مناوي لـ«الشرق الأوسط»: لا أتوقع أي دعم من إسرائيل إلى نور.. وذهابه مبادرة شخصية

كبير مساعدي الرئيس السوداني قال إن العالم فشل في إنهاء مشكلة الإقليم

طفلة سودانية لاجئة من دارفور تحمل شقيقها في احد معسكرات اللاجئين في شرق تشاد (رويترز)
TT

اعتبرَ مني أركو مناوي، كبير مساعدي الرئيس السوداني عمر البشير، ذهاب عبد الواحد نور (زعيم حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور) لإسرائيل مجرد لجوء سياسي، واستبعد أن تعطي له إسرائيل أي دعم لكونه شخصا يسكن في فنادق 7 نجوم في أوروبا وليس لديه أي اتصال بالداخل. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» قبل مغادرته القاهرة إنه لم يستغرب اقتراب نور من تل أبيب، وأنه سبق أن افتتح مكتبا له في بداية عام 2008. وأكد أن حل أزمة دارفور والسودان ليس من بوابة إسرائيل، منتقدا مؤتمر الدوحة حول دارفور ووصفه بأنه «مجرد طاولة زائد كرسي»، وطالب بالحل الشامل والكامل لأزمة دارفور ومراجعة الاتفاقات والمبادرات التي طرحت وتمهيد الأجواء لعقد الحوار الدارفوري – الدارفوري، مع الاهتمام بالتنمية، ونفى ما يتردد حول فشل الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي في الحل، قائلا إن العالم فشل في حل الأزمة، وطالب بدور لمصر ولكل السودانيين ولدول الجوار والابتعاد عن الحلول الجزئية في قضية دارفور.. وفي ما يلي نص الحوار.

> هل أصبحت قضية السودان تمر عبر إسرائيل خاصة بعد حديث عبد الواحد نور عن زيارة لتل أبيب واستعداده لفتح سفارة لإسرائيل في الخرطوم؟

ـ زيارة عبد الواحد نور ليست مفاجأة بالنسبة لي وحتى للرأي العام لأنه قام بزيارة سابقة لإسرائيل في يناير (كانون الثاني) عام 2008، وقام بفتح مكتب له هناك، وفي هذا الوقت استغربنا إعلانه عن الزيارة في الفضائيات، والحديث عن وجود جالية سودانية كبيرة في إسرائيل، وبالتالي فالزيارة والتصريحات التي أعلن عنها اليوم يجب ألا تكون حديث الساعة لأنها كانت حديث الساعة منذ عام وشهر.

> هل لمست توجهات عبد الواحد نور منذ كفاحك معه.. وهل صحيح ما تردد بأن منظمات يهودية استقطبت عبد الواحد نور في باريس؟

ـ خلال عملنا في الكفاح المسلح لم يكن لنا علاقة بإسرائيل أو أي دولة باستثناء إريتريا.. واليوم ربما تبرز إسرائيل أخبار اقتراب عبد الواحد نور منها.

> هل أصبح عبد الواحد نور عقبة في طريق السلام في السودان؟

ـ مقاطعة نور للحوار والمسعى السياسي لحل الأزمة في دارفور هذا خطأ.. وكذلك رفض مشاورات السلام أرى أنه يجب أن يتحمل المسؤولية.

> هل يمتلك نور شعبية في دارفور تعطيه كل هذه الزعامة أم أنه يستقوي بالخارج؟

ـ هو غير مقيم في دارفور حتى تكون له شعبية داخلها لكن كثيرا من الناس تكن له الحب بسبب شذوذه ومعارضاته السياسية وبسبب الآراء المتطرفة وبالتالي هو ليس له شعبية في النهاية، وأحيانا يصدر عنه خير أو أي شيء.. المهم هو الصوت العالي.

> هل الخطوات التي قام بها نور مع إسرائيل عدوى يمكن أن تنتقل إلى فصائل جديدة من منطلق إغراء بدعم إسرائيلي مادي وسياسي؟

ـ أول شيء أنا لا أتوقع أي دعم من إسرائيل لعبد الواحد نور، لأن إسرائيل ليست غبية لإعطاء دعم لزول (شخص) يسكن في فنادق سبع نجوم في باريس وفي أوروبا وليس لديه اتصال حتى مع أهله، ولا يقبل بأي مبادرات للحل.. لذلك فأصل المسألة انتهى، وأعتبر ذهابه إلى إسرائيل مبادرة شخصية.. وأنا أقيس ذلك بأنه ذهاب يساوي اللجوء السياسي لإسرائيل ولكن هو يستغله سياسيا.

> بوصفك كبير مساعدي الرئيس السوداني ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به من أجل السلام في دارفور؟

ـ دوري في السلام في دارفور.. إذا استُشرت سأقوم به في مطبخ السلام، ولدي محاور كثيرة يمكن أن تسهم في بناء السلام في دارفور.

> هل لنا أن نتعرف على دور لك في هذه المشكلة؟

ـ دوري مستمر عبر الحوار مع الفصائل وطرح الأفكار والبدائل والتوصيات من خلال خبرتنا مع الحركات المسلحة ومع الشعبين ومع الأوضاع العامة ولكنني لا أفضل الحديث حول ما أقوم به وكذلك نشر خلافاتنا في الشارع أو في وسائل الإعلام.

> ما هي البدائل والتوصيات التي أشرت إليها وأنت شاركت في مؤتمر الكنانة (بالسودان العام الماضي لبحث المشكلات هناك).. وكيف ترى ما طرح من مبادرات غير قادرة حتى اليوم على إحلال السلام في دارفور.. ما هي الأزمة؟

ـ كل المبادرات ومنتدى الكنانة مهمة، ولكن التنفيذ هو الجانب الآخر بالنسبة للمبادرات الكثيرة، وفي سرت (بليبيا) كانت الجهود مبتورة بعض الشيء في وقتها، رغم أن سرت كانت أشمل في معالجتها من قطر.. أما قطر فقد تم تخصيصها لإبراهيم خليل (رئيس حركة العدل والمساواة).. طاولة واحدة زائد كرسي، ومسألة أن مؤتمر الدوحة مفتوح لكل الفصائل هذا ما ذكر في الإعلام، ولكن ما حدث ورتب له كان مختلفا وحتى يكون الكلام مقنعا كان لا بد من وجود مشاورات تمت من قبل مع كل الفصائل أو في مبادرات للحوار مع الجميع، ثم الاجتماع، وبعد ذلك يمكن أن تسميها مفتوحة، لكن كان الملاحظ منذ أغسطس (آب) الماضي، وحتى تاريخ انعقاد مؤتمر قطر كان إخواننا القطريون والوسيط (الأممي الأفريقي) جبريل باسولي، كانوا يتحركوا بين أنجمينا والدوحة ذهابا وإيابا عدة مرات ثم أنجمينا والدوحة وباريس لذلك كان التفكير منخرطا في شخص واحد ومحدد هو إبراهيم خليل..

> اجتماع الدوحة جاء لتنفيذ المقترحات العربية الأفريقية في إطار حزمة الحل العربي وكذلك تبني مقترحات أهل الكنانة، ومشاركة كل الفصائل.. في رأيك هل سيحدث اجتماع آخر في الدوحة يضم كل هذا الزخم الذي من المفترض أن يؤدي إلى الحل؟

ـ أنا لا أدري ماذا سيكون.. ولكن أول شيء كانت مبادرة أهل السودان قد أوصت بالسلام الكامل والشامل.. والأمر الثاني أن اجتماع الدوحة كان به تمثيل دولي، ولكن بنسبٍ من حيث المستوى، التي ستؤدي إلى سلام دائم في دارفور.. أما ماذا سيحدث بعد ذلك؛ ليس لدي علم.

> بمَ كانت توصياتك في مؤتمر أهل الكنانة؟

ـ كل المشاورات والحوارات كانت قوية لكن أُخذ منها جزء وتُرك الباقي وهذه هي المشكلة..

> موقفك من مؤتمر الدوحة غير واضح.. أنت مع من؟

ـ أنا مع حركة تحرير السودان.. كما أنني لست ضد مؤتمر الدوحة لأن أي دولة لديها مسعى للسلام أنا معه لكن أنا ضد الدوحة في نفس الوقت، لأن الدوحة اقتصرت على إبراهيم خليل، وهو لا يمكن أن يأتي بالسلام بمفرده لدارفور.

> بعد اللقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك ذكرت بأنك طلبت من الرئيس مواقف صلبة من أجل الحل في دارفور.. ماذا تقصد.. هل من الرئيس البشير الذي سيزور القاهرة اليوم؟

ـ أقصد الدور المصري في دارفور والسودان.. والتمهيد للحوار، وتحقيق الوحدة.. والدور الطبيعي الذي خلقه ربنا هو دور مصر ودور دول الجوار، وأقترح دورا أكبر لمصر من منطلق العمق والامتداد الطبيعي بين البلدين.. كما أنني لم أسمع من الإخوة في مصر أي رفض للدور القطري الخاص بدارفور، وكل ما سمعته طوال اللقاءات كان إيجابيا جدا بالنسبة لقطر، ولكن اهتمام القاهرة يصب في إطار أهمية أن يكون السلام كاملا وشاملا.. وحتى لا يترك أحد لخلق المشكلات.

> ماذا عن الحوار الدارفوري؟

ـ هذا المقترح هو في الأصل اقتراح حركة تحرير السودان، ووضع في اتفاق السلام في أبوجا، وحتى هذه اللحظة نحن متمسكون به، لكن في نفس الوقت هذا الحوار يحتاج لمناخ صاف جدا وبعيد عن كل الشوائب، وبالذات الجانب الأمني، حتى يتم الحوار في مناخ صحي، ولذلك نحن نقول ونشدد على أهمية جمع الاتفاقات ومراجعتها من حيث التنفيذ وإلحاق الآخرين (بها)، وكل هذه الأشياء تمهد للحوار.

> لماذا لا تبادر بالتمهيد الذي تحدثت عنه ليكون جزءا من دورك في صنع السلام؟

ـ كل الاتصالات والحوارات داخل دارفور موجودة وأقوم بها بالفعل ولكن لا أريد الحديث عنها عبر الإعلام، ولدينا عمل ودور أدى إلى نتائج جيدة جدا داخل دارفور > ماذا عن الوضع الأمني والإنساني في دارفور.. وهل أوفت الجامعة العربية بوعودها تجاه دار فور من حيث العمل في المجال التنموي؟

ـ الوضع الإنساني والأمني أفضل، ويسمح بالتنمية، ولا يعوقها، ولكن لم يصلنا شيء في دارفور من الدول العربية باستثناء مصر. وعندما جلست مع وزير التعاون الدولي في مصر راجعت معها قائمة الالتزامات التي قطعتها مصر على نفسها، ووجدتها أن كلها تم الوفاء بها، ونتمنى للآخرين الوفاء بالتعهدات تجاه التنمية في السودان.

> هل تعتقد أن أزمة دارفور بدأت محلية وانتهت بصناعة دولية؟

ـ الصراع الغربي بدأ بعد الأزمة.. والأدوار ظهرت بعد ظهور حلها، ونتمنى أن كل الجهود الدولية تسير نحو الحل.

> الخرطوم أعلنت أن عام 2009 عام للسلام في دارفور، هل هذا التاريخ قابل للتنفيذ؟

ـ نتمنى، ولكن الحل يتوقف على الحركات والحكومة.

> في تصورك كيف تنتهي أزمة دارفور خاصة أنه كلما تم التوقيع على اتفاق برزت حركات جديدة تطالب بنفس الحقوق وتستمر الأزمة في دوائر مكررة ومغلقة؟

ـ الحكومة ليست بريئة من أهمية التنفيذ وعدم الحوار الجاد وأيضا الحركات ليست بريئة في أهمية حل المشكلة، ولذلك أنا أركز دائما على ضرورة الحل الداخلي.

> مسألة فرض عقوبات على الطرف الذي لا يلتزم بالسلام.. هل هذا وارد؟

ـ أي عقوبات تفرض على أي طرف ليست في صالح السلام، وليس من السهل فرض عقوبة على الحركات في دارفور.

> هل فشل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية في دعم السلام في دارفور؟

ـ (بل) فشل العالم.. ولا يمكن أن نسمي الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

> ما هو المطلوب من الجامعة العربية؟

ـ دور الجامعة مهم جدا في تنمية دارفور.