5 صواريخ فلسطينية تسقط على إسرائيل.. وشالوم يدعو لتصفية قيادات حماس

تحقيق: الجيش الإسرائيلي يلقى صعوبات في مواجهة أنفاق غزة.. ويفشل في ردع المقاومة

TT

واصل مقاومون فلسطينيون اطلاق الصواريخ على المستوطنات اليهودية التي تقع في محيط قطاع غزة، وسقطت 5 على بلدات اسرائيلية أمس من دون وقوع اصابات بين البشر، فيما طالب قيادي بارز في حزب الليكود، بتصفية قيادات حركة حماس.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان «صاروخين اطلقا من قطاع غزة سقطا صباحا على مدينة عسقلان، التي يقطنها أكثر من 120 ألف مستوطن، وتقع على مسافة 20 كلم للشمال من قطاع غزة، وان احدهما الحق اضرارا بمدرسة». واوضح ان المدرسة كانت مغلقة بسبب العطلة اليهودية. وتابع «في وقت سابق سقط صاروخان اطلقا من شمال قطاع غزة على جنوب اسرائيل». وقال المصدر نفسه ان صاروخا خامسا اطلق من وسط قطاع غزة سقط على جنوب اسرائيل.

وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية حلقت في أجواء قطاع غزة بعيد إطلاق الصواريخ في مسعى للعثور على الخلية التي قامت بإطلاقهما وقصفها، إلا أنه يبدو أن عناصر الخلية تمكنوا من الانسحاب من المكان بسرعة. وتوقعت مصادر فلسطينية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية النفاثة من طراز «اف 15» بقصف الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، بغرض تدمير الأنفاق التي تدعي اسرائيل انها تستخدم في تهريب السلاح والوسائل القتالية الى المقاومة في القطاع. وكانت إسرائيل قد شنت عشرات الغارات على منطقة الشريط الحدودي خلال الحرب على غزة وبعدها. من ناحية ثانية دعا سيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق والقيادي البارز في حزب الليكود، الذي سيشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة انه يتوجب تصفية قيادات حركة حماس في قطاع غزة بهدف العمل على وقف اطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل. وفي مقابلة تلفزيونية اجريت معه الليلة قبل الماضية قال شالوم إنه يتوجب الرد بشكل مباشر على عمليات اطلاق الصواريخ بتصفية قيادات حركة حماس، معتبراً أن هذا هو البديل الوحيد على شن حرب أخرى على غرار حرب «الرصاص المتدفق»، التي شنتها اسرائيل على القطاع. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد اعتبرت أن الجيش الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق الردع في مواجهة حركات المقاومة. وأشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أنه منذ انتهاء الحرب قبل 40 يوماً، أطلقت حركات المقاومة أكثر من 60 صاروخاً وقذيفة على المستوطنات اليهودية التي تقع في محيط القطاع. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن الجيش الإسرائيلي وضع هدفين أساسيين للحرب التي شنها على القطاع وهما: استعادة الردع في مواجهة حركات المقاومة، ووقف عمليات تهريب السلاح على القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن تواصل إطلاق الصواريخ يدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل فشلت في ردع المقاومة الفلسطينية التي تواصل إطلاق الصواريخ، في نفس الوقت، فإن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية تؤكد أن حركات المقاومة تواصل تهريب السلاح والوسائل القتالية عبر الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة ومصر. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن التقارير التي رفعتها الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية وتحديداً جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» تؤكد أن حركة حماس نجحت مؤخراً في تهريب عدد من صواريخ «غراد» وصواريخ مضادة للطائرات ومواد متفجرة من النوع المتطور جداً.

واظهرت التحقيقات التي أجراها الجيش الاسرائيلي، بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، ان قوات الاحتلال واجهت صعوبات كبيرة في القتال والتعامل مع الانفاق التي اعدها المقاومون الفلسطينيون وكانت تربط بين البيوت والشوارع، وساعدت المقاتلين على الاختفاء، كما ادت الى تعطيل تقدم القوات الاسرائيلية في العديد من المواقع. وبحسب ما ورد على صحيفة «معاريف»، نقلا عن ضابط كبير في قوات المظليين فإنه حدثت عدة عمليات هاجمت فيها خلايا المقاومة بالصواريخ قوات الاحتلال، ثم اختفت عن وجه الأرض، لتظهر في شارع آخر.

وقالت التحقيقات انه في العديد من المواقع وقفت قوات الجيش الإسرائيلي عاجزة عن التقدم او التعامل مع الانفاق، وأشار الضابط، إلى أن الحديث يدور عن طريقة عمل تختلف عن «المحميات الطبيعية الخاصة بحزب الله"»في جنوب لبنان. ووفق هذه التحقيقات، التي كشفت سابقا ان الجيش هدم بيوتا كثيرة خارج القانون، فانه في العديد من المواقع اقدمت قوات الهندسة التابعة لجيش الاحتلال على تدمير العديد من البيوت، وذلك لمجرد الشك انها ملغمة او يوجد داخلها احد الانفاق من اجل إفساح طريق لقوات الجيش للتقدم. وأشارت «معاريف»، إلى صعوبات أخرى واجهت الجيش، تتمثل في وجود عشرات الأطنان من المواد المتفجرة، التي تم تهريبها من سيناء إلى قطاع غزة، وجرى تفخيخ المنازل والمباني والشوارع بواسطتها. ونقلت الصحيفة عن الضابط الكبير قوله إن هناك نقصا في القوى البشرية العاملة على تفكيك الألغام. وأضاف أن الجيش وجد صعوبة بالغة في التقدم نظرا لأن بيتا من بين كل ثلاثة بيوت قد جرى تفخيخه بالمتفجرات.