نتنياهو: الإسرائيليون يؤيدون قيام دولة فلسطينية.. بشرط ألا تهددنا

قال في أول حديث صحافي: آمل أن يستطيع أهل غزة تغيير النظام لأننا نريد السلام معهم

ناشط في قافلة «شريان الحياة لغزة» انطلقت من بريطانيا وعبرت دولا اوروبية ثم مغاربية ووصلت الى ليبيا أمس ومنها الى مصر وصولا الى غزة (أ.ف.ب)
TT

جلس رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب بنيامين نتنياهو مع لالي ويماوث من واشنطن بوست ونيوزويك، وقد كانت تلك هي مقابلته الأولى مع الصحافة الأجنبية منذ تكليفه بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة من قبل الرئيس شمعون بيريس. وتحدث عن قيام دولة فلسطينية، بالقول: إن هناك اتفاقا واسعا داخل إسرائيل وخارجها على أن الفلسطينيين يجب أن تكون لديهم القدرة على حكم أنفسهم«ولكن مع عدم تهديد حياتنا». وهذا نص الحديث: > يقال:إن الرئيس بيريس يعتقد أنك قد نضجت منذ أن توليت رئاسة الوزراء عام 1996.

- آمل ذلك. وأعتقد أن للزمن فوائده. ومن هذه الفوائد أن يتأمل المرء في خبراته وخبرات الآخرين. وقد شاهدت عن قرب نجاحات الحكومات المتعاقبة..وأنا أبحث عن الاستفادة من عناصر السياسة والقيادة التي تمنحني القدرة على توفير مستقبل زاهر لإسرائيل – مستقبل ينعم بالسلام والأمن والرخاء.

وسوف أقدم منهجا أعتقد أنه سوف يحقق النجاح: ويتمثل في الاستمرار في المحادثات السياسية وفي الوقت نفسه التقدم في المجال الاقتصادي الذي بدأ، وكذلك تقوية قوات الأمن الوطني الفلسطيني. وأنوي بصورة شخصية أن أتولى مسؤولية اللجنة الحكومية التي سوف تلبي الحاجات الاقتصادية الفلسطينية في الضفة الغربية. > لكن التقدم الاقتصادي ليس بديلا عن التقدم السياسي.

- إنه ليس بديلا، ولكن في أيرلندا الشمالية على سبيل المثال، كان عاملا كبيرا للتوصل إلى اتفاقية غود فرايداي وغيرها من الاتفاقيات. > لذا، أنت تعتقد أنك تستطيع تطوير الأداء الاقتصادي والسياسي في آن واحد؟ وأن تعمل على إظهار الفارق الحقيقي بين الضفة الغربية وغزة؟

- هذا هو ما حدث. ففي الصراع الأخير، لم تعان الضفة الغربية. وقد كان الأفراد هناك يشعرون بالقلق تجاه إزهاق الأرواح في غزة، لكنهم قالوا:إننا لا نرغب في سلوك هذا الطريق. ولدينا بداية تطور اقتصادي في جنين ولا نريد نظام حكم إسلامي. فهم يرغبون في مجتمع يسوده النظام والقانون.

> أليس الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء سلام فياض هما المسؤولان عن الضفة الغربية؟

- نعم، لكنني لا أعتقد أن أي قدر من السيطرة المحلية يمكن أن تتغلب على العاطفة الجياشة لدى السكان المحليين.

> ماذا تقول عندما يتم توجيه سؤال إليك عما إذا كنت تعتقد في حل الدولتين كما أوضح ذلك الرئيس بوش عام 2002؟

- في واقع الأمر، أعتقد أن هناك اتفاقا واسعا داخل إسرائيل وخارجها على أن الفلسطينيين يجب أن تكون لديهم القدرة على حكم أنفسهم ولكن مع عدم تهديد حياتنا.

> ألم تقل إن العملية الأخيرة في غزة لم تأخذ مداها وأنه يجب قلب نظام حكم حماس في غزة؟

- إن حماس لا تريد السلام.

> فماذا تعتقد إذن؟

- آمل أن يستطيع الفلسطينيون في غزة تغيير النظام لأننا نريد السلام مع كل الفلسطينيين.وفي الوقت الحالي، فإن ما نستطيع القيام به هو السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكن ليس بالطريقة التي تسمح لحماس بشراء المزيد من الصواريخ.

