لندن تقر بأنها سلمت واشنطن باكستانيين اعتقلتهما في العراق ونقلا إلى أفغانستان

وزير الدفاع البريطاني يعتذر لعدم تقديم المعلومات الصائبة حول المعتقلين

TT

أقرت الحكومة البريطانية أمس بأنها سلمت القوات الأميركية معتقلين اعتقلتهما في بغداد عام 2004، وأنهما بعدها نقلا إلى معتقل «باغرام» الأميركي العسكري في أفغانستان. وأقر وزير الدفاع البريطاني جون هوتن للمرة الأولى أمام البرلمان البريطاني بتسليم بريطانيا معتقلين متهمين بقضايا إرهاب للقوات الأميركية تم نقلهما واستجوابهما لاحقا في أفغانستان حيث تملك المخابرات المركزية الأميركية سجونا سرية.

وأشار الوزير إلى أن «الإرهابيين» كانا عضوين مفترضين في مجموعة «عسكر طيبة» المقربة من تنظيم القاعدة وأنه ألقي القبض عليهما في بغداد في فبراير (شباط) 2004. وعلى الرغم من أن البريطانيين لم يكشفوا هوية الرجلين، فإن وزارة الدفاع أكدت أنهما «إرهابيان باكستانيان». وأضاف «لقد تم تسليمهما إلى الأميركيين الذين اعتقلوهما في سياق الإجراءات المعتادة ثم تم نقلهما إلى مركز اعتقال أميركي في أفغانستان». وأقر الوزير لدى إعلانه نتائج تقرير تسلمه للتو «حين نراجع الأمر الآن من البديهي القول إنه كان يفترض أن نتساءل عن نقل هذين الشخصين في تلك الفترة إلى أفغانستان». وتحرج هذه المعلومات الحكومة البريطانية بعد أن عانت من انتقادات واسعة من المدافعين عن حقوق الإنسان حول علاقتها القريبة من الإدارة الأميركية في سياسات مكافحة الإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2008 أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند علنا مع الإعراب عن الأسف، أن المخابرات المركزية الأميركية استخدمت مرتين أراضي بريطانية في ديغو غارسيا في المحيط الهندي لنقل سجينين يشتبه بعلاقتهما بالإرهاب سرا.

وأوضح ناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية أن هوتن قدم هذا التوضيح للبرلمان بعدما انتهت وزارة الدفاع من مراجعة ملف المعتقلين لدى القوات البريطانية ووجدت خروقات في المعلومات التي قدمت للبرلمان، مما استدعى توضيح الوزير الأمر لمجلس النواب البريطاني. وقال الناطق لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعلم عندما سلمنا الإرهابيين الباكستانيين أنهما سينقلان خارج العراق»، ولكنه أردف قائلا: «بعد أن نقل الأميركيون الإرهابيين، أبلغونا أنهم نقلوا معتقلين إلى باغرام ولكن لم يسجلوا بأنهما الرجلان اللذان اعتقلناهم نحن». وأكد هوتن للبرلمان البريطاني أن حكومته تأكدت من السلطات الأميركية أن معتقلين «لم يعاملا معاملة سيئة». وأوضح الناطق بأن البريطانيين «طلبوا تأكيدات عن وضع المعتقلين، ولدى لجنة الصليب الأحمر الدولية إمكانية التواصل معهم».

وأعلن هوتن أمام البرلمان أن «في ديسمبر (كانون الأول) 2003، عندما فتحنا مركز الشعيبة، تظهر السجلات أن 105 معتقلين اعتقلتهم القوات البريطانية نقلوا إلى السلطات الأميركية في معسكر بوكا، و19 آخرين أطلقوا في هذه المرحلة». وأضاف: «بعد ديسمبر 2003، 546 أشخاص اعتقلوا في هذا المكان، الغالبية 491 أطلقوا بعد أن تقرر بأنهم لا يمثلون تهديدا جديا للأمن، 141 نقلوا للسلطات العراقية و12 آخرين فروا بينما 6 نقلوا إلى مراكز اعتقال أميركية وتوفي واحد مع الأسف أثناء الاعتقال». ويذكر أن الشخص الذي توفي هو بهاء موسى، وقضيته ما زالت قيد تحقيق عام في بريطانيا.