«الضباط الأربعة» يطلبون مجددا إطلاق سراحهم.. ومعلومات تربط توقيفهم بتوصية اللجنة الدولية

بيلمار يستكمل لقاءاته الوداعية في لبنان قبيل انتقاله نهائيا إلى لاهاي

أشخاص يقفون أمام تمثال الراحل رفيق الحريري الذي أقيم في مكان اغتياله ببيروت (أ.ف.ب)
TT

ما زالت أصداء إطلاق سراح ثلاثة موقوفين في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري تتردد في قصر العدل ولدى الأوساط القانونية والعدلية في لبنان، في وقت جددت مصادر معنية تأكيدها أن إطلاق هؤلاء هو «إجراء عادي ويقع في مكانه الصحيح، وخصوصا أن الأخوين أحمد ومحمود عبد العال قضيا الفترة القصوى للتوقيف الاحتياطي المستند إلى الادعاء القائم بحقهما، وهو التدخل في الجريمة، وكذلك بالنسبة إلى السوري إبراهيم جرجورة الملاحق بجرم إعطاء شهادة كاذبة وتضليل التحقيق».

وتردد أن قرار إطلاق سراح الأخوين عبد العال «مستند إلى معطيات الملف وإلى موقف لجنة التحقيق الدولية في هذا الشأن. كما أن قرار إبقاء الضباط الأربعة، جميل السيد وعلي الحاج ومصطفى حمدان وريمون عازار، قيد التوقيف ورفض طلبات تخلية سبيلهم مرتبط أيضا بمعطيات التحقيق اللبناني وبتوصية لجنة التحقيق الدولية التي سبق وأصدرها الرئيس الأول للجنة القاضي ديتليف ميليس وتبناها لاحقا كل من رئيسي اللجنة سيرج براميرتس ودانيال بيلمار».

هذا، وتشير المعلومات إلى أن «كل القرارات المتعلقة بالملف اللبناني خاضعة للتنسيق الدائم مع اللجنة الدولية، لا سيما لجهة ترك موقوفين ورفض إطلاق سراح آخرين».

إلى ذلك، تقدم أمس الضباط جميل السيد ومصطفى حمدان وريمون عازار بطلبات جديدة لتخلية سبيلهم أمام المحقق العدلي بعد 24 ساعة على رد طلبات تخليتهم السابقة. وقد أبلغ القاضي صقر صقر وكلاء الادعاء الشخصي هذه الطلبات لإبداء رأيهم فيها، على أن يبتها في مهلة أقصاها يوم غد، باعتبار أنه بدءا من الأحد المقبل سيتوقف عن التحقيق في الملف وقبول أي طلبات مماثلة، لأن المحكمة الدولية تكون بدأت أعمالها ووضعت يدها على القضية برمتها. ما يعني أنها المرة الأخيرة التي يقدم فيها الضباط مثل هذه الطلبات أمام القضاء اللبناني. ولم يتقدم أمس اللواء علي الحاج بطلب جديد لإخلاء سبيله، في حين تمنّع للمرة الخامسة على التوالي عن المثول أمام القاضي صقر لاستجوابه وإجراء مقابلة بينه وبين الشاهد أحمد مرعي، أحد أبرز موقوفي تنظيم فتح الإسلام، وذلك لرفضه أن يُساق مخفورا إلى دائرة المحقق العدلي. ونقل عنه قوله لدى محاولة سوقه: «من يريد أن يستجوبني أو يتكلم معي فليأتِ إليّ».

وفي سياق متصل، واصل أمس رئيس لجنة التحقيق الدولية المدعي العام الدولي، القاضي دانيال بلمار، لقاءاته الوداعية مع اقتراب انتهاء مهامه في لبنان وانتقاله إلى لاهاي لتسلّم مهامه الجديدة، فزار وزير الخارجية فوزي صلوخ. وحرص على توجيه الشكر إلى وزارة الخارجية على «تعاونها وتسهيلها مهام اللجنة» آملا في «أن تثمر هذه الجهود في كشف الحقيقة» .أما صلوخ فأبلغ بلمار «أن التعاون الذي وفرته وزارة الخارجية يأتي تعبيرا عن رغبة جميع اللبنانيين في إنجاح مهمة لجنة التحقيق الدولية وعمل المحكمة الدولية». كذلك زار بلمار وزير الداخلية زياد بارود في مكتبه في الوزارة مودعا. وتبادلا الدروع التذكارية.

على صعيد آخر، رأى أمس عضو «اللقاء الديمقراطي» وزير الدولة وائل أبو فاعور أن «الخلل الأمني يلقي الكثير من الأخطار على السلم الأهلي في البلد، فالخطر ليس فقط على الانتخابات النيابية بل على السلم الأهلي في البلد». وقال: «يجب أن تكون هناك قناعة سياسية عامة في البلاد وقرار سياسي بتحصين الوضع الداخلي لإعادة ترميم اتفاق الدوحة لا سيما في الشق الأمني وتأكيد مرجعية الدولة في معالجة الثغرات الأمنية التي تحصل. هناك أخطار ومخاوف كبرى في أذهان اللبنانيين مما حصل ومما يحصل».

وفي الوقائع الأمنية اليومية، حصل إشكال ليل أول من أمس أمام مكتب لحزب «القوات اللبنانية» في بلدة شكا (شمال لبنان) بين عناصر من «القوات» وآخرين من «تيار المردة» الذي يرأسه الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية أسفر عن جرح أحد المشاركين في الإشكال.

وأفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش عن «إقدام بعض العناصر على إطلاق النار من أسلحة فردية» وعن دهم قوى الجيش أماكن المشتبه باشتراكهم في الحادث من الطرفين وتوقيف 16 شخصا أحيل 8 منهم مع الأسلحة والذخائر التي ضبطت بحوزتهم إلى القضاء المختص.

بدورها أصدرت «القوات اللبنانية» بياناً تحدثت فيه عن «محاولة اقتحام» لمكتبها في شكا «عطّله شباب القوات انطلاقا من حقهم في الدفاع عن النفس». ولفتت إلى «وجود عناصر من الحزب السوري القومي ومشاركتهم في الاعتداء، ما يبين أن الحادث مدبّر ومرسوم وليس وليد ساعته». وفي طرابلس، أدى إشكال فردي إلى مقتل شاب. وأفادت المعلومات الأمنية أن «خلافا فرديا وقع منتصف الليلة قبل الماضية بين أشخاص من آل حسون والمدعو زياد العمري تطور إلى إطلاق النار من قبل شخص من آل حسون باتجاه العمري مما أدى إلى إصابته بجروح خطرة نقل على أثرها إلى إحدى المستشفيات. وما لبث أن فارق الحياة متأثرا بجروحه».

وعصر أمس عثر إلى جانب طريق عين الدلب في حارة صيدا (جنوب لبنان) على جثة رجل في العقد الرابع من العمر مصابة بطلقات نارية في الصدر. وبعد الكشف الأولي الذي أجراه الطبيب الشرعي، أشار إلى أن الوفاة حصلت قبل أسبوع. كذلك، عثر أمس على جثة مصطفى الأفشل في مجرى مياه شتوي في منطقة العبدة - عكار، وهو في العقد الثالث، من مواليد بلدة ببنين - عكار. وحضرت عناصر من الأدلة الجنائية ومخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي وطبيب شرعي للكشف على الجثة وتبيان سبب الوفاة.

وفي منطقة الهرمل في البقاع أطلق المدعو عواد علو النار على سيارتين كانتا تقلان أشخاصا من آل شمص وآل أمهز. ولم يسفر الحادث عن إصابات.