> ما هي الإشارات التي يتضمنها قيام (السيناتور جون) كيري بزيارة غزة، وحصوله على خطاب من حماس للرئيس أوباما وبعد ذلك سفره إلى دمشق؟

- حتى الآن ما زالت سورية تتحدث عن السلام، ولكنها تساعد حزب الله على تسليح نفسه بعشرات الآلاف من الصورايخ فيما يعد انتهاكا لقرارمجلس الأمن. ومنذ حرب لبنان الثانية، تستضيف سورية خالد مشعل وغيره من القيادات الإرهابية وتتعاون عن قرب مع نظام آية الله في إيران ضد مصالح السلام الإقليمي.

سوف أتحدث إلى سورية عن التخلي عن هذه التصرفات وبناء الثقة التي هم في حاجة إليها للتحرك إزاء السلام. وهم لا يعطون حتى الوقت الحالي هذا الانطباع..أجد نفسي في موقف غير عادي بأن أكون المتفائل الوحيد. حدث ذلك لي من قبل، فخلال الأزمة الاقتصادية عام 2003، كانت لدي ثقة راسخة في أن سياستي ستنقذ إسرائيل من الوقوع في كارثة اقتصادية.وقمنا بذلك. إسرائيل اليوم في وضع أفضل من الكثير من الدول الغربية في مواجهة العاصفة الاقتصادية.

> بفضل ماذا، سياستك كوزير للمالية؟

- أعتقد أن ذلك كان نتيجة للسياسات التي كانت لدينا حينئذ، والتي لم يعتقد فيها الكثيرون في ذلك الوقت. البنوك أكثر قدرة على الإيفاء بالديون، ووضعية إسرائيل الاقتصادية الكلية القومية في حال أفضل. بنفس الطريقة، أجد نفسي أروج للسياسات التي لم تفهم حتى الآن. ومن الأشياء التي أهتم بها هو تحقيق السلام والأمن.

> ألست صقر جناح اليمين كما يصفونك في الصحف؟

- أنا الشخص الذي قام باتفاقية واي واتفاقية الخليل بحثا عن السلام. أعتقد أن الكثير من المواطنين في وقت ما اعتقدوا أن المشكلة كانت في الحكومة الإسرائيلية، خاصة تلك التي كنت أترأسها، وأن عرفات كان الحل وليس المشكلة. أُجريت تغييرات على هذه النظرة منذ ذلك الوقت. > ماذا عن الأميركيين التي قد تكون (حكومتهم) مساندة لإسرائيل كما هو الحال مع إدارة بوش؟

- عقدت اجتماعين اثنين ممتازين مع الرئيس أوباما، ووجدته منفتحا للأفكارالجديدة ويبحث عن أفكار جديدة وطريق جديد لتحقيق نتيجة ناجعة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية و(إلى الوضع) في الشرق الأوسط بصورة مجملة.. قال لي أن سعي إيران للأسلحة النووية غير مقبول لدى الولايات المتحدة. وكان مهتما كثيرا بالأفكار التي طرحتها إليه بشأن تقييم طريق جديد للوصول إلى السلام.

سيشكل امتلاك إيران للأسلحة النووية تهديداً كبيراً لأمن إسرائيل وجميع الحكومات العربية في الشرق الأوسط،إضافة إلى ذلك، ستدخل الدول العربية في سباق تسلح نووي وهو الأمر الذي يضر بمصالح الدول الساعية إلى السلام والأمن. وإذا ما رغبنا في إحداث تقدم مع الفلسطينيين، فإن تلك المشكلة التي تستعصي على الحل ترتبط بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وسوف أكمل محادثات السلام مع الفلسطينيين في الحال، وأنا لا أقصد ربطهم بمحصلة النتائج مع إيران، لكن المجتمع الدولي، يجب أن يقوم بكل ما بوسعه لمنع إيران من امتلاك أسلحة الدمار الشامل.

> هل تعتقد أن الضربة العسكرية يمكن أن تعوق تقدم البرنامج النووي الإيراني؟

- إن إيران أضعف عما كانت عليه منذ ستة أشهرمضت نتيجة للأزمة الاقتصادية والانخفاض الكبير في أسعارالنفط، وهذا النظام شديد التأثر بالضغوط، التي يجب تكثيفها، وأي من تلك العقوبات أو الإجراءات الأخرى لن تكون مؤثرة بالشكل الكافي، إذا ما اعتقد الإيرانيون أن الخيار العسكري بات غير مطروح على الطاولة.

> أخبرني الرئيس بيريس أنه يعتقد أن أكبر أخطائك هو عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية عام 1996.

- هذا صحيح تماما، فقد كان من الواجب أن أسعى إلى تشكيل وحدة وطنية، وهو ما أحاول القيام به الآن، وآمل في أن يتفهم زملائي في الأحزاب الأخرى المتطلبات التي تواجهها إسرائيل اليوم.

* خدمة («واشنطن بوست») خاص («الشرق الأوسط»)