السودان: قتلى أحداث ملكال وصلوا إلى 65.. واتهامات للجيش بمحاولة إشعال حرب أهلية جديدة

قائد ميليشيا جنوبية موالية لحزب البشير يهدد بطرد سلفا كير من الحكم في الجنوب

TT

حصرت لجنة مشتركة مشكّلة من شريكَي الحكم في السودان، (المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، والحركة الشعبية بزعامة النائب الأول للرئيس سلفا كير)، أمس، خسائر الاشتباكات المسلحة العنيفة التي شهدتها مدينة «ملكال»، ثالث أكبر مدن جنوب السودان، بين الجيش الشعبي الموالي للحركة الشعبية، ومليشيا جنوبية أخرى موالية للمؤتمر الوطني، مشيرة إلى ارتفاع القتلى إلى 65 قتيلا وإصابة 38، بينهم قتيل ومصاب من قوات الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، المعروف بـ«يونمس».

وكشف القيادي في الجيش الشعبي الجناح العسكري للحركة الشعبية جيمس هوث أن عدد القتلى وسط المدنيين جراء الأحداث التي استمرت لعدة أيام وصل إلى 19، والمصابون منهم 2، ومن الجيش الشعبي قتل سبعة وجرح 14، ومن جانب المليشيا الجنوبية الأخرى قتل 20 وأصيب 37. واتهم بيان صحافي أصدره وزير الإعلام في حكومة الجنوب قبريال تشانجسون تشانج الجيش الحكومي بالسعي لإشعال الحرب الأهلية من جديد بعد أحداث ملكال، وقال: «نعتقد أن الجيش الحكومي سيستخدم قبريال تانج (قائد المليشيا الجنوبية الموالية للمؤتمر الوطني) كعنصر محفز لإشعال حرب أهلية أخرى في جنوب السودان». ويعتبر اللواء قبريال تانج سببا مباشرا في اندلاع القتال في ملكال، وكان السبب أيضا في اشتباكات أخرى وقعت عام 2006 في ملكال، وتم إبعاده إلى الخرطوم، وصدرت مذكرة أمنية من الجنوب باعتقاله لارتكاب جرائم، لكن الجيش السوداني ضمه إلى صفوفه. وهددت الحركة الشعبية باعتقاله إذا حضر إلى الجنوب في أي وقت، وقبل أيام تحدى تانج هذا القرار وعاد إلى ملكال مما أدى إلى الاشتباكات بين قواته والجيش الشعبي، مما أدى إلى تدخل الجيش الحكومي مرة أخرى وقام بإعادته إلى الخرطوم. وشن تانج خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السودانية هجوما عنيفا على النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، سلفا كير، وأكد استمرار المعارك في مناطق مختلفة في أعالي النيل. وقال: «تحدث المعارك بالرغم من أنني خرجت من أعالي النيل ووصلت إلى الخرطوم»، وقال تانج في لهجة متشددة إنه تلقى تهديدا من سلفا كير بالتصفية ما لم يغادر الجنوب إلى الشمال أو ينضم إلى الحركة الشعبية. وهدد تانج بإشعال الحرب الأهلية مجددا في الجنوب في حال صدور قرار بتوقيف البشير من قِبل المحكمة الجنائية الدولية. وقال إنه سيطرد سلفا كير من الحكم في الجنوب، وعليه أن يستعد للجوء إلى أوغندا أو كينيا.

إلى ذلك طالبت حكومة جنوب السودان وجيشها الحكومة في الخرطوم بتسليم تانج فورا إليها لإجراء التحقيق معه، متهمة القوات المسلحة السودانية بإيوائه في معسكر خاص بها وتمكينه من مغادرة المدينة رغم علمها بأنه مطلوب للقبض عليه بقرار من سلفا كير. من جهتها أدانت الولايات المتحدة ما أسمته بالعمل الاستفزازي بإعادة اللواء في الجيش السوداني وقائد المليشيا قبريال تانج إلى ملكال في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى إحداث العنف في ملكال، واعتبرت أنها تقوض على نحو خطير بناء الثقة بين الشمال والجنوب. ودعت سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم في بيان لها - تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه - إلى استيضاح المسؤولين الذين أرسلوا تانج إلى ملكال باعتباره أحد المشاركين في أحداث عام 2006 في ملكال، وراح ضحيتها أكثر من 150 مواطنا.

وتحفّظ المكتب الصحافي للناطق الرسمي للقوات المسلحة من التعليق على الأحداث موضحا أنها تقع تحت مسؤولية القوات المشتركة، معترفا بأن اللواء قبريال تانج يتبع الجيش السوداني، وبأنه قد أخذ إذنا رسميا للذهاب إلى ملكال لظرف أسري، وأكد أن بعثة الأمم المتحدة لديها علم بالأمر، وأن تانج تم التحقيق معه في أحداث عام 2006.