعد 4 أشهر

TT

أعرب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل أمس، عن ترحيب بلاده بالتزام تركيا تجاه إحلال السلام في الشرق الأوسط، قائلا إن تركيا بوسعها لعب «دور فريد» في المنطقة.

ويسعى المبعوث الأميركي للشرق الأوسط إلى ربط تركيا بشكل أكبر بمساعي الوصول إلى هدنة دائمة في قطاع غزة. وقال ميتشل خلال تصريحات في أنقرة، عقب جلسة محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غل، إن «تركيا حليف مهم للولايات المتحدة وقوة مهمة للسلام والأمن في الشرق الأوسط». وأكد ميتشل أن تركيا يمكنها التأثير بشكل كبير على مساعي التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط ولعب «دور فريد» لكونها «دولة ديمقراطية مهمة لها علاقات قوية مع إسرائيل».

ويقوم ميتشل حاليا بجولة في منطقة الشرق الأوسط بهدف دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل تأزمت مؤخرا بسبب توجيه أردوغان النقد للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة. وسيتوقف ميتشل في منتجع شرم الشيخ المصري في الثاني من مارس المقبل لحضور مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة الذي من المقرر أن تشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

إلى ذلك، ذكرت مصادر مقربة من الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، أنه في محادثته التلفونية الأخيرة مع الرئيس التركي غل، اتفقا على عدة إجراءات عملية لتسوية الخلافات بين الدولتين والعودة إلى العلاقات الطبيعية الحميمة التي سادت بينهما طيلة العقود الأخيرة، وتتويج الصلح بينهما بزيارة رسمية يقوم بها غل في فترة قريبة. وقالت هذه المصادر إن غل أراد أن تكون الزيارة في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار)، لكن بيريس اعتذر بسبب انشغال إسرائيل بالزيارة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان بندكتوس الثاني لإسرائيل في شهر مايو. وقال له إن زيارة البابا تعتبر في العالم شيئا كبيرا وستغطي أحداثها على زيارة الرئيس التركي، بينما هو، أي بيريس، يريد أن تعطى زيارة غل حقها. ولذلك اقترح بأن تتم في شهر يونيو (حزيران). واتفق الرئيسان على سلسلة إجراءات تتم في غضون هذه الفترة لتنقية الأجواء التي تعكرت إبان الحرب العدوانية على قطاع غزة، وإعادة الأمور إلى نصابها رويدا رويدا، وإكمال البرامج المشتركة بين الدولتين في المجالات العسكرية (تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء التركية وإجراء مناورات مشتركة في البحر وبيع الأسلحة الإسرائيلية إلى تركيا) والتجارية (إسرائيل تصدر إلى تركيا بضائع مدنية بقيمة 1.5 مليار دولار، لا تحسب فيها قيمة الصادرات العسكرية، بينما تصدر تركيا لإسرائيل بما قيمته مليار دولار).

تجدر الإشارة إلى أن مبعوثا خاصا عن الرئيس غل، وصل إلى إسرائيل، في الأسبوع الماضي، هو رجل الأعمال اليهودي التركي، جاك قمحي، واجتمع مع بيريس وكذلك مع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وبحث معهم قضية تدهور العلاقات بين البلدين وضرورة تحسينها. كما أن وزارة الخارجية الإسرائيلية بعثت برسالة إلى الخارجية التركية، تعتذر فيها عن التصريحات التي كان أدلى بها الجنرال آفي مزراحي، قائد قوات اليابسة في الجيش الإسرائيلي، وقال فيها إنه لا يوجد حق لتركيا أن تهاجم إسرائيل على عملياتها الحربية في غزة، لأنها، أي تركيا، ارتكبت مجازر بشعة ضد الأكراد وضد الأرمن. وقالت الخارجية إن هذه التصريحات لا تعبر عن السياسة الرسمية في إسرائيل، إنما هي رأي شخصي لا قيمة له في تحديد السياسة الإسرائيلية.