الأكثرية تعتبر الانتخابات النيابية فرصة لحماية لبنان من النظام الشمولي

الخلاف حول الموازنة العامة ينتظر مصالحة بري والسنيورة

TT

لم يغب الاستحقاق الانتخابي الذي بدأ العد العكسي له في لبنان عن الاهتمام رغم تحول غالبية الأنظار إلى المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي تبدأ أعمالها رسميا اليوم وفعليا غدا. ولم يغب عن السجال السياسي كذلك موضوع الموازنة العامة للدولة التي يبدو أن إقرارها ينتظر حل الخلاف حول موازنة مجلس الجنوب بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وفي الشأن الانتخابي، قال النائب مروان حمادة من قوى «14 آذار» «إن الضمانة الأولى اليوم لإجراء الانتخابات النيابية هي إرادة رئيس الجمهورية إجراءها»، وأكد أن «البعض لا يريد هذه الانتخابات لأنها لن تكون في مصلحته». وأضاف: «لا نصبو (قوى الأكثرية) إلى ثلث معطل إذا خسرنا الانتخابات، ولكن لن نسمح به إذا فزنا. نحن مع المشاركة ولكن ليس تحت عنوان التعطيل». ورأى أن اللبنانيين سيعطون عبر الانتخابات «دعاة الشمولية والأنظمة الأمنية والمخابراتية درسا في الديمقراطية». وجزم بأن قوى الأكثرية حققت «تقدما جيدا في اللوائح وتبقى تفاصيل صغيرة. إن قوى 14 آذار ستخوض الانتخابات بوحدة متماسكة». وحذر من «محاولة لإتمام انقلاب في لبنان يقضي على سيادة لبنان واستقلاله ونظامه والتزام هوية لبنان العربية»، وقال: «عندما يذهب اللبناني إلى إيران ولا يعود لبنانيا من داخله، يكون هناك فسخ لعقد نهائية الكيان اللبناني. هناك أشخاص دخلوا الحكومة بإرادة التعطيل المنهجي في حين دخل آخرون لإسدال الستار على التفاهم حول الإستراتيجية الدفاعية». ودعا إلى «عدم تحميل الشعب اللبناني ثمن الحقد على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي صمد في وجه الوصاية ومحاولة عودتها وقاد انتصار الجيش».

في غضون ذلك، قال عضو «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يرأسه العماد ميشال عون، النائب إبراهيم كنعان بعد زيارته بري إن البحث تناول موضوع الموازنة. ونقل عن رئيس البرلمان «حرصه على متابعة هذا الموضوع في اللجان بشكل سريع وأن يكون هناك انتهاء من المناقشة قريبا، وعمليا الشروع في بت هذا الأمر وحسمه». وسئل عن أسباب الحملة التي تشنها قوى 14 آذار على عون فأجاب: «حجمه. ولكن هذه الحملة لم تعط المردود الهادفة إليه ونحن نشكرهم عليها لأنها شدت عصب التيار وجمهورنا، وخصوصا أن هذا الأمر تبين في النهاية أن ليس له هدف سياسي وليس هناك من مشاريع تتصارع كما يحكى أو تنافس حول مضمون العمل السياسي والمطلوب مستقبليا على صعيد الدولة والنظام والمؤسسات، في محاولة لتحجيم حضورنا ولا سيما التمثيل المسيحي في النظام السياسي». من جهته، رأى وزير المال محمد شطح أن أزمة موازنة مجلس الجنوب «مشكلة صغيرة وكبيرة في آن واحد، لأنها اتخذت طابع الشخصنة والتحدي»، لافتا إلى «وجود استعمال سياسي للموضوع». وأكد أن «الحل موجود (...) فلا أسباب تحول دون حل هذه المشكلة أو إمرار الموازنة، فنحن نقوم بما علينا ومستعدون للنظر في الأمر بطريقة إيجابية من باب المضمون وليس من باب المزايدات». وتمنى «إذا حصل لقاء بين الرئيسين بري والسنيورة ألا يكون مصالحة بالمعنى السطحي، فمن المهم أن يلتقيا وليس طبيعيا ألا يلتقي رئيس الحكومة ورئيس المجلس، ولكن الموضوع ليس مصالحة وتبويس لحى». ووصف الكلام عن حرمان الجنوب والجنوبيين بأنه «كلام سياسي له فائدة انتخابية». وتوقع أن تجرى الانتخابات النيابية رغم الحوادث الأمنية، ولفت إلى أن «الأفرقاء السياسيين يريدونها أن تحصل، فهي معركة مهمة ولكن ليست وجودية»، مؤكدا أن «أحدا لا يقدر أن يسيطر على لبنان ويلغي الفريق الآخر». وأشار إلى أن «ثمة صراعا على دور لبنان وكيفية حمايته، وهذا الصراع لن يحسم في الانتخابات المقبلة، والمسار الذي تراه المعارضة صحيحا للبنان، لا يخدم في رأينا لبنان بل يعرضه لخطر جديد، ونحن نحاول أن نقنع جميع اللبنانيين بأن ثمة طريقا أفضل للبنان». وطمأن إلى أن «الانتخابات لن تتمكن من أن تفرض على اللبنانيين الرؤية المتمثلة في ولاية الفقيه وعودة الوصاية السورية، وهذا لن يحدث لأن اللبنانيين لن يسمحوا بذلك». وقال مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إن «المعارضة اللبنانية تمتلك رؤية سياسية تضمن للبنان الخروج من الانقسام الداخلي، بعيدا عن الفئوية والمناطقية والمذهبية. وهي تخوض الانتخابات على امتداد الجغرافية اللبنانية في كل المناطق والدوائر، ينما مشروع الفريق الآخر هو مشروع تسلط وهيمنة يراهن على فشل الحكومة الحالية من أجل الوصول إلى حكومة يكملون بها ما وصلوا إليه من استئثار وتفرد، ولكن هذا لن يحصل». وأضاف: «نحن نتطلع إلى الانتخابات النيابية المقبلة كمحطة أساسية لتحقيق عنوانين، الأول حماية لبنان في موقعه ودوره وهويته، والعنوان الثاني حماية الشراكة الوطنية وتحصينها». وقال: «من حقنا ألا نسمح بعودة أي منطق وأي نهج فيه إلغاء لأي فريق من اللبنانيين». وفي إطار الجهود التي يبذلها الساسة اللبنانيون حيال المغتربين بغية إشراكهم في التصويت، وجّه رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية كلمة إلى اللبنانيين في أستراليا قال فيها منتقدا خصومه من قوى «14 آذار»: «الآخرون، وأنتم تعرفونهم ويتكلمون معكم ويتواصلون عبر إعلام معين مرات يوصل الحقائق ومرات لا ويصوّر لكم الحقيقة كما يريدها، فإنني أتمنى عليكم أن تعودوا إلى تاريخ هؤلاء الناس فعندما كانت سياستنا تربّح، هل كانوا ضدها أم كانوا في صلبها؟».