مدير الاستخبارات الأميركية: الهجمات الجوية داخل الأراضي الباكستانية ستستمر

واشنطن تسعى لتحقيق تعاون أفضل بين باكستان وأفغانستان فيما يتعلق بمنع تسلل المتطرفين

TT

صرح ليون بانيتا مدير الاستخبارات المركزية الأميركية أول من أمس بأن الهجمات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على معاقل «القاعدة» والمتطرفين داخل الأراضي الباكستانية ستستمر، رغم المخاوف المتعلقة بردة الفعل الباكستانية الشعبية. وفي رده على التساؤلات المتعلقة بالهجمات الصاروخية الأميركية، والتي تشنها طائرات البريداتور الموجهة بلا طيار قال: «لم يتغير أي شيء من جهودنا بشأن ملاحقة الإرهابيين». ورغم رفضه الحديث عن المزيد من تفاصيل الهجمات ـ فضلاً عن عدم تأكيد الاستخبارات المركزية الأميركية بأنها التي تقف وراء تلك الهجمات ـ أفاد بانيتا بأن الجهود التي بدأت في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وتهدف إلى زعزعة استقرار القاعدة وتدمير قيادتها «كانت ناجحة». وتابع بانيتا في أول مؤتمر صحافي يدلي به منذ توليه مهام منصبه: «لا أعتقد أننا يمكننا إيقاف جهدنا لتمزيقهم، أعتقد أنه يجب أن يكون جهدًا مستمرًا، لأنهم لن يتوقفوا». جدير بالذكر أن الاستخبارات المركزية الأميركية شنت حوالي 30 هجومًا باستخدام طائرات البريداتور على الأراضي الباكستانية قبل نهاية الصيف الماضي، اثنين منها بعد تولي إدارة أوباما زمام المسؤولية. وقد جاءت تصريحات بانيتا في الوقت الذي يعقد فيه قادة باكستانيون وأفغانستانيون بارزون محادثات مطولة مع بعضهم بعضا، ومع نظرائهم الأميركيين. ووصف المسؤولون داخل إدارة أوباما تلك المباحثات غير المسبوقة من قبل بأنها على درجة من الأهمية شأنها بذلك شأن أي اتفاقات جوهرية من الممكن أن تنبثق منهم. وتضمنت تلك المحادثات ـ والتي تم ترتيبها سريعًا خلال الزيارة الأولى التي قام بها المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هالبروك إلى المنطقة ـ وزراء الخارجية والدفاع لكلا الدولتين، كما ضمت وزير الداخلية الأفغاني، ورئيس الاستخبارات الباكستانية. وبالإضافة إلى الجلسات والمباحثات الثنائية، التقى الوفدان الأفغاني والباكستاني مجتمعين مع مجلس الأمن القومي، وحضرا مأدبة العشاء التي أقامتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون. وأفاد مسؤول بارز بالإدارة الأميركية: «لدينا هدفان». موضحًا أن احدهما تلقي ما يمكن أن يضيفوه إلى مراجعة الاستراتيجية التي تقوم بها إدارة أوباما حاليًا إزاء باكستان وأفغانستان. وتابع: «وأيضًا سماع التزامات الباكستانيين في التصدي للإرهابيين بأنفسهم، والأفغان في تطهير حكومتهم». وقال المسؤول: «هذه ليست بالأفكار الجديدة تمامًا، ولكن توقعاتنا بما يجب عليهم فعله لا تقتصر فقط على ما نرغب منهم أن يفعلوه، بل ما يقولون إنهم سوف يفعلونه. وهذا يعطينا أساسا مختلفا للرجوع إليهم في المستقبل». ومن المعروف أن العلاقات بين باكستان وأفغانستان طالما اتسمت بالارتياب المتبادل، فمن جهة، ترى باكستان أن أفغانستان قريبة للغاية من الهند ـ العدو التاريخي اللدود لإسلام أباد على حدودها الشرقية ـ فيما ترتاب أفغانستان بأن باكستان تواصل دعمها التقليدي لطالبان.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»