رفسنجاني يستهل زيارته لبغداد بلقاء طالباني.. والرئيس العراقي يعتبر زيارته «نعمة وبركة»

الرئيس الإيراني الأسبق: إيران على استعداد كامل لتقديم أية مساعدة للشعب العراقي * الهاشمي يتغيب عن الاستقبال

الرئيس العراقي جلال طالباني يتحدث، والرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني يستمع خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (إ. ب. أ )
TT

أجرى الرئيس العراقي جلال طالباني أمس جولة مباحثات مع علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا، الذي وصل إلى بغداد في وقت سابق أمس في زيارة رسمية.

وقال طالباني في مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات، إن لزيارة رفسنجاني «أهمية كبيرة من الناحية السياسية والدولية وتعزيز العلاقات بين الشعبين الإيراني والعراقي.. و(هي) تدل على اهتمامه بمساعدة الشعب العراقي في كافة المجالات، كما ساعدنا في الماضي، فضلا عن أن هذه الزيارة تؤكد خروج العراق من عزلته وستساهم في زيادة حجم التفاهم بين البلدين.. هذه الزيارة هي نعمة وبركة من الله»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية «د. ب. أ».

وأوضح طالباني «أن الصديق الكبير ( رفسنجاني) سيلتقي خلال الزيارة بجميع المسؤولين في الحكومة ويزور العتبات المقدسة وسيبحث معهم المسائل المشتركة بين البلدين لتعزيز العلاقات السياسية والثقافية والتجارية، وان القادة العراقيين يتطلعون إلى الاستفادة من خبرته الواسعة، حيث قاد إيران في الحرب وبعدها في مرحلة الإعمار والتقدم الذي تشهده إيران حاليا». وقال «إن إيران تعاملت مع السياسيين العراقيين، بصرف النظر عن انتمائهم السياسي، مثل الحزب الشيوعي والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني والحركة الاشتراكية، ولم تقتصر مساعدة طهران وعلاقتها على الأحزاب الإسلامية في العراق إنما كانت هذه العلاقة مع الأحزاب التي عارضت النظام الديكتاتوري».

من جهته، قال رفسنجاني في معرض أجابته عن أسئلة الصحافيين «أنا مسرور لزيارة العراق وان أرى جهاد العراقيين قد أثمر، وان الشعب العراقي يقرر مصيره بنفسه، وان العراق اليوم موضع اهتمام جميع المحافل الدولية، وان المكتسبات الجيدة التي حققها الشعب العراقي تفرح جميع شعوب العالم، خاصة الشعب الإيراني الذي يشعر بالأخوة العميقة مع الشعب العراقي». وأضاف: «أنني أريد أن أقول للشعب العراقي إن إيران على استعداد كامل لتقديم أي مساعدة أو التعاون مع الشعب العراقي، وان غالبية المسؤولين العراقيين من الدرجة الأولى والثانية كانوا وما زالوا من الأصدقاء في فترة الصعوبات والمحن التي عانى منها الشعب العراقي ونأمل في أن تنتهي فترة الظروف الأمنية الصعبة والظروف المعيشية الصعبة، وان نشهد عراقا حرا عامرا ومتحدا متطورا». وكان طالباني قام بزيارة إلى إيران من الخميس إلى الأحد، حيث التقى كبار القادة. ونشبت حرب بين إيران والعراق بين 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين. وأكد مصدر مقرب من ديوان الرئاسة العراقية أمس عدم حضور نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مراسم استقبال رفسنجاني. وكشف المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» عن تحركات للوفد الإيراني الزائر للاتصال بمكتب الهاشمي بناء على طلب من رفسنجاني لتحقيق لقاء يجمع بينهما، على الرغم من إصرار الهاشمي على عدم استقبال رفسنجاني.

ومن المتوقع أن يستقبل الهاشمي الرئيس الإيراني السابق اليوم، حيث أوضح مصدر مقرب من مكتب الهاشمي «من المؤمل أن يناقش الاجتماع بعض الملفات التي لا زالت عالقة مع إيران وفي مقدمتها تبعات الحرب العراقية الإيرانية التي دامت 8 سنوات والتدخل الإيراني في الشأن العراقي بحسب آخر التقارير الأمنية والإشكالات عبر الحدود». وأضاف انه سيتم بحث استهداف المخافر الحدودية العراقية ومشكلة المياه الإقليمية بين البلدين ومسألة تجفيف منابع المياه التي تدخل الأراضي العراقية عبر إيران.