الخرطوم: احتجاز صحافي تونسي لخرقه قواعد الهجرة وممارسة نشاطات لا تشملها مهمته

منظمة سودانية تدعو إلى إتاحة المزيد من الحريات الصحافية

TT

قالت مصادر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» إن شرطة الجوازات والهجرة احتجزت صحافيا تونسيا لخرقه قواعد الهجرة وممارسة نشاطات لا تشملها مهمته، وتمهيدا لترحليه إلى بلاده «في أي لحظة». وفي نفس الوقت أصدرت منظمة سودانية، لأول مرة في تاريخ البلاد، أمس تقريرا عن أوضاع الحريات الصحافية «في العالم والسودان» خلال عام 2008، دعت فيه إلى إتاحة المزيد من الحريات الصحافية والاحتكام إلى القانون ورفع الرقابة الأمينة عن الصحف.

وكشف التقرير أن هنالك شكوى من الرقابة ونزع مواد من الصحيفة لنحو 45 صحافياً واستدعاءات من قبل جهاز الأمن لـ« 7 » من الصحافيين، وحبس دون محاكمة لاثنين من الصحافيين، خلال ذات العام. وكان السودان جرى تصنيفه في المرتبة 135 في تقرير 2008 لمنظمة مراسلين بلا حدود حول الحريات الصحافية.

وأوضح متحدث باسم أجهزة الأمن السودانية أن الصحافي زهير لطيف دخل السودان بشكل شرعي لكنه انتهك فيما بعد قواعد الهجرة. وأضاف أن لطيف مارس نشاطات لا تشملها مهمته لكنه رفض ذكر تفاصيل ولم يحدد وقت إلقاء القبض عليه. وقال المتحدث إن السلطات السودانية تبحث توجيه اتهامات إلى لطيف أو ترحيله وإنها قد تتخذ قرارا في غضون الأيام القليلة المقبلة. وذكرت مصادر للشرطة أنهم أثناء تفتيش قاموا به لمقر إقامة الصحافي التونسي ضبطوا نحو 15 كرتونة معبأة بالخمر المستورد. ويحظر السودان تداول الخمر، بكل أنواعه، كما ضبط معه كميات من الحشيش السوداني المعروف بـ«البنقو». وذكر أن جملة بلاغات فتحت ضده ولكنها حفظت فيما صدر القرار بإبعاده فورا. وأشار متحدث باسم السفارة البريطانية في الخرطوم إلى أن لطيف ليس مواطنا بريطانيا. وكان السودان طرد صحافيا مصريا كنديا في فبراير (شباط) لتناوله أزمة إقليم دارفور السوداني وصناعة الأسلحة. ويضمن الدستور السوداني حرية الصحافة، لكن الصحافيين السودانيين يشكون بشكل منتظم من الرقابة والقبض على صحافيين ومصادرة صحف.

وفي مؤتمر صحافي عقدته أمس، أعلنت منظمة سودان بريس ووتش SUDAN PRESS WATCH وهي منظمة سودانية وليدة مقرها الخرطوم، ووقائع الحريات الصحافية في السودان 2008، وجاء في التقرير أن قانون الصحافة والمطبوعات السائد الآن يحتاج للمزيد من الحريات ولمراجعته ليتلاءم مع الواقع السياسي ولا بد من رفع الرقابة عن الصحف. وأضاف أغلبية المجيبين أن ميثاق الشرف الصحافي لا غبار عليه ولكن هنالك قصورا في التطبيق.