محكمة لاهاي: تبرئة الرئيس الصربي السابق وأحكام بالسجن بين 22 و15 سنة ضد متهمين آخرين

اعتبرت أن الرئيس الصربي لا يتحمل مسؤولية مباشرة عن الجرائم المرتكبة

صورة تظهر الرئيس الصربي السابق لدى دخوله إلى قاعة المحاكمة (أ ب )
TT

أصدرت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي أمس حكما بتبرئة الرئيس الصربي السابق ميلان ميلوتينوفيتش من جميع التهم الموجهة إليه، بينما أصدرت أحكاما تتراوح بين 15 و22 سنة سجنا ضد آخرين. وكان ميلوتينوفيتش متهما بالقيام بعمليات ترحيل ونقل قسري وعمليات قتل واضطهاد وارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حرب كوسوفو (1998-1999) وقد ثبتت المحكمة جميع التهم بحق كل من نائب رئيس جمهورية صربيا والجبل الاسود سابقا نيكولا شائنوفيتش ، والجنرالين السابقين في الجيش الصربي نيبوشا بافكوفيتش والسريتن لوكيتش ، وأصدرت ضدهم حكما بالسجن لمدة 22 عاما. كما قضت بسجن كل من الجنرالين السابقين في الجيش الصربي دراغليوب أويدانيتش ، وفلاديمير لازاروفيتش لمدة 15 سنة بعد إثبات تهمتين من بين التهم الموجهة إليهما والمتعلقة بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية بحق الألبان في كوسوفو سنة 1999. وفي حيثيات الحكم، أكد القاضي ايان بونومي المسؤولية المعنوية للرئيس الصربي الصربي السابق ميلوتينوفيتش عن الجرائم التي ارتكبها الصرب في كوسوفو ، لكنه ذكر بأنه لا يتحمل المسؤولية المباشرة «الجيش الصربي ارتكب في سنة 1999 الكثير من الجرائم بحق السكان الألبان، من بينها الازالة العرقية والتهجير والقتل الجماعي والترويع والسرقة وقتل المدنيين». وتابع «في نهاية مارس 1999 قام الجيش والشرطة الصربيان بقتل المئات من المدنيين الألبان بمن فيهم النساء والأطفال، وذلك في أكثر من 36 منطقة لا سيما في« جاكوفيتسا، وسيلينيما وبيلوي، ومالو كروشي، وسفوي رييتسا». وأشار القاضي إلى المقابر الجماعية التي عثر عليها في كوسوفو وصربيا والتي تضم رفات ضحايا ألبان مدنيين. وقال إن «الرئيس الصربي السابق ميلان ميلو تينوفيتش لم يكن يشرف بشكل مباشر على الجيش، ولم يكن من المقربين من الرئيس الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش ، ولم يكن له تأثير على ما كان يجري في كوسوفو من فظائع أما بقية المتهمين فقد كانوا يعلمون بالجرائم وفي أحسن الأحوال غضوا الطرف عنها، كما شاركوا في بعضها». ويعد ذلك أول حكم يصدر حول الجرائم التي ارتكبت في كوسوفو برئاسة القاضي بونومي. وقد شارك في المحاكمة التي انطلقت في يوليو 2006، 113 شاهد إدانة من بينهم قائد حلف شمال الاطلسي السابق ويسلي كلارك والمبعوث الدولي السابق إلى البوسنة اللورد بادي آشداون و118 شاهد دفاع. وقد طالب الادعاء بسجن المتهمين 20 سنة بينما طالب الدفاع بإطلاق سراحهم. وقد اختلف المعلقون الصرب والألبان في تفسير الحكم الصادر، إذ قال صرب إن تبرئة ميلوتينوفيتش هي تبرئة لساحة القيادة العليا، بينما أكد الالبان على أن المحكمة أكدت أن حالة الاخير فريدة من نوعها، حيث لم يكن مقربا من المسؤول الأول عن الجرائم أي الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش .