سليمان في كلمة الافتتاح: اجعلوا قراركم بأيديكم وابتعدوا عن التوازنات الإقليمية

انطلاق الحوار الفلسطيني بالقاهرة بمشاركة كافة التنظيمات.. ومصر تدعو لاجتماع موسع بمشاركة عربية حال نجاح المؤتمر

TT

انطلق أمس في العاصمة المصرية مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني بكلمة قصيرة من الوزير عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية، قال فيها «إن مصر سعت ألا تصل الخلافات بين الفصائل إلى حالة الانقسام، إذ بذل الفريق الأمني المصري في غزة جهودا كبيرة حتى لا نقع في هذا الفخ لما له من أثر كبير على حياة الشعب الفلسطيني ومستقبلة، وكذلك على القضية الفلسطينية والتعاطف الدولي الذي فقدته».

وحدد اللواء سليمان أجندة الحوار القائمة على الابتعاد عن التوازنات الإقليمية وتشكيل خمس لجان من مختلف الفصائل الفلسطينية تنهي القضايا الخلافية على الساحة الفلسطينية. وقال «تم وضع ورقة تتضمن القواسم المشتركة التي تم التوافق عليها استناداً لهذه المبادئ ونعمل أن تكلل الجهود بالنجاح». وأضاف «إذا نجحنا في الاتفاق على تشكيل اللجان وأسس عملها ستبدأ تلك اللجان عملها في الثامن من الشهر المقبل وصولاً إلى رؤية شاملة لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الفلسطينية». وشدد على أن الجانب المصري لمس اهتماماً وسعياً من جميع الأطراف الفلسطينية لإنجاح الحوار وقال: «لمسنا هذا الاهتمام من قبل رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) ومن قبل جميع الفصائل الفلسطينية». وكان سليمان يتحدث أمام ممثلي أثنى عشر فصيلا فلسطينيا توافدوا إلى القاهرة في ختام اللقاءات التي تمت بين قيادات من حركتي فتح وحماس جرى خلالها الاتفاق على وقف الحملات الإعلامية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وتابع سليمان: «يعقد الاجتماع اليوم في ظل ظروف استثنائية أحاطت بالوضع الفلسطيني الداخلي وأثرت عليه بشكل واضح، وبالتالي تتزايد الآمال المنعقدة على هذا الاجتماع، وما سيسفر عنه من نتائج ستكون بالقطع علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني الحديث، وشعبكم ينظر إلى اجتماعكم بكل اهتمام ويرى فيه بداية لإعادة توحدكم وبارقة الأمل المضيئة التي يمكن أن تنقل الوضع الفلسطيني إلى آفاق جديدة لا تنهي حالة الانقسام فقط، بل تضع الشعب الفلسطيني على المسار الصحيح نحو تحقيق آماله وطموحاته».

وقال: «أنتم ممثلو الشعب الفلسطيني والمدافعون عن مصالحة والمعبرون عن مطالبه ولا مجال لتحقيق أهداف هذا الشعب الصامد، إلا في إطار إعلاء المصلحة الوطنية، وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد، ونحن على يقين أننا جميعا نتطلع إلى فهم دقيق للمتغيرات الدولية والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والفرص المتاحة والممكنة التي إن ضاعت لن تعود أبدا».

واستطرد: «ليس أمامنا إلا أن ننجح، ونحقق طفرة كبيرة على طريق إنهاء الانقسام وهو أمر ليس صعبا أو مستحيلا، فكل ما يتطلبه أن نخلص النوايا وأن تتوفر الإرادة التي تمتلكونها، اجعلوا قراركم بأيديكم وابتعدوا عن التوازنات الإقليمية، وضعوا نصب أعينكم أهدافكم الوطنية، فأنتم مسؤولون عن شعب من حقه أن يحيا ويعيش في أمن واستقرار».

وقال مسؤول مصري رفيع إن الجلسة الافتتاحية أعقبها مباشرة تشكيل اللجان الخمس (المصالحة، والحكومة، والأمن، والانتخابات، ومنظمة التحرير)، التي تم الاتفاق على تشكيلها في نوفمبر الماضي على أن تكون هناك لجنة سادسة تضم مصر والجامعة العربية تسمى لجنة (التيسير) تكون مهمتها الاستعداد للتدخل من أجل العمل على حسم أي خلافات تظهر خلال اجتماعات اللجان الخمس بحسب المسؤول نفسه.

واختتم سليمان كلمته التي بثها التلفزيون المصري الرسمي بالقول: «بعد نجاح الخطوات السابقة سيعقد مؤتمر موسع في القاهرة بحضور قيادات فلسطينية وعربية كبيرة ترعى هذا الاتفاق».

وكان عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية قد قال لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» قبيل الاجتماع، إن الجلسة الافتتاحية سيعقبها مباشرة بحث تشكيل ومهام اللجان الخمس التي اتفق على تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على أن تكون هناك لجنة سادسة تضم مصر والجامعة العربية، تكون مهمتها الاستعداد للتدخل من أجل العمل على حسم أي خلافات تظهر خلال اجتماعات اللجان الخمس بحسب المسؤول نفسه.

وأوضح الأحمد أنه تم الاتفاق بين فتح وحماس في اللقاءات التمهيدية للحوار التي عقدت خلال اليومين الماضيين في القاهرة، على الوقف الكامل والفوري للاعتقالات، والإفراج عن أعداد من المعتقلين في بداية انطلاق جلسات الحوار الوطني الشامل، على أن تتواصل الإجراءات للإفراج عن أعداد أخرى معتبرة من المعتقلين، ووقف التجاوزات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشار إلى أنه اتفق أيضا على تشكيل لجنتين، الأولى في الضفة الغربية يرأسها شخصيا، والثانية بقطاع غزة برئاسة إبراهيم أبو النجا (من فتح ونائب رئيس المجلس التشريعي السابق) لمتابعة التجاوزات الإعلامية، وقضية الاعتقال والتجاوزات كافة، والعمل على مواصلة إطلاق سراح المعتقلين على أن يتم استكمال إغلاق ملف المعتقلين في مدى لا يتجاوز انتهاء جلسات الحوار.

أعلنت حركتا «حماس» و«فتح» عن التوصل لتفاهمات حول حوار المصالحة الوطنية تقضي بوقف كامل للحملات الإعلامية المتبادلة بين الطرفين، ووقف الاعتقالات السياسية، وكذلك الالتزام الكامل بإطلاق سراح جميع المعتقلين.