اليمين المتطرف يطالب بمواجهة مع إدارة أوباما «العدائية لإسرائيل»

نتنياهو: الإدارة الأميركية الجديدة لن تضغط على حكومتي حتى في قضية المستوطنات اللاشرعية

TT

في الوقت الذي كان فيه قادة اسرائيل يستقبلون الواحد تلو الآخر مبعوث الرئيس الأميركي الجديد للشرق الأوسط، جورج متشيل، ويستفسرون منه عن مكنون سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه المنطقة، كانت إذاعة المستوطنين في الضفة الغربية، التي يفاوض قادتها على الدخول في حكومة بنيامين نتنياهو، تهاجم متشيل وأوباما وتعتبر الادارة الجديدة في البيت الأبيض «يسارية ومعادية لإسرائيل». وقالت كارولين جليك، الكاتبة في صحيفة «جروزالم بوست» الاسرائيلية، عبر أثير إذاعة «القناة السابعة»، أمس، ان متشيل يساري وادارة أوباما تدير سياسة يسارية واضحة، «تسعى للتصالح مع أعداء اسرائيل وتساند الأنظمة الاسلامية الدكتاتورية ضد اسرائيل الديمقراطية. وها هي ترسل طاقما للمشاركة في أبحاث «لقاء دربن» في سويسرا لمكافحة العنصرية وهو لقاء معاد لإسرائيل ولليهود، والرئيس أوباما عيّن لرئاسة مجلس المخابرات القومي شخصية لا سامية، هو السفير الأميركي السابق في السعودية المعروف بكراهيته لليهود.

ودعت جليك حكومة اسرائيل المقبلة الى الامتناع عن سياسة مهادنة مع إدارة أوباما، بل التعامل معها كإدارة معادية و«تعيين شخصية قوية كوزير للخارجية يواجه هذه الإدارة بشكل صارم». وهذه ليست أول مرة يهاجم فيها اليمين الاسرائيلي ادارة أوباما، حيث سبق وأن سرّب الى وسائل الاعلام تصريحات تعبر عن القلق منها على السياسة الاسرائيلية. وكان متشيل قد اجتمع، بعد ظهر أمس، مع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وقادة الأجهزة الأمنية الاسرائيلية. إلا ان الاجتماع الأهم كان مع رئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، وفيه حاول الطرفان جس نبض الآخر لمعرفة كيفية التعامل المستقبلي، واهتم متشيل بمعرفة ما حصل في جهود نتنياهو حول تشكيل الحكومة وهل ستكون حكومة وحدة. وصرح نتنياهو عقب اللقاء انه فهم من متشيل ان ادارة الرئيس أوباما ستعمل معه بشكل ودود ولن تمارس أي ضغوط عليه حتى في قضية المستوطنات غير الشرعية (يقصد 102 بؤرة استيطان أقيمت خلال السنوات العشر الماضية من دون تصاريح رسمية من الحكومة الاسرائيلية وتطالب واشنطن بإخلائها وازالتها). وقال ان متشيل أراد أن يسمع المزيد عن المواقف الاسرائيلية،«فهو ما زال يدرس الأوضاع والمواقف وستكون لنا لقاءات كثيرة معه في المستقبل».

يذكر ان احدى مهام متشيل في هذه الزيارة هي الاعداد لزيارة وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، في موضوع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ومع سورية. وقال انه سيأتي مع كلينتون الى تل أبيب في يوم الثلاثاء المقبل، للحديث المعمق حول السبل الواجب اتخاذها من جميع الأطراف للتقدم في مسيرة احلال السلام في الشرق الأوسط.

وجاءت زيارة متشيل متزامنة مع زيارة مسؤول ملف الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، خافير سولانا، الذي اجتمع مع الشخصيات نفسها التي التقاها متشيل وحاول بدوره فهم اتجاه السياسة الاسرائيلية في المرحلة المقبلة ومصير مفاوضات السلام ومسار أنابوليس.

ولوحظ انه في الوقت الذي حاول فيه متشيل وسولانا التركيز على مفاوضات السلام الاسرائيلي العربي، حاول المسؤولون الاسرائيليون وضع قضية التهديد الايراني على رأس سلم الاهتمام، معربين عن القلق من افتتاح المفاعل النووي الروسي في ايران ومن استمرار برنامج التسلح النووي وعن «أذرع ايران في المنطقة» (سورية وحزب الله اللبناني وحماس وبقية التنظيمات الفلسطينية المسلحة). وأرفقوا الزيارة بنشر واسع حول زيارة مجموعة من كبار الضباط في حرس الثورة الايراني الى الجنوب اللبناني، أول من أمس، واعتبروه اشارة أخرى الى ان ايران تعد لفتح جبهة واسعة ضد اسرائيل من لبنان وقطاع غزة وربما سورية. وسيكون هذا الموضوع أساسيا أيضا في لقاء اليوم مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك.