أوباما يعلن إنهاء الحرب في العراق في أغسطس 2010.. وبداية «عصر جديد» في المنطقة

حذر من «أيام صعبة» تنتظر العراقيين.. وأكد تعيين كريستوفر هيل سفيرا في بغداد

TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن القوات الأميركية المقاتلة ستسحب من العراق في غضون 18 شهراً، مشيراً إلى أن هذا الانسحاب سيتم بحذر وبالتنسيق مع الحكومة العراقية، لكنه قال إن الولايات المتحدة لا يمكنها حل جميع المشاكل في العراق، وتوقع أن تواجه البلاد أياماً صعبة.

وقال روبرت غيبس، المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، إن أوباما تحدث عن خطته للانسحاب من العراق مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والرئيس السابق جورج بوش، وذلك قبل أن يلقي خطابه في قاعدة للمارينز في ولاية نورث كارولاينا. وقال إن جميع القوات ستنسحب مع بداية سبتمبر (أيلول) من العام المقبل. وأعلن أوباما عن تعيين كريستوفر هيل سفيراً جديداً في بغداد خلفاً للسفير رايان كروكر، وهو دبلوماسي محترف عمل مفاوضاً خلال إدارة الرئيس بوش مع كوريا الشمالية وكذا في البوسنة وكوسوفو.

وقال أوباما إن ما بين 35 إلى 50 ألف جندي أميركي سيبقون في العراق لتدريب القوات العراقية والقيام بمهام في إطار التصدي للإرهاب. وأوضح إن أغلبية القوات الأميركية لن تسحب خلال هذه السنة، مشيراً إلى أن آلافا من الموظفين الأميركيين سيبقون في العراق. وقال أوباما أيضا «القرارات المهمة حول مستقبل العراق يجب أن تتخذ الآن من طرف العراقيين».

وقال مسؤولون من إدارة أوباما، إن الغرض من بقاء القوات حتى صيف السنة المقبلة هو ضمان إجراء الانتخابات العراقية في ظروف ملائمة. وقال أوباما، إن الانسحاب من العراق بات ضرورياً من أجل مستقبل العراق وإتاحة المجال للولايات المتحدة من أجل التركيز على أفغانستان. وأضاف «أميركا لم تعد قادرة على رؤية العراق بمعزل عن أولويات أخرى ،إذ إننا يجب أن نركز على أفغانستان وباكستان، وتخفيف العبء على قواتنا ونعيد بناء اقتصادنا الذي يجاهد، وهذه هي التحديات التي نواجهها». وقال أوباما، إن نهاية الحرب في العراق تفتح المجال لعصر جديد للأميركيين للمشاركة والقيادة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أي شعب ومجموعة أن تقرر ما إذا كانت تريد أميركا في حالة جيدة أو مريضة». وأكد أوباما التزام بلاده بعهد جديد في المنطقة، وقال إن عصراً جديداً قد بدأ.

وأقر أوباما بأن هناك عدة مشاكل ستبقى في العراق، وأشار في هذا الصدد إلى «أن البلاد تنتظرها أيام صعبة في مستقبل أيامها، ويشمل ذلك العنف الذي سيبقى جزءا من الحياة اليومية، وعدم الاستقرار السياسي،ووجود عدد كبير من النازحين، ومعوزين وفقراء». وأشار كذلك إلى ضرورة دعم دول الجوار الحكومة العراقية الهشة، التي تعاني أيضا بسبب تدني مداخيل النفط. وقال أوباما أيضا «لا يمكننا تخليص العراق من كل الذين يعارضون أميركا أو يتعاطفون مع خصومنا». وأضاف «لا يمكن لنا حراسة شوارع العراق حتى تصبح آمنة تماماً، ولا البقاء في العراق حتى بلوغ الكمال. لا يمكننا أن نبقي على الالتزامات التي تفرض عبئا على جيشنا، وتكلف الشعب الأميركي ما يقرب من تريليون دولار». وبرز خلاف غير متوقع بين أوباما ونانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، حول خطة الرئيس إبقاء لغاية 50 ألف جندي في العراق. وقالت بيلوسي، وهي واحدة من أبرز الشخصيات الديمقراطية الداعمة للرئيس أوباما، إن خمسين ألف جندي رقم كبير ويتوجب تقديم مبررات لوجود قوة بهذا الحجم في العراق. وهذه أول مرة تنتقد فيها بيلوسي قراراً يتخذه الرئيس أوباما، وكانت بيلوسي، التي تعد من الليبراليين في الحزب، أبدت حماساً واضحاً للخطاب الذي ألقاه أوباما الثلاثاء الماضي في الكونغرس،حيث كانت تهب واقفة بعد كل مقطع وتصفق بحرارة للرئيس الأميركي.

ونسبت صحيفة «بولتيكو» إلى بيلوسي قولها إنها «لن تبلع لسانها إذا وجدت أن أوباما على خطأ» وأشارت بيلوسي في حوار مع شبكة «إن بي سي» لست سعيدة ببقاء 50 ألفا من قواتنا في العراق».

على الرغم من ذلك حاول مساعدون لرئيسة مجلس النواب التقليل من هامش الخلاف وقالوا إنها تؤيد 95 في المائة من سياسات الرئيس. وقال أحد الديمقراطيين في مجلس النواب «لديها اختلاف في الرأي مع أوباما في بعض القضايا... وهي لن تكون ختما للتصديق على قرارات الرئيس».