جون ماكين: الانتصار في أفغانستان يتطلب رفع حجم الجيش الأفغاني إلى 200 ألف جندي

السناتور الأميركي قال إن 4 % من الأفغان يريدون حكم طالبان ووتيرة العنف زادت بنسبة 500 %

TT

قال السناتور جون ماكين إن اميركا لا يمكن ان تنتصر في حرب افغانستان إذا لم تغير استراتيجيها بالكامل، واقترح في هذا الصدد تحويل القوات الافغانية من مجرد «جيش صغير» يبلغ تعداده حالياً 68 الف جندي الى جيش قوامه 200 الف جندي، وقال إن الخطط الحالية سترفع العدد في اقصى الحالات الى 134 الف جندي في حين ان المطلوب مضاعفة عدد الجيش الحالي الى 160 ألفا والأخذ بعين الاعتبار ان يصل العدد الى 200 الف.

ودعا ماكين الذي كان يتحدث أول من أمس خلال لقاء مع عدد محدود من المهتمين والمتخصصين في معهد «أميركا انتربرايز» في واشنطن وهو لقاء حضرته «الشرق الأوسط»، إلى إمكانية إعادة التجربة التي حققت نجاحاً في العراق، وذلك بتسليح القبائل المناوئة لحركة طالبان، على غرار ما تم في محافظة الأنبار، حيث تصدت «قوات الصحوة» لتنظيم القاعدة، وكذلك تعزيز وتدريب قوات الأمن الأفغانية. وقال ماكين إن زيادة القوات الأميركية في العراق عام 2007 اسفرت عن نجاح لأنه بالمقابل زاد عدد القوات العراقية بما يتجاوز مائة الف جندي. يشار الى ان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان قرر في تلك السنة ارسال 350 الف جندي اضافي الى العراق.

ورفض ماكين فكرة الانسحاب من افغانستان، والاعتماد على عمليات «اعتقال أو اغتيال القادة الارهابيين وتحطيم شبكات الإرهاب»، وقال إنه لا يوافق على هذه الفكرة، بيد انه اوضح ان اميركا لا تربح في افغانستان، وهناك مؤشرات تشير الى انها تسير في الاتجاه الخاطئ. وأضاف «علينا أن لا نخجل من هذه الحقيقة». لكنه قال ايضا إن الانتصار ممكن في افغانستان، وزاد «لابد من الفوز في أفغانستان».

ودلل ماكين على تردي الاوضاع بتزايد عدد القتلى المدنيين في افغانستان، واضطراب الأمن، خاصة في المحافظات الجنوبية من البلاد. وقال إن عدد هجمات المسلحين ارتفع بصورة ملحوظة خلال عام 2008 مقارنة مع عام 2007 ، وأشار إلى أن وتيرة العنف ازدادت بنسبة 500 بالمائة مقارنة بعام 2005. وانخفضت نسبة الافغان الذين يعتقدون بأنهم آمنون من 77 بالمائة عام 2005 الى 40 بالمائة خلال الفترة الحالية. ويعتقد ثلث الافغان فقط ان القوات الأميركية وقوات حلف الناتو لها وجود قوي في مناطقهم، وكانت نسبتهم قبل سنتين تصل الى 57 بالمائة. وقال ماكين إن الافغان بدأ يترسخ لديهم اقتناع انهم اصبحوا «مقبرة الإمبراطوريات» بعد أن انهزم البريطانيون والسوفيات في حروب سابقة. وقال كذلك إن شعبية طالبان لا تتعدى 4 بالمائة، وهذه هي النسبة من الشعب الافغاني التي ترغب ان تحكم طالبان البلاد. في حين يعتقد 70 بالمائة ان غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والإطاحة بحكم طالبان كان عملاً جيداً.

وقال ايضاً «المشكلة في أفغانستان ليست بسبب كراهية الأفغان للغرب، لكن المشكلة تكمن في السياسات الفاشلة التي اتبعناها» على حد قوله. وأضاف «سعينا لربح هذه الحرب من دون قوات كافية ومن دون مساعدات اقتصادية كافية، ومن دون تنسيق كاف، ومن دون حتى استراتيجية واضحة».

وفي رده على الاسئلة التي طرحت عليه، قال جون ماكين إن خطة الرئيس الأميركي الحالية تقضي بإبقاء 50 ألف جندي في العراق، وإن الانسحاب الكامل سيكون بعد 19 شهراً مشيراً وبطريقة لا تخلو من التهكم «إلى أن الأمر ربما أصبح 20 او 22 شهرا» وذلك في تلميح الى ما كان وعد به الرئيس باراك اوباما من ان سحب القوات الأميركية من العراق لن يتجاوز 16 شهراً.

وبشأن موقف روسيا تجاه الوضع في افغانستان، قال ماكين إن موقف الروس ليس مساعداً، ولا يمكن معرفة موقفهم الحقيقي، لكنه أشار إلى انه لا يعتقد برغبتهم في ان يفشل الأميركيون هناك.

وعبر جون ماكين عن ثقته الكاملة من أن 200 الف جندي افغاني مدربين تدريباً جيداً يمكنهم في نهاية المطاف السيطرة على الوضع في البلاد.