المرشحة نايلة تويني: سأكمل مسيرة والدي وأريد تمثيل الشباب في البرلمان

أكدت ثقتها بالمحكمة الدولية معتبرة أنها «بصيص النور في نهاية النفق المظلم»

نايلة تويني («الشرق الأوسط»)
TT

في الطبقة السادسة من مبنى صحيفة «النهار» في وسط بيروت، تستقبل نايلة تويني «الشرق الأوسط» لتتحدث عن ترشحها للنيابة ورغبتها في «تمثيل الشباب» و«إدخال دم جديد إلى البرلمان» لـ«إكمال مسيرة جبران». مشاريع شبابية كثيرة تود الإعلان عنها «حين يجهز العمل». لا تحاول إخفاء أي نقص، فهي تدرك أنه إضافة إلى صغر سنها، لا تتمتع بـ«خبرة برلمانية». لذلك لا تتوانى عن الاستعانة بفريق عمل واستشارة المقربين منها قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار.

بحزن ملؤه الإصرار، تحاول نايلة التغلب على المأساة التي لحقت بالعائلة والوطن، يوم طالت أيدي الإجرام والدها النائب والصحافي جبران تويني بعد ستة أشهر فقط من دخوله البرلمان. في كل محطة تستذكر نايلة «جبران»، كما يحلو لها أن تسميه. إنه «الظاهرة» التي استقطبت الشباب. ترى أن «مقولة 8 و14 آذار يجب أن تسقط بعد الانتخابات». وفيما تؤكد ثقتها بعمل المحكمة الدولية، تعلن تفاؤلها بانطلاق عملها «لأنها أشبه ببصيص النور الذي بدأت أراه في نهاية النفق المظلم حيث أعيش». وفيما يأتي نص الحوار:

* لماذا قررت الترشح؟ وهل استشرت أحدا، كجديك مثلا النائبين غسان تويني وميشال المر؟

- أرغب في تمثيل الشباب. ورأيت أنني قادرة على ذلك، إذ أعتقد أن علينا إدخال دم جديد إلى البرلمان. إنما على الرغم من ذلك، فإنني لم أتخذ قراري بمفردي، بل استشرت جديّ وأختي وعائلة «النهار» والفريق الذي أعمل معه، إضافة إلى صحافيي «نهار الشباب».

* بالحديث عن أسرة «نهار الشباب» التي تنتمين إليها، الشباب يشكون عادة من الوراثة السياسية، فكيف تفسرين ترشحك؟

- ترشحي لا يعدّ من باب الوراثة السياسية. فالترشح متاح للجميع. طبعا هناك دم أريق ومشروع وضعه جبران، مشروع ليس ملكي وحدي، بل ملك اللبنانيين والشباب كافة. ومنه قررت أن أنطلق وأتابع المسيرة واتخذت قراري. الواقع أنني لا أؤمن بالإرث لأنه إذا لم يستطع المرء إثبات جدارته فالإرث لن يدوم. هناك مشاريع أود تحقيقها، وبلد آمن به جبران والكثير من الشباب وأنا منهم، ونريد أن نكمل المسيرة.

* حدثينا عن المشاريع التي تريدين تحقيقها إذا فزت في الانتخابات.

- هناك بعض النقاط التي ضمنها جبران برنامجه، إضافة إلى مشاريع أخرى تشكل جزءا من مطالب الشباب كالبطاقة الصحية والجامعة اللبنانية ومواضيع أخرى تخص الشباب، تربوية، بيئية، اقتصادية، واجتماعية. إن شاء الله سيجهز البرنامج في غضون اسبوعين، فأنا أعمل بالتعاون مع خبراء في ميادين مختلفة لكي نقدم عملا جادا نستطيع أن نحققه، لا مجرد كلام.

* على أي لائحة ستخوضين الانتخابات في بيروت؟

- 14 آذار، وتحديدا إلى جانب نديم الجميل وميشال فرعون. ولا يزال هناك مقعدان للأرمن لم يقرر بعد من سيترشح عنهما.

* هل بدأت الإعداد لحملتك؟ وماذا سيكون شعارها؟

- لا نزال في طور درس الشعار والصورة، لأننا نريد تقديم شيء عصري وجريء يخاطب الشباب. كما أنشأنا مكتبا في الأشرفية. وهناك فريق يعمل على الأرض، وآخر يعمل على إعداد الحركة الشبابية، وثالث في الصحافة.

* ماذا تقولين للناخبين شبابا وكبارا؟

- للشباب أقول: أنتم التغيير. أنتم من يجب أن تشجعوا وصول الشباب إلى البرلمان. وأنتم من تختارون ممثليكم. وعليكم أن تؤمنوا ببلادكم حتى تتمكنوا من إحداث التغيير. وللجيل الأكبر أقول: دوركم مهم. وأدعو اللبنانيين كافة إلى إدراك أهمية ممارسة واجبهم في اختيار ممثليهم. فيجب ألا يلزموا منازلهم يوم الانتخابات. كما أقول لهم نحن ما زلنا شبابا ولا خبرة برلمانية لدينا، ولن نمتلك هذه الخبرة من دون الدخول إلى البرلمان. إذن الأمر ليس رهن السن وحدها.

* قلت إنك تمثلين الشباب، وأنت تترشحين على لائحة «14 آذار»، إنما هناك الكثير من الشباب الذين سئموا حال الانقسام ومن فريقي 8 و14 آذار. فماذا تقولين لهؤلاء؟

- لا بد أن أوضح أولا أن «14 آذار» بالنسبة إلي ليست حزبا، إنها «ثورة الأرز». إنها اليوم الذي صنعه اللبنانيون حين نزلوا إلى ساحة الشهداء ليعلنوا تمسكهم بالحرية والسيادة والاستقلال، وأن لا عودة إلى زمن الوصايات. أما إذا كان هناك ناس انسحبوا من «14 آذار» لاحقا، فهذا موضوع آخر، لا أدخل فيه، لأنني لا أدخل في زواريب السياسيين.

* ما الحل الذي تتصورينه لجمع الشباب في ظل الانقسام؟

- أقول لا تنجروا وراء السياسيين. وإلى أي فريق انتميتم، لا تكونوا عميانا حين تمشون خلف زعمائكم. تعلموا من أخطاء الزعماء لنعيش مرتاحين في بلد آمن. فأقل ما يجب أن يتوافر لنا هو الاستقرار والأمن والتعليم وفرص العمل. وبعد الانتخابات المقبلة، أعتقد أنه يجب أن تسقط مقولة 8 و14 آذار التي تكرس الانقسام. يجب أن يتحاور الزعماء ويتعلموا من الماضي ويتقدموا. أما كيف يتم ذلك، فطبعا للشباب دور فيه، يبدأ بامتناعهم عن ترداد اللغة الخشبية.

* ما رأيك في الاستراتيجية الدفاعية؟

- أؤيد استراتيجية تكرس الجيش قوة تتولى الدفاع عن لبنان. هناك الكثير من المشاريع والرؤى، وأؤيد طرحا يجتمع حوله اللبنانيون. فلماذا يسمح بأن تحوز فئة من اللبنانيين السلاح، فيما تجرد منه فئات أخرى؟ أنا ضد انتشار السلاح في أي منطقة وفي أيدي أي فئة كانت.

* «حزب الله» يتحدث عن استراتيجية تضمن المحافظة على الجيش من دون المس بالمقاومة...

- فلماذا لا تنخرط المقاومة في الجيش إذاً؟

* لئلا يصبح قرارها خاضعا لمجلس الوزراء ما يفقدها سرعة الرد، بحسب ما أعلن مسؤولون في الحزب.

- لكن هل يمكننا أن نعيد لبنان مرارا وتكرارا إلى الحرب؟ هل علينا أن ننتظر تحرير فلسطين؟ وإلى أين يدار السلاح؟ لقد صوّب نحو الداخل (أحداث 7 أيار). ورأينا مراهقين يحملون السلاح في الشارع ويصوبونه نحو إخوانهم في الوطن. فما هي هذه التربية والمفاهيم التي نعلمها لأبنائنا؟

* كيف ترين موقع لبنان من الصراع العربي - الاسرائيلي؟

- كما كان يقول غسان تويني، لبنان ساحة لحروب الآخرين. هذا ما يجب تجنبه، ليكون لبنان وطنا يتمتع بالأمن والاستقرار، ودولة لها رئيس جمهورية يمسك بالقرار. ولتحل الدول الأخرى مشكلاتها من دون إقحام لبنان فيها.

* كيف ستحققين قسَم جبران تويني الذي تنشرونه يوميا في «النهار»؟

- هذه مسؤولية جميع اللبنانيين. وفي خطاب ترشيحي، سأتوجه إلى الجميع عارضة برنامجا لا يشحن النفوس ليتفوق على الخصم. سأقدم صورة حضارية وشبابية.

* ما موقفك من الكتلة الوسطية؟

- أؤيدها، لأنني لا أخشى الاختلاف السياسي الإيجابي. أؤيد وجود كتلة وسطية لا تكون تابعة لرئيس الجمهورية، إنما قريبة منه.

* ماذا تعني لك المحكمة الدولية عشية انطلاقها؟

- إنها الأهم، فمن حقي وحق جميع أهالي الشهداء واللبنانيين، والأهم أنها من حق الشهداء. أعجز عن وصف شعوري. فمع انطلاق المحكمة سيبدأ إحساس الراحة. الأمر يشبه بصيص نور أراه في نهاية النفق المظلم الذي أعيشه. ليس رغبة في الانتقام، إنما من حقي أن أعرف من قتل والدي. ستكون أشبه بصلاة يومية أرفعها لأعرف الحقيقة. وأؤمن بأنها لن تسيّس، لأن عملها يحاط بالسرية.