بنغلاديش: الكتيبة المتمردة تلقي السلاح وتفرج عن الرهائن في ثاني أيام التمرد

أكثر من 130 ضابطا في عداد المفقودين

رجل بنغالي يبكي بعد الإفراج عن أقرباء له كانوا محتجزين رهائن (أ ف ب)
TT

وافقت القوات شبه العسكرية المتمردة في بنغلاديش امس على القاء السلاح والعودة الى ثكناتها في اليوم الثاني من حركة التمرد التي اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى، التي تشهد ازمة سياسية منذ سنتين. كما أعلنت الحكومة في بنغلاديش ان القوات شبه العسكرية المتمردة في دكا افرجت امس عن كافة الرهائن الذين تحتجزهم بعد ان القى المتمردون السلاح. وأعلن ابو الكلام ازاد الناطق باسم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد «القت كافة القوات السلاح وعادت الى ثكناتها». وقبل ذلك بقليل افرج عن خمسين رهينة كانوا محتجزين منذ بداية التمرد في المقر العام للقوات الخاصة «بنغلاديش رايفلز».

وقتل 11 شخصا خلال حركة التمرد التي اندلعت الاربعاء، لكن السلطات تخشى ان يزداد عدد القتلى بنحو خمسين شخصا. وصرح وزير الداخلية البنغلاديشي صحراء خاتون لقناة «إيه.تي.» ان المتمردين انهوا تمردهم بعد خطاب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد.

وقبل ذلك بقليل قالت الشيخة حسينة واجد في خطاب متلفز «سلموا اسلحتكم وعودوا الى ثكناتكم فورا والا سأتخذ كل الاجراءات الضرورية من اجل المصلحة الوطنية». واضافت «لا تختاروا طريقا انتحاريا ولا تجبروني على استخدام القوة. اننا نتفهم مشاكلكم، لكن نرجوكم ساعدونا» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقد اندلع التمرد في العاصمة دكا في المقر العام لقوات ريفل (بي.دي.ار) وهي وحدة قوات امنية قوامها سبعون الف رجل مكلفة بحراسة الحدود.

ويبدو ان تلك القوات شبه العسكرية تمردت من اجل الحصول على زيادة في الرواتب ومساعدات لوجباتها الغذائية ومزيد من العطل، لكن قائدها الجنرال شاكيل احمد تجاهل تلك المطالب على ما افادت الصحف.

وبينما كان الاستسلام وشيكا عندما بدأ المتمردون يلقون السلاح مقابل عفو حكومي، اطلقت رصاصات اخرى امس ما دفع بالآف الاشخاص الى الاحتماء وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد يكون التمرد خلَّف خمسين قتيلا بين الضباط الذين يحتجزهم المتمردون حسب نائب وزير العدل كرم الاسلام. واضاف ان «قوات بي.دي.ار» اكدت لنا ان خمسين ضابطا قتلوا» من دون التمكن من تأكيد الخبر لانه لم يشاهد الجثث.

ويقع المقر العام لتلك القوات في حي بلخانا بدكا، حيث بدأ المتمردون يلقون السلاح ليل الاربعاء الخميس. واعلن كرم الاسلام «بدأ عناصر بي.دي.ار يلقون السلاح امامنا انهم 15 الفا وقد يكون 12 الفا مسلحين».

ويبدو ان العملية توقفت امس عندما اكد مسؤولون في الشرطة ان التمرد امتد خارج العاصمة.

وخوفا من ذلك، امرت اللجنة الوطنية لضبط الاتصالات اغلاق شبكات الهواتف النقالة. وأعلن الناطق باسم اللجنة ان «معلومات تحدثت عن اعمال عنف في عدة اماكن من البلاد. وان اللجنة امرت ستة متعاملين باغلاق شبكاتهم لاحتواء اعمال العنف».

وفي نهاية ديسمبر، حققت الشيخة حسينة، التي تتولى السلطة منذ اقل من شهرين، فوزا باهرا في الانتخابات التشريعية المفترض ان تعيد الديمقراطية بعد سنتين من فرض الجيش حالة الطوارئ. وقد شهدت البلاد التي تعدت 144 مليون نسمة، وكانت تدعى باكستان الشرقية قبل استقلالها سنة 1971، عدة انقلابات واعمال عنف سياسية تخللتها فترات ديمقراطية.

من جانب آخر، اعلن متحدث باسم الجيش البنغلادشي ان 137 ضابطا اعتبروا في عداد المفقودين بعد انتهاء التمرد المسلح في بنغلادش واستسلام المتمردين من قوات حرس الحدود شبه العسكرية الى السلطات.

واوضح المتحدث ان 168 ضابطا كانوا في اجتماع في مقر قيادة وحدة «بنغلادش رايفلز» شبه العسكرية المكلفة بحماية الحدود عندما انقلب عليهم عناصر الوحدة واخذوهم رهائن.

وعند انتهاء التمرد واستسلام المتمردين لم يتم العثور إلا على 31 ضابطا فقط من اصل الضباط الـ168 الذين كانوا في الاجتماع. والضباط الذين عثر عليهم هم 22 اطلق سراحهم المتمردون و9 لقوا حتفهم خلال التمرد.

وقال المتحدث «لا نعلم ما الذي حدث للضباط الـ137 الآخرين، إنهم في عداد المفقودين». وفي طليعة هؤلاء الضباط المفقودين قائد وحدة حرس الحدود الجنرال شاكيل احمد